لقّنت صهاينة العرب هذا الدرس.. ماليزيا لن تستضيف فعاليات تشمل “إسرائيل”

- ‎فيعربي ودولي

لقّنت دولة ماليزيا صهاينة العرب درسًا فى الكرامة ورفض التطبيع مع الكيان الصهيونى، حيث أعلنت اليوم- على لسان وزير خارجيتها- أنها لن تستضيف أية فعاليات في المستقبل تشمل “إسرائيل” أو ممثلين عنها، مؤكدةً أن القضية الفلسطينية بالنسبة لها ليست قضية دينية فحسب، وإنما قضية حقوق إنسان أيضًا.

وقال الوزير سيف الدين عبد الله، الأربعاء، عقب اجتماعه مع ائتلاف منظمات إسلامية: إن “الحكومة لن تتراجع عن قرارها حظر رياضيين إسرائيليين من المشاركة في بطولة العالم للسباحة البارالمبية 2019”. مضيفا أن الحكومة الماليزية سبق وأكدت أنه لا يمكن لأية وفود إسرائيلية دخول ماليزيا، سواء كان لحضور مباريات رياضية أو لأحداث أخرى، وذلك في إطار “التضامن مع الشعب الفلسطيني”.

وبحسب “أسوشيتدبرس” الأمريكية، أكمل “كما قررت الحكومة أن ماليزيا لن تستضيف أية فعاليات أخرى تتعلق بإسرائيل أو ممثليها.. وهذا بالنسبة لي هو قرار يعكس موقف الحكومة الثابت بشأن القضية الإسرائيلية”.

ومضى في القول: “القضية الفلسطينية ليست قضية دينية فحسب، بل هي قضية انتهاك لحقوق الإنسان، هي قضية كفاح بالنيابة عن المضطهدين”.

الثور الأبيض

وأُكل الجميع يوم أُكل الثور الأبيض، وكانت آخر مشاهد التفتيت في ٣ يونيو ٢٠١٨، بعدما عانقت العدّاءة المصرية العدّاءة الإسرائيلية في ختام بطولة ألعاب القوى في إيطاليا، لكن لاعب كرة القدم بنادي ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، لوّح بمغادرة الفريق إن شاركه في المربع الأخضر لاعب إسرائيلي خدم في الجيش الصهيوني.

وتتنوع ردود الفعل بين منتخبات وأخرى ولاعبين وآخرين، فقد ينسحب اللاعبون المصريون أو يرفضون المصافحة، على اعتبار أن مواجهة أي لاعب إسرائيلي تُعد نوعًا من أنواع التطبيع.

ورفضت “روان علي”، لاعبة التايكوندو، مقابلة اللاعبة الإسرائيلية سيفان فنستر، في الدور ربع النهائى من بطولة كرواتيا المفتوحة عام 2011، لوزن 47 كجم.

فيما التقى لاعبون مصريون لاعبين صهاينة ورفضوا مصافحتهم، ومنهم لاعب الجودو رمضان درويش، حيث رفض مصافحة اللاعب الإسرائيلي إريك زائيفي 3 مرات، أولهم في 2011 بعد هزيمته، وللمرة الثانية عام 2012 عندما انتصر درويش، والمرة الأخيرة في 2015 في بطولة الجائزة الكبرى للجودو بأذربيجان.

وفي رياضيات أخرى، شاركت إيناس يوسف في التطبيع في بطولة جولدن جراند بيري للمصارعة عام 2013، وشاركت آلاء سعد في منافسات أوليميباد الشباب بالصين في التنس لعام 2014، وشارك اللاعب عبد اللطيف منيع التطبيع في بطولة العالم للمصارعة الرومانية للشباب في كرواتيا.

أما إسلام الشهابي، لاعب الجودو، فقد رفض مصافحة نظيره من الكيان المحتل، عقب المباراة التي جمعتهما بالدور الـ32 بأولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، لوزن 100 كجم، وكذلك فعل اللاعب أحمد وحيد في بطولة الجائزة الكبرى بألمانيا للجودو لعام 2016.

تطبيع قطري

وفي يناير الماضي، شارك اللاعب الإسرائيلي “دودي سيلا” في بطولة قطر المفتوحة للتنس، وفي مارس احتفت وزارة الخارجية الإسرائيلية بحصول فريق إسرائيلي على المركز الثالث في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد، التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة في الـ21 من مارس الماضي.

وفي أبريل ٢٠١٦، شارك منتخب كرة الطائرة الإسرائيلية في بطولة قطر العالمية المفتوحة للكرة الشاطئية، ومن قبل شاركت اللاعبة الإسرائيلية شهار بييار عدة مرات في بطولة التنس في قطر، وشارك منتخب إسرائيل للجمباز في بطولة العالم في الدوحة في 26 أكتوبر الماضي.

تطبيع الإمارات

ووصل التطبيع الرياضي الإماراتي مع إسرائيل لمرحلة فجة، دون مراعاة لرفض الشارع العربي والإماراتي لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني.

ففي أكتوبر أيضا، شارك منتخب إسرائيل للجودو في بطولة “جراند سلام”، وحصل أحد عشرة لاعبا هم أعضاء المنتخب الإسرائيلي على تأشيرات من الإمارات العربية المتحدة، وخلافا لمشاركات سابقة تمكن أفراد المنتخب الإسرائيلي من ارتداء ملابسهم الرياضية التي تحمل رموزهم الإسرائيلية، كما تم عزف النشيد الوطني الإسرائيلي، ورفع العلم الإسرائيلي بعد صعود المنتخب لمنصة التتويج، في مشهد بكائي، وترديد من وزيرة الشباب والرياضة والعلوم الإسرائيلية، ميري رغيف، رئيسة الوفد الرياضي.

وذكر موقع هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “شاباك” نسق مع مسؤولين إماراتيين سبل توفير الحماية الكاملة للفريق، كما كان العلم الإسرائيلي موجودا في كل مكان رسمي: في محيط البطولة، وعلى لوحة النتائج وبالطبع على رداء الرياضيين المشاركين.

ويعتبر هذا حدثا غير مسبوق في التعامل مع الرياضيين الإسرائيليين في البطولات الدولية التي تقام في الدول العربية والخليجية تحديدا التي دأبت في الفترة الأخيرة على التطبيع الرياضي مع (إسرائيل) حيث استضافت أبوظبي رياضيين إسرائيليين في بطولة للجودو أيضا قبل أشهر.

دراجات الذكرى 70

وفي الذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين، شارك منتخبا البحرين والإمارات في طواف إيطاليا للدراجات الهوائية Giro d’Italia الذي انطلق في 4 مايو الماضي بشوارع القدس، وهو الحدث الرياضي الذي يتابعه حوالي مليار مشاهد في مختلف أرجاء العالم.

وكان احتفاء إسرائيل مكررًا بوجود تطبيع رياضي من الدرجة الأولى، وأن المسابقة كانت الأولى في تاريخ هذه المسابقة التي انطلقت عام 1909، خارج حدود أوروبا.

ومر الدراجون العرب من الدولتين بالبلدات الفلسطينية المحتلة، ومنها حيفا وتل الربيع وبئر السبع وإيلات الساحلية.

موقف شعبي

ومن المواقف الشعبية للمنظمات والهيئات التي تؤيد الموقف الماليزي، في رفض التطبيع الرياضي باعتباره مدخلا للتطبيع العام، أكدت جماعة الإخوان المسلمين، على لسان متحدثها الإعلامي الدكتور طلعت فهمي، في تصريحات وبيانات إعلامية، رفضها للتطبيع بالقول إن “فلسطين ستظل من البحر إلى النهر شاهدة على أن أمة الإسلام ما زالت- وستظل- حية، تفتدي قدسها وأقصاها بكل ما تملك”، مضيفا أن “فلسطين ستظل شاهدة على دموية الصهاينة وبشاعة مشروعهم الاستعماري، وانحياز القوى الكبرى للمحتل، وتقاعس المنظمات الدولية عن القيام بدورها، وإصابة النظام العربي بالشلل بعد سقوطه في مستنقع التطبيع وتراجعه عن نصرة الشعب الفلسطيني لتحرير وطنه”.

أما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس فأدانت بشدة، في تصريح للناطق باسمها فوزي برهوم، “زيارة رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبي للكيان الإسرائيلي ولقاءه رأس الإجرام “نتنياهو”، وجددت الحركة موقفها الرافض لكل أشكال التطبيع مع هذا الكيان، ودعت إلى وقف هذه السياسات الخطيرة، والعمل الجاد على دعم الشعب الفلسطيني وإسناده وتعزيز صموده على أرضه، والاستمرار في سياسة مقاطعة وعزل الكيان الإسرائيلي الذي يشكل الخطر الأكبر على المنطقة بأسرها”.

كما دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني رفضا قاطعا، ودعا البيان في بيانه الختامي لدورته الخامسة إلى إطلاق سراح سجناء الرأي وبخاصة العلماء في مصر والسعودية والإمارات.

فاتكم القطار

ويعتبر الموقف الحكومي الماليزي أحد مواقف الصمود، بعدما اعتبر رئيس الوزراء مهاتير محمد أن السماح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة إذا جاءوا جريمة.

وعن الضغوط التي تمارسها دولة الكيان بهذا الصدد علق قائلا: “إذا أرادوا أن يسحبوا حق استضافة ماليزيا للبطولة، فيمكنهم محاولة القيام بذلك”.

وتستضيف ماليزيا بطولة العالم للسباحة البارالمبية 2019، في الفترة من 29 يوليو وحتى 4 أغسطس المقبلين.

والبطولة ستكون واحدة من الفعاليات التأهيلية للألعاب الأولمبية للمعاقين عام 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو، والتي من المقرر أن يتنافس فيها أكثر من 600 رياضي من 70 دولة.