ليست الأولى.. اعترافات متأخرة لنجل مؤسس إسرائيل بجرائم المشروع الصهيوني

- ‎فيعربي ودولي

لمَّا بلغ المؤلف والباحث الصهيوني “ياكوف شاريت”، نجل أحد الآباء المؤسسين للكيان الصهيوني “موشيه شاريت”، من العمر  92 عامًا، بدأ يعلن عن ندمه وأسفه على جرائم ارتكبتها عصابات اليهود، بل وعلى المشروع الصهيوني بأكمله.

يوافقه الرأي في ذلك المؤرخ الصهيوني “آرييه إسحاقى”، أستاذ التاريخ في جامعة (بارابلان)، عندما فتح ملف مذابح الأسرى المصريين خلال حرب 1967م؛ حيث أكد أن القوات “الإسرائيلية” أجهزت على الكثير من الجنود المصريين الأسرى، وكانت أكبر مذبحة جرت في منطقة “العريش”، حيث أجهزت وحدة خاصة لجيش الاحتلال على حوالى 300 جندي مصري وفلسطيني من قوات “جيش تحرير فلسطين” في معسكر واحد.

وقال إسحاقي: إن “القوة التي أُطلق عليها “كوماندو شاكيد” كانت تحت قيادة وزير الإسكان الإسرائيلي “بنيامين إليعازر”، الذي أصبح وزيرًا للدفاع لاحقًا، وكان صاحب علاقة قوية وشديدة بالمخلوع مبارك.

وأكد “إسحاقي” وقوع 6 مذابح جماعية أثناء حرب 1967، أكبرها في “ممر متلا” بسيناء ومدين “خان يونس” بغزة، والصورة المرفقة تتحدث عن أسير مصري قبل استشهاده تحت عجلات المعدات الصهيونية.

ميدل إيست آي

وفي مقابلة أجرتها الصحفية “سارة حاييم” لموقع ميدل إيست آي البريطاني، قال المؤلف والباحث الإسرائيلي ياكوف شاريت: إنه لا يأسف فقط على “تسوية النقب” في أربعينيات القرن الماضي، وإنما يندم على المشروع الصهيوني بأكمله.

وعلى سبيل التملص، قال ياكوف إنه ليس مسئولا عن كونه ابن موشيه شاريت الذي كان من الآباء المؤسسين لإسرائيل، وأول وزير خارجية لها، وثاني رئيس للوزراء في الفترة من 1954-1955.

وكتعبيرٍ عن عقابه لنفسه، يرفض ياكوف الذهاب إلى القدس التي يقول إن اليهود المتدينين المتطرفين استولوا عليها.

ويضيف ياكوف أن الفلسطينيين كانوا- في معظمهم- يرحبون باليهود؛ لأن تهديد الصهيونية ظل غير واضح بالنسبة إليهم. ولمدة عامين، عاش يعقوب هناك كجد عربي وكان أطفاله يذهبون إلى روضة أطفال فلسطينية، بعد أن كان جده يعقوب شرتوك (الاسم العائلي الأصلي) أحد أوائل الصهاينة الذين تطأ أقدامهم فلسطين، وترك منزله في خيرسون بأوكرانيا عام 1882 بعد المذابح الروسية بحق اليهود.

الهجرة من أوكرانيا

بعد حرب 1948 وتأسيس إسرائيل، درس ياكوف الروسية بالولايات المتحدة، ثم أرسل دبلوماسيا بالسفارة الإسرائيلية في موسكو، ليتم طرده لاحقا متهما بأنه “رجل دعاية صهيونية وجاسوس لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية”.

ولدى عودته إلى إسرائيل، عمل صحفيا وكرس سنوات تقاعده الأخيرة لتأسيس جمعية تراث موشيه شاريت، المكرسة لنشر يومياته ومذكراته التي وصفها أحد الناقدين بأنها من بين أفضل اليوميات السياسية المنشورة على الإطلاق. ويقول أيضا “كان والدي يرعى الأغنام، ويتعلم العربية ويعيش بشكل عام كعربي”.

ويقول عن جده وأقرانه: “لقد ظنوا أنه شيئا فشيئا سيهاجر المزيد من اليهود إلى أن يصبحوا أغلبية، ويمكنهم أن يطالبوا بدولة، متسائلا: ما الذي فكر فيه جده بخصوص مصير العرب الذين كانوا يشكلون آنذاك حوالي 97% من السكان، مع حوالي 2 إلى 3% من اليهود”.

وبفضل إعلان بلفور عام 1917 الذي وعد بوطن يهودي في فلسطين وبشر بالحكم الاستعماري البريطاني، أصبحت خطط إقامة “دولة يهودية” أمرا ممكنا، وعلى مدى العقدين القادمين ساعد شاريت في المشروع ليصبح شخصية رئيسية في الوكالة اليهودية التي كان رئيسا لها حتى عام 1960.

بداية الاستيطان

وأشار ياكوف إلى أنه بدأ الاستيطان الصهيوني والاستيلاء على الأراضي وتغيير ملامحها، واندلعت الثورة الفلسطينية عام 1936 وسحقها البريطانيون بوحشية، وبدأت الشكوك تحوم حول إمكانية نجاح المشروع الصهيوني وقيام دولة “إسرائيل”.

ويقول ياكوف إنه من الناحية النفسية كان هناك ترقب ليوم سيئ سوف يأتي ويضطرون للمغادرة مع حقائبهم، مضيفا “لذلك كانت الأولوية دائما خلق أغلبية والتخلص من “سيكولوجية الأقلية إلى الأبد”.

وتناول التقرير قصة قرية عربية تدعى “أبو يحيى” بالنقب الحالية، وحكى الباحث كيف طُرد الفلسطينيون الذين عاشوا هناك في نكبة 1948 وهي الحرب التي أدت لقيام دولة.

وانتقل مع مجموعة من رفاقه عام 1946 إلى المنطقة للاستيلاء على أراضيها، وتم تعيينه قائدا لأحد المواقع الاستيطانية اليهودية الـ11 في النقب، وكان الهدف تأمين موطئ قدم يهودي لضمان سيطرة الصهاينة على المنطقة الاستراتيجية عندما تندلع الحرب.

ورغم أن قرار التقسيم حدد منطقة النقب- التي فاق عدد العرب فيها اليهود بشكل كبير- كجزء من دولة عربية، لكنّ المخططين الإسرائيليين كانوا مصممين على اعتبارها ملكهم. وخلال الحرب، تم طرد كل العرب تقريبا، وإعلان النقب جزءا من الكيان.

مذابح صهيونية

ومما لا ينسى من عشرات المذابح الصهيونية، أنه قبل ٦٦ عاما كانت مذبحة “قبية” التي وقعت يوم ١٤ أكتوبر عام ١٩٥٣، وقبل ٦٣ عاما وقعت مذبحة “قلقيلية” التي وقعت في ١٠ أكتوبر عام ١٩٥٦، وقبل ٦٣ عامًا أيضا وقعت مجزرة “كفر قاسم” التي وقعت في ٢٩ أكتوبر سنة ١٩٥٦، وقبل ٧١ عامًا كانت مذبحة الدوايمة التي وقعت يوم ٢٩ أكتوبر سنة ١٩٤٨.