“مؤسسات مخترَقة”.. هيئة كبار العلماء في السعودية تضم قضاة الزور وخدم الصهاينة!

- ‎فيتقارير
A handout photo made available by the Saudi press Agency (SPA) on September 23, 2020, shows King Salman bin Abdulaziz delivering a speech from his residence in Neom during the virtual 75th session of the United Nations General Assembly. (Photo by Handout / SPA / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / SAUDI ROYAL PALACE" - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

بقرار من محمد بن سلمان الأمير الدموي الساعي للعرش، أعلنت هيئة كبار العلماء في السعودية ضم "محمد العيسى"، صاحب الصلاة الشهيرة أمام نُصب المحرقة والمؤتمرات المشتركة مع حاخامات اليهود، وكذلك القاضي سعود المعجب، النائب العام في جريمة قتل جمال خاشقجي وصاحب الزيارة الشهيرة للقنصلية السعودية بعد الحادث!
ويسعى ابن سلمان إلى "صهينة السعودية" وإجراء "أمركة اجتماعية" تهدف في جزء منها للحد من نفوذ التيار السلفي المحافظ، الأمر الذي وضع ولي العهد في صراع مع تيار سلفي خارج نطاق الأسرة الحاكمة في البلاد.

أساليب الترهيب
واستخدم ابن سلمان مختلف أساليب الترهيب والترويع ضد من يعارضه، إذ زج بالعديد من مشايخ الدين السلفيين المعروفين باستقلالهم في غياهب السجون بسبب معارضة بعضهم تعري النساء أو تبنيهم وجهات نظر تخالف ما يريده الكيان الصهيوني.

وسعى كثيرون لإحداث انقلاب اجتماعي غربي في السعودية، بيد أنه كان يفشل أمام سطوة التيار المحافظ، وأما ابن سلمان فقام بإحداث الكثير من التغريب الأوروبي الذي لم يسبقه إليه أحد في بلاده.
فقد سمح ولي العهد السعودي بإقامة حفلات الرقص وعروض المغنيات الأجانب العاريات، ويتساءل الكاتب "هل سعى ابن سلمان من وراء هذه التغييرات إلى إحداث نقلة اجتماعية في بلاده أم أنه كان يسعى لترسيخ سلطته عبر تحييد المنافسين المحتملين؟".

وتعد هيئة كبار العلماء السعودية أعلى هيئة دينية إسلامية تضم لجنة محدودة من فقهاء المملكة، ورئيسها هو مفتي الديار السعودية وهي مخولة بإصدار الفتاوى وإبداء رأي الشرع في أمور الدين والحياة، وصدر أمر بإعادة تكوينها أمس الأحد برئاسة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وأضافت أن أمرًا صدر بتعيين الشيخ خالد بن عبد الله اللحيدان رئيسًا للمحكمة العليا بمرتبة وزير.
كما صدر أمر بإعادة تشكيل مجلس الشورى على أن يرأس المجلس من الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وتعيين حنان بنت عبد الرحيم الأحمدي مساعدا لرئيس مجلس الشورى، وتعيين الدكتور مشعل بن فهم بن محمد السلمي نائبًا لرئيس مجلس الشورى بمرتبة وزير.

ويقول عبد الله العودة نجل الداعية سلمان العودة المعتقل منذ أشهر عدة في السجن، إن السلطات تستهدف المعتدلين بينما تُبقى على المتطرفين قريبين منها.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس ستيفان لاكروا إن ابن سلمان يسعى إلى تحقيق توازن بين الأصوليين والليبراليين في البلاد، بيد أنه ينتهج أساليب أكثر وحشية.
ويشير المقال إلى أن البعض يقدر عدد السلفيين في السعودية بنحو مائة ألف، لكن آخرين يقدرونهم بنحو مليون سلفي، ويقول رجل الأعمال السعودي علي زيد إنه لا يشعر بالانزعاج من التغييرات الاجتماعية في بلاده، مضيفا أنه ليس أمام التيار المحافظ سوى القبول بها.

ويشير الكاتب إلى الدورة العالمية للمصارعة التي شهدتها السعودية في إبريل الماضي، وأن المسئولين اعتذروا عن لقطات كان قد تم بثها لبعض النساء اللواتي كن يرتدين ملابس عارية.

ملكيةً من ورق..!
وشهدت السعودية مؤخرا اعتقالات طالت نحو 17 من الناشطين والناشطات المعروفين بالدفاع عن حقوق المرأة، ويختتم بالقول إن ابن سلمان يعمل على إنشاء مظلة دينية داخل السعودية تكون أكثر طواعية للدولة، ومظلة إسلامية أكثر تسامحا وأكثر إدانة للتطرف، وذلك من خلال رابطة العالم الإسلامي التي أنشأتها المملكة منذ أكثر من سبعة عقود.

جذور الإسلام المحافظة مُتأصلة بعمق في المملكة، وتتداخل مع الأسرة الحاكمة؛ ففي القرن الثامن عشر، تحالف بيت آل سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي طالب بالعودة إلى ما كان يراه بمثابة الإيمان الخالص الذي كان يمارسه النبي محمد وأصحابه؛ وأصبحت هذه النسخة المتشددة من الإسلام السني التي يُطلِق عليها النقاد اسم "الوهابية" المذهب المُهيمن في المملكة، ملهمةً أجيالًا من الجهاديين في الداخل والخارج.
وساعدت الشراكة بين أحفاد عبدالوهاب والعائلة المالكة على إنشاء الدولة السعودية الحديثة عام 1932؛ ومنذ ذلك الحين، حكمت الملكية البلاد بدعمٍ من المؤسسة الدينية، التي تسيطر على نظام العدالة على أساس الشريعة الإسلامية؛ وساعد رجال الدين الوهابيون على إضفاء الشرعية على حكم بيت آل سعود للبلاد، بوصف طاعة الحاكم فريضةً دينية.

وعلى مر العقود، كانت هناك حاجة إلى الموازنة بين الرغبة في تغيير الديناميات الاجتماعية في السعودية والتقاليد القبلية والاعتبارات الدينية، وجعل ذلك السعودية منذ فترةٍ طويلة من أكثر الأماكن مُحافظةً على وجه الأرض.

الشرعية الدينية
سابقا كان رجال الدين الوهابيون هم الذين يمنحون الشرعية على سلطة النظام الملكي السعودي، أما اليوم فإن الأمير محمد بن سلمان هو الذي يضفي الشرعية على رجال الدين، وهذا التغيير في مصدر الشرعية الدينية قد يجر الملكية السعودية إلى منزلقات خطيرة، لأنه لا يعبر إلا عن تعددية مزيفة.

وإلى حد الآن لم تُبْدِ المؤسسة الوهابية مقاومة كبيرة للأمير، ولكن المفارقة هي أن الأصوات التي يتم إخراسها باسم الإصلاح الديني هي بالضبط تلك التي تطالب علانية باحترام التعدد الفكري، مثل حالة الشيخ سلمان العودة الذي تم اعتقاله!
ونشر موقع "إنسايد أوفر" في نسخته الإيطالية تقريرا سلط فيه الضوء على الاضطرابات التي تشهدها المملكة العربية السعودية وتداعيات حملة التطهير التي شنّها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد أمراء بارزين على مستقبل البلاد.

وقال الموقع في تقريره إن الديوان الملكي في السعودية ليس قويا كما يبدو، حيث يلاحظ من ينظر إلى الرياض من الخارج ملكيةً فولاذية مطلقة، محمد بن سلمان قائدها بلا منازع. لكن التحقيقات والاعتقالات والمبادرات الكبيرة التي يطلقها ولي العهد، تعد من مظاهر أزمة الشرعية التي تعاني منها المملكة حيث يدفعه الخوف من المؤامرات إلى إجراء عمليات تطهير في صلب حاشيته.