ماذا ترك السيسي غير الفقر والانتحار؟.. جرائم المصريين تكشف المستور

- ‎فيتقارير
TO GO WITH AFP WORLD INFLATION SERIES: Egyptians crowd a bread outlet in the Nile Delta city of Mahala, 140 kms north of Cairo, on April 6, 2008. Egypt is in the grip of a serious bread crisis brought on by a combination of the rising cost of wheat on world markets and sky-rocketing inflation. The price of bread has increased fivefold in private bakeries, creating panic in state-run bakeries that the staple may run out. Scuffles in bread queues are a daily occurrence, turning in recent weeks into violent clashes, leaving at least seven people dead, according to police. AFP PHOTO/CRIS BOURONCLE

ما زالت تداعيات الجرائم الأسرية، تلقي بظلالها على الساحة المصرية، نتيجة انتشار الفقر، وتمكن اليأس من المصريين في الأونة الأخيرة، مع ضبابية المشهد، حيث شهدت الفترة من شهر فبراير إلى أغسطس عام 2018، وقوع 29 جريمة قتل للأبناء على يد أحد الأبوين أو شركائهما الحميميين، استثنينا من هذا الرقم جريمتا مذبحة الرحاب، وطفلي فارسكور، لوجود شبهة عدم تأكد فيما نشر عنهما، وقضية أطفال المريوطية المقتولين بفعل الإهمال.

ورصدت تقاير صحفية جرائم قتل الأطفال على أيدي أحد الأبوين أو كليهما، حيث نفذ الآباء 17 من بين هذه الجرائم؛ مقابل 4 جرائم نفذتها الأمهات، و4 جرائم نفذتها زوجة الأب، وجريمتين ارتكبهما عشيق الأم، وجريمتين للأب وزوجة الأب.

وعددت التقارير أسباب هذه الجرائم؛ منها قتل أم لطفلتها -13 عامًا- أثناء تعليمها الأعمال المنزلية، وجريمة أخرى قتل فيها الأب طفلته -5 سنوات- بماسورة مياه بداعي انخفاض مستواها التعليمي في الحضانة، كما قتل رجل طفلته -9 سنوات- في أسوان لكثرة لهوها في المنزل.

ضيق ذات اليد

ولم تغفل التقاير الجانب الاقتصادي السيئ، على استقرار الأسرة وانتشار الجريمة ، حيث ارتكبت أغلب هذه الجرائم بدافع ضيق ذات اليد أو الخوف من المستقبل، لكن بدرجة مبالغ بها، فقد أقدم عامل في مصر القديمة على قتل ابنته -9 سنوات- بعصا حديدية لطلبها «كيس شيبسي»، واعترف بفعلته من دون إبداء ندم؛ معللًا ذلك بأنها «ارتاحت من الفقر».

وقام نجل فنان يدعى المرسي أبو العباس بقتل زوجته وطفلتيه، مدعيًا تعثره ماليًا وخشيته عليهم من المستقبل، وقتل أب «ستيني» نجلته بعد أن رفضت إقراضه مبلغ 200 جنيه!

كما تم ارتكاب 6 جرائم قتل للأبناء بسبب الخلافات الزوجية أو الشك في سلوك الزوجة أو الرغبة من الانتقام من الشريك أو التخلص من أي رابط معه؛ حيث أقدم رجل على ذبح ابنه انتقامًا من زوجته التي طلبت الطلاق منه، وعذب آخر طفلته -3 سنوات- بإطفاء السجائر في جسدها حتى الموت انتقامًا من طليقته.

وقتل مصري آخر طفلته بسبب شكه في سلوك زوجته، وأقدم رابع على قتل زوجته وأبنائه الثلاثة حرقًا في المنيا بسبب الخلافات الزوجية، وأشعل أخر النار في شقة الزوجية للتخلص من زوجته وأبنائه وأهل الزوجة، ما أدى لوفاة اثنين منهم وإصابة 11 آخرين، كما ذبح سائق توك توك زوجته وسمم أبناءه الأربعة وانتحر بسبب الشك في سلوك الزوجة.

جرائم غير مبررة

وشهدت مصر في ظل الانقلاب العسكري، جرائم كثيرة غير مبررة، وصلت لحدود لا يقبلها العقل، ولم تعهدها الفطرة المصرية التي تربت على الأمن المجتمعي والاستقرار والسلم.

وصلت خطورة الجريمة بسبب انهيار الحالة المعيشية، إلى قتل مواطن لطفليه رغم ما يشوب هذه القضية من شكوك حول حقيقة هذه الجريمة بعد قرار النائب العام بحظر النشر؛ نظرا لعلاقة المتهم بلواء شرطة ونواب برلمان، وفي واقعة أخرى أنهى مواطن في الثلاثينيات من العمر حياة زوجته بسبب نسيانها وضع السكر في كوب الشاي، ليقدم ثالث في محافظة القليوبية القريبة من القاهرة، على إلقاء زوجته من شرفة المنزل بسبب إنجابها للبنات.

وكانت الجريمة الأخطر ما تداوله نشطاء من مقطع فيديو مروع، لشخص يقتل آخر على شاطئ البحر بمدينة الإسكندرية بعد مشاجرة بينهما بسبب معاكسة زوجة الضحية.

وفي الفيديو تظهر سيدة تحتضن زوجها المقتول وهي تبكي بحرقة وتصرخ لإنقاذ زوجها الغارق في دمائه وسط ذهول وحيرة المتواجدين من هول المشهد.

وفي واقعة أخرى شهدتها محافظة القليوبية ، أقدم مواطن على قتل زوجته بطعنة في الرقبة بسكين المطبخ، بسبب نسيانها وضع السكر في كوب الشاي الذي طلبه.

وبدأت الواقعة بتلقي الشرطة إخطارا بوصول إشارة من مستشفى قليوب العام، باستقبال جثة ربة منزل في العقد الثالث من العمر.

انتشار الفقر

وتُشير آخر الإحصائيات للأمم المتحدة إلى أن 30 مليون مصري تحت خط الفقر المدقع، إضافة إلى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى 3.5 مليون، وذلك وفق إحصائيات رسمية.

ويُواجه المواطن أزمة حقيقية بسبب زيادة معدلات الفقر والبطالة، وسط ارتفاع كبير في الأسعار وخاصة المواد الغذائية والمعيشية، الأمر الذي حال دون توفير أبسط الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية.

وأكّد تقرير رسمي صادر العام الماضي عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أنّ قيمة متوسط خط الفقر للفرد في الشهر لا تتجاوز 322جنيها سنة 2015، وأنّ 81.8 % من الفقراء لا يستفيدون من التأمينات الاجتماعية، وأنّ 8.7 % من الفقراء مشتركون في التأمينات الاجتماعية.