«محجوب العسكر».. الباشا مبسوط منك أوي يا برهامي أفندي!

- ‎فيتقارير

لا تزال شخصية “محجوب عبد الدايم” التي جسَّدها الفنان حمدي أحمد، ماثلة أمام الأذهان، بل ولا يزال الجميع يراها ليل نهار تنغص عليهم حياتهم طوال الوقت، فهو “محجوب” أي أنّ عينيه محجوبتان عن الحق والخير والنخوة، وقل ما شئت فيه، و”عبد الدايم” لأنه دائم التسلق كنباتٍ خبيثٍ يرتقي من منصب إلى آخر، بل ويفوز ببطلة الفيلم “إحسان”، التي جسّدت شخصيتها سندريلا السينما المصرية، سعاد حسني، وربما كانت تشبيهًا لمصر كلها.

لا يختلف برهامي عن “محجوب عبد الدايم”، ومن يستعرض مواقف برهامي يجدها نسخة بالكربون من “محجوب عبد الدايم”، حتى إن حزبًا أمنجيًّا مثل حزب النور صار وجوده يلوث حياة المصريين بدوره “القواد” في السياسة، والمؤسف أن هؤلاء كسروا القاعدة الطبيعية التي تقول إن “العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة”، وباتت تلك العملة “الرديئة” تطرد كل ما هو جيد في حياتنا.

وشارك السلفيون في ثورة الـ25 من يناير باعتبارهم أحد أكبر قطاعات الحركة الإسلامية المصرية، وعندما حان موعد الانقلاب تساءل الناس عن الموقف السلفي منه، والمطالع لوتيرة الأحداث يجد أن الفصائل السلفية بمدارسها المختلفة تبنت مواقف متباينة من الثورة المصرية وانقلاب الثالث من يوليو وما تبعهما، تنوعت هذه المواقف حول المشاركة والمغالبة والاعتزال والتحريم.

ياسر برهامي هو ابن ثورة “أشرطة الكاسيت” في الثمانينيات، التي لا تزال تطبع وتوزع له حتى اليوم، وهي نفس الوسيلة التي شاعت وانتشرت في جامعة الإسكندرية في السبعينيات، ومنها انتقلت إلى كل أنحاء الإسكندرية.

تحريم إسقاط الظالم!

ورغم أن قائمة “المحرمات” لديه أكبر وأشمل بكثير من قائمة “المحللات”، إلا أنه وبعد انغماسه في جريمة الانقلاب يستغل ثورة التكنولوجيا والاتصالات حاليا بالظهور على موقع “يوتيوب”، متجاهلا الميكروفونات والكاميرات حتى لا يسهل اصطياده خوفا على حياته.

وهو لا يكل ولا يمل من تقديم خدماته الدينية للعسكر حتى ولو حرّف الكلم عن مواضعه، فقد منع الاستجابة إلى أي دعوات مشاركة في تظاهرات أو النزول في أي احتجاجات ضد جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، زاعما أن الغرض منها هو إيقاع البلاد في فوضى، وهدفها الفساد والخراب.

جاء ذلك ردا على سؤال وُجه له عبر موقعه “أنا السلفي”: ما حكم المشاركة في المظاهرات التي دعا إليها المقاول الهارب محمد علي في 25 يناير القادم 2020م؟

ومثل الحية الرقطاء، زعم برهامي أن “أي محاولة لإيقاع الفوضى في البلاد- بزعم الثورة- لا يجوز المشاركة فيها؛ لما في الفوضى مِن الفساد والخراب على البلاد والعباد، والواجب المحافظة على مصالح البلاد وأهلها، وعدم تعريضها للخطر بحثًا عن مجهول، أو رغبة في التمكين لطائفةٍ وجماعةٍ فشلتْ فشلًا ذريعًا في إدارة البلاد”.

واتخذ “حزب النور”، الذي يقوده برهامي، قرارًا بالوقوف ضد أول رئيس شرعي مدني منتخب وهو الرئيس الشهيد محمد مرسي، ووضع أيديهم في يد جنرال إسرائيل السفيه السيسي، والبرادعي قبلة العلمانيين في مصر، وتواضروس بابا الكنيسة، فلمَ اتخذت قيادات الحزب هذا القرار الخطير وما هي أسبابه؟

يقول مؤسس الدعوة السلفية في مصر والكويت، الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، واصفا برهامي بـ”محلل الانقلاب” عقب إعلان حزب النور السلفي موافقته على الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي، وكذلك عقب التعديلات الدستورية التي خرجت عن لجنة الخمسين، وحشده لتمريرها والتصويت عليها بـ”نعم”.

ويقارن عبد الخالق بين نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، وبين بلعام بن باعوراء، قائلا: “هل كان بلعام أشد إفسادا في قومه بني إسرائيل، أم ياسر برهامي العالم السلفي في الأمة المصرية وأمة الإسلام؟ فبلعام أفتى قومه عندما غُزُوا وانتصر عليهم أعداؤهم أن يسرحوا بناتهم في جيش أعدائهم وبذلك يهزمونهم، وأما ياسر برهامي فيتباهى بحشد الشعب المصري للتظاهر في 30/6، وإذا جُمع في هذا الحشد عدد أكبر من الذين صوتوا لمرسى فإنه تسقط ولاية مرسى، ويتقدم الجيش لتولى السلطة”.

الكهنة

يقول صاحب حساب “مصري حر”، على تويتر: “قال أحد مؤيدي السيسي “فاحكم فأنت الواحد القهار”، فرأى بعض السيساوية أن الأمر مُبالغ فيه، ففكر أحد الكهنة فى حيلة فقال الكاهن سعد الدين الهلالي: ما رأيكم لو جعلنا السيسى نبيًا ورسولا؟ فرحب الكهنة بهذا الرأي، فذهب إلى السيسي وقال له مرحبا بك يا نبي الله”.

مضيفا في سخرية: “فخرج الكاهن سعد الدين الهلالى فى جمع من الناس وخطب ثم أخبرهم بنبوة السيسي ومحمد إبراهيم”، ففرح شعب السيسى كالعادة، ومن هنا ظهرت الديانة السيساوية وقرر الكهنة وضع طقوس لهذه الديانة”.

وتابع: “أولا: صفات الرسول عبد الفتاح السيسى 1) جاذب جدا للنساء ومعشوقهم حتى قمن بطبع صوره على ملابسهن ووسادتهن (2) شديد السهوكة والمحن وهذا له تأثير قوى على نساء شعبه (3) مقرب من الراقصات والملحدين شديد العداء للأحرار والمؤمنين”.

وأضاف مصري حر: “ثانيا: طقوس الديانة السيساوية (1) حفظ نشيد تسلم الأيادى وبشرة خير والرقص عليها 3 مرات فى اليوم، (2) الرقص فى المناسبات مثل: استفتاء، انتخابات وهكذا، (3) إخراج ألسنتهم مثل المعاتيه للثوار مرددين: يا سيسى يا عمهم يا حارق دمهم، (4) الشماتة فى قتل المسلمين فقط”.

وذكر التحريف في دين الله بالقول: “ثالثا.. بعض الفتاوى السيساوية المتعلقة بالأسرة (1) يجب على الزوج عند عودته من السفر الاتصال على زوجته للتأكد من وجود رجل معها أم لا، وإذا وجد لا يذهب إلى البيت (الكاهن علي جمعة)، (2) يجوز ترك الزوجة للمغتصبين حقنًا للدماء (الكاهن ياسر بن برهامى)”.

قال للشيطان نعم!

اشتُهر برهامي بمواقفه المعادية لجماعة “الإخوان المسلمين” وللرئيس الشهيد مرسي، واعتبر أنهم لا يمثلون الإسلام في شيء، من هنا جاء تأييده للانقلاب العسكري عام 2013، وأيد اتهام “الإخوان” بـ”الإرهاب”، ووصف خطاب قيادتها بالتكفيري، كما دعم دستور 2014 وحشد للتصويت بـ”نعم”، وقال إن من حق السفيه السيسي الترشح للرئاسة، ووصفه بأنه “رجل متدين وذكي ولديه القدرة والكفاءة على إدارة الدولة خلال الفترة المقبلة”.

استماتة برهامي في تأييد العسكر في مصر دون قيود أو ضوابط، دفعت بأحد قادة الدعوة السلفية إلى القول “إن برهامي قام بخيانة الأمة المصرية كلها التي تعبت وثارت وجاهدت من أجل أن تقيم نظامًا ديمقراطيًا حرًا، كما تآمر على المصريين ووضع خارطة الطريق مع العسكر لإرجاع الأمة المصرية إلى الحكم الفردي الاستبدادي”.

ووقع في تناقض كبير حين قال: إن “شرعية السيسي مستمدة من الصناديق، ولا يجوز شرعا الخروج عليه وإسقاطه إلا بالصناديق”، وأضاف “لا يجوز شرعا إسقاط الرئيس إلا بالانتخابات، ولا يجوز الخروج عليه شرعا، والسيسي قادر على إعادة الأمن والاستقرار داخل البلاد، بعكس الرئيس محمد مرسي”.