“مراقب الدولة”.. لماذا تعترف إسرائيل بالفشل أمام المقاومة؟

- ‎فيعربي ودولي

كتب سيد توكل:

"يجب على المقاومة أن تستغل التقرير، لأن الشارع الصهيوني الآن شكك في رواية حكومته، وفي المقابل تصريحات المقاومة هي المصدقة الآن في الشارع الصهيوني، ووسائل إعلامية تتحدث عن وجوب تصديق إعلام القسام، لأنه أثبت صدق معلوماته خلال الحرب الأخيرة"، هكذا أكد محللون سياسيون تعليقاً على تقرير "مراقب الدولة" الذي نشره كيان الاحتلال أمس الثلاثاء.

المحللون طالبوا "المقاومة" التي تقودها كتاب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة حماس، باستغلال التقرير لمقارنة تصريحات المقاومة في ذلك الوقت مع تصريحات العدو في ذات الحين، وكيف أن الذي أثبت الآن هو صدق رواية المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام؛ لفضح كذب رواية الاحتلال وتعريته أمام جمهوره.

لعنة المقاومة
قنبلة موقوتة!.. هذا هو وصف الإعلام الصهيوني للتقرير حول إخفاقات الحرب الأخيرة على قطاع غزة والذي أعده مراقب الكيان الصهيوني "يوسف شابيرا"، فبعدما أطاحت معركة العصف المأكول 2014م، برئيس أركان جيش العدو  (بني جانتس)؛ بسبب إخفاقه في الحرب على غزة، يبدو جلياً للمتابعين أن تقرير مراقب الكيان سيهدد مستقبل نتنياهو السياسي ومن حالفه بالحرب الأخيرة، وستظل غزة ومقاومتها الشرسة وعلى رأسها كتائب القسام، لعنة تطارد المحتل في كل زمان ومكان.

يأتي ذلك مع نشر "مراقب الدولة" في الكيان الصهيوني حول إخفاقات العدوان على غزة صيف 2014، وتأكد سيل التسريبات السابقة عن الانتقادات اللاذعة والشديدة لأداء "المستويين" السياسي والعسكري في الكيان.

وذهب التقرير الذي نشر أمس الثلاثاء، بعد أشهر طويلة من الانتظار، إلى أنه كان بالإمكان منع الحرب قبل وقوعها عبر قيام "إسرائيل" بخطوات سياسية وإنسانية تجاه قطاع غزة، بحسب ما نقل عن وزير الجيش السابق موشي يعلون.

اعترافات صهيونية
ويقع التقرير الذي تحدث بالتفصيل عن إخفاقات العدوان على غزة في 200 صفحة، عدا الأجزاء السرية التي لم تنشر.

وأفاد التقرير بأن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه لم يعرضا بدائل سياسية لتجنب الحرب مع اطّلاعهم على تقارير تدلل على مدى الضائقة الإنسانية التي يعيشها القطاع، كما أخفى الاثنان معلومات عن أعضاء الكابينت الصهيوني، بخصوص الحرب والأنفاق.

من جانبه أكد مسئول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب، أن تقرير "مراقب الدولة" في الكيان الصهيوني إقرار بفشل العدوان والحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014.

وأشار شهاب في تصريح صحفي، إلى أن "المقاومة الفلسطينية تأخذ بالحسبان الصراع الداخلي، ومحاولات توظيف التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني لخدمة الصراع بين الأحزاب الصهيونية، ولذلك المقاومة تتأهب وتستهد لمواجهة أي عدوان".

وشدد على أن المقاومة قادرة على مفاجأة العدو والتصدي لأي عدوان وإفشاله، محذراً العدو من أي محاولة لتصعيد العدوان على شعبنا وأرضنا، لأن النتائج ستكون أكثر فشلاً وهزيمة للعدو.

هزة في الكيان
من جانبه قال اللواء يوسف الشرقاوي ،المحلل والخبير العسكري، أن الكيان أصبح غير قادر على حماية نفسه، رغم القوة النارية الهائلة الموجودة لديه، والتي أقر بها الضباط الصهاينة خاصة في جنوب القطاع يوم فقد الجندي (هدار جولدن)".

وأكد اللواء أن تداول التقرير هزّ المستوى السياسي والأمني والعسكري في الكيان، وأن الحرب أطاحت مباشرة برئيس الأركان السابق بسبب إخفاقه، وأي تحقيق معمق سيؤثر على رموز الكيان، منوهاً أنه على المقاومة استغلال التقرير للتأثير على الجبهة الداخلية الصهيونية الهشة.

وتوقع الشرقاوي خروج الدروس الإستراتيجية من التقرير خلال الأيام المقبلة، داعيًا المقاومة للتركيز على التقرير والاستفادة منه؛ للعمل على حيازة أسلحة قوية تمكنها من حماية جبهتها الداخلية لردع الكيان عن استهداف للمدنيين خلال المعارك المقبلة.

وتابع قائلاً "المدافع دائماً ما تكون خسارته أكبر بكثير من المهاجم، لكن لا ننسى أن المقاومة في قطاع غزة، فرضت حظر التجوال من جنوب "تل أبيب" حتى حدود القطاع، وسياسة تفجير الأبراج كانت نصيحة عربية، لإضعاف معنويات المقاومة".