مرشد الإخوان.. صبر جميل في مواجهة 48 قضية انتقامية لفقها له العسكر

- ‎فيتقارير

كان الدكتور محمد بديع فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، يحاكم في قضيتين اليوم الاثنين، الأولى “أحداث البحر الأعظم” والتي قررت ما تسمى بجنايات الجيزة مد أجل النطق بالحكم لجلسة 12 أغسطس ، على فضيلته و8 آخرين من قيادات الجماعة. والثانية هي “أحداث العدوة” حيث قررت ما تسمى بجنايات المنيا حيث قررت إحالة أوراق المواطن مبروك سعد لمفتي النظام في إعادة المحاكمة بحق فضيلة المرشد و682 آخرين وحددت جلسة 23 سبتمبر للحكم، وتعاد فيها المحاكمة بعد قبول الطعون بنقض الحكم الأول وهو “الإعدام”.

“48” قضية

وكان فضيلة المرشد العام قد كشف خلال محاكمته في 15 مارس 2016 في قضية “أحداث العدوة” أنه يحاكم في 48 قضية لمجرد أنه مرشد الإخوان المسلمين. مؤكدا أنه لا يعرف شيئا عن هذه القضايا، منتقدا عزله في قفص زجاجي عن باقي إخوانه المتهمين في القضية.

القاضي من جانبه برر هذا العزل بأنه احترام لبديع الذي فند هذه الحجة بقوله: «احترامي بأن أكون معهم، وأتعامل باحترام، فأثناء حضوري جلسة محاكمتي في إحدى القضايا العسكرية بالهايكستب، سبني ضابط شرطة بأمي، وبألفاظ غاية في السوء»، متهما شرطة العسكر بالعداء الشخصي لفضيلته.

نفس الأمر تكرر في جلسة 6 سبتمبر 2017م، خلال جلسة محاكمة “اقتحام قسم العرب”، حيث قال فضيلته : «لي الشرف أنني اتولى قيادة جماعة الإخوان المجاهدة المباركة، وأنا أحاكم في 48 قضية جنائية في 656 جلسة بما يصل لـ 3 آلاف ساعة كاملة، ولا أعلم شيئًا عن القضية، ولم أقرأ أوراقها، كما أن محكمة النقض لم تقدم لي إفادة بشأن إعادة محاكمتى بها». وهو ما يلح عليه فضيلته في جلسة محاكمة 20 يونيو 2018م.

واستشهد المهندس عمار نجل فضيلة المرشد العام في أحداث جمعة 16 أغسطس 2013م، وأبدى فضيلته استنكارا واسعا باتهامه بقتل المتظاهرين متسائلا أمام المحكمة: وهل من المعقول أن أقتل ابني الشهيد المهندس عمار؟ مطالبا بالتحقيق في مقتل نجله وهو ما تتجاهله محاكم العسكر باستمرار.

 

أحكام انتقامية

والدكتور محمد بديع هو المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الإسلامية الوسطية في مصر والعالم، واعتقل فضيلته في 20 أغسطس 2013م بعد مذبحة رابعة العدوية التي نفذتها عصابة الجنرال عبدالفتاح السيسي في 14 أغسطس 2013م بعد أن قاد انقلابا دمويا مدعوما من واشنطن وتل أبيب وعواصم خليجية معادية للديمقراطية واحترام إرادة الشعوب وتفرض علمانيتها على الشعوب كرها.

صدرت بحق فضيلة المرشد العام عدة أحكام نهائية في قضايا ملفقة لم تستند إلى أي دليل سوى تحريات الأمن الوطني وجاءت بدافع الانتقام السياسي من فضيلته بعد أن شاركت الجماعة في ثورة 25 يناير 2011 بقوة وأطاحت بنسخة حكم العسكر بقيادة الجنرال حسني مبارك

أول هذه الأحكام الحكم البات بالمؤبد في ما تسمى بقضية “قطع طريق قليوب الزراعي”.

الثاني حكم بات بالمؤبد فى ما تسمى بأحداث عنف الإسماعيلية.

الثالث هو السجن المؤبد في قضية “غرفة عمليات رابعة” بعد تخفيف حكم الإعدام عن فضيلته في إعادة المحاكمة.

الرابع، صدر ضده حكم من المحكمة العسكرية، بالسجن المشدد 10 سنوات، فيما تسمى بأحداث السويس.

كما ألغت النقض حكما بالإعدام في قضية اقتحام السجون، المنظورة أمام قضاء العسكر حالياً.

وتُعاد محاكمته فى قضايا «التخابر مع حماس، وفض رابعة، واقتحام السجون، وأحداث مكتب الإرشاد، وأحداث البحر الأعظم، واقتحام قسم شرطة العرب، وأحداث مسجد الاستقامة، وإهانة القضاء، وأحداث السويس، وأحداث الإسماعيلية، وأحداث العدوة، وأحداث عنف بنى سويف».

 

شهادات وأوسمة

والدكتور محمد بديع هو ثامن مرشد لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928، وثالث أصغر مرشديها بعد حسن البنا وحسن الهضيبي. صنفته الموسوعة العلمية العربية عام 1999 واحدا من أعظم مائة عالم عربي.

ولد محمد بديع عبد المجيد سامي يوم 7 أغسطس 1943 بمدينة المحلة الكبرى شمال القاهرة. حصل على البكالوريوس في كلية الطب البيطري بالقاهرة عام 1965، قبل أن ينال ماجستير الطب البيطري من جامعة الزقازيق، ثم يحصل على درجة الدكتوراه عام 1989.

عمل مدرسا في جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وأستاذا متفرغا في قسم الباثولوجيا في كلية الطب البيطري التابعة لجامعة بني سويف جنوب القاهرة.

وعمل وكيلا لكلية الطب البيطري في بني سويف لشؤون الدراسات العليا والبحوث عام 1993 لدورة واحدة، ورئيسا لمجلس إدارة جمعية الباثولوجيا والباثولوجيا الإكلينيكية لكليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية.

انتخب أمينا عاما للنقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمينا لصندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة، وترأس هيئة مجلة البحوث الطبية البيطرية لكلية الطب البيطري في بني سويف لمدة تسع سنوات، ومجلس إدارة مركز خدمة البيئة بالكلية نفسها.

أسس المعهد البيطري العالي في اليمن، وكذا المزرعة الداجنة والحيوانية الخاصة بالمعهد ومتحفه العلمي، وترجم المناهج الدراسية إلى اللغة العربية.

نتيجة لعمله السياسي الذي بدأ خلال سنوات تحصليه الدراسي، ألفته السجون المصرية منذ عام 1956 على عهد الدكتاتور الراحل جمال عبد الناصر. فقد اعتقل في تلك السنة مع مجموعة من أعضاء وقياديي الجماعة بينهم سيد قطب، وخضعوا لمحاكمة عسكرية أدين على إثرها بديع بالسجن 15 عاما، أمضى منها تسعة أعوام وراء القضبان.

أصبح بديع عضوا في مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين عام 1993، وفي عام 1998 احتجز لمدة 75 يوما في ما عرف بقضية جمعية الدعوة الإسلامية التي كان رئيس مجلس إدارتها.

في عام 1999 حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن في قضية النقابيين خمس سنوات قضى منها ثلاث سنوات وتسعة أشهر في السجن، وخرج منه عام 2003. اعتقل عام 2008 لمدة شهر مع عدد من أعضاء وقيادات الجماعة خلال انتخابات المجالس المحلية، وكان نقابيا نشطا من خلال عضويته في مجلسي نقابة الأطباء البيطريين واتحاد نقابات المهن الطبية.

انتخب في 16 يناير 2010 ثامن مرشد عام لجماعة الإخوان المسلمين خلفا لمحمد مهدي عاكف، في سابقة هي الأولى على مرِّ تاريخ الجماعة في مصر تمثلت باختيار مرشد عام للجماعة بالانتخاب مع المرشد السابق على قيد الحياة.

اشتهر بمقولته في اعتصام رابعة احتجاجا على الانقلاب: “سلميتنا أقوى من الرصاص”، وقوله في أثناء إحدى المحاكمات “إن جماعة الإخوان لم ولن ترفع السلاح يوما في وجه مصري، وإنها رفعت السلاح فقط في وجه اليهود، ونحن الجماعة الوحيدة التي شاركت في حرب 48”.

وصنّف محمد بديع ضمن أعظم مائة عالم عربي في الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية عام 1999.