مسلسل إخلاء سيناء.. هكذا خطط السيسي لهدم العريش

- ‎فيتقارير

لم يتوقف الانقلاب العسكري عن تدمير البنية الجغرافية والديمغرافية والاقتصادية في سيناء، بدعوى مواجهة الإرهاب، وهو ما كشف سر الحادث الأخير في مطار العريش والذي أراد من خلاله قائد الانقلاب ضرب عصفورين بحجر، أحدهما التخلص من شريكه في الانقلاب وزير دفاعه صدقي صبحي، والحجر الآخر للتخلص من أهالي مدينة العريش والعمل على تهجيرهم.

السيسي يكشف الحقيقة

الحقيقة كشفها السفيه بنيته في إخلاء العريش من سكانها، حينما قال إن مطار العريش يجب أن يعود للعمل بلا تهديد، وإنه سيتم بناء حرم حول المطار، كاشفًا، خلال حديثه في مكلمة “حكاية وطن”، إن “حرم مطار العريش هيبقى 5 كيلو حول المطار”، مبررًا ذلك بأن ضرب مطار العريش جاء من خلال المزارع المحيطة بالمطار”؛ ما يعني أن السيسي سيقوم بإخلاء ما يقرب من 25 كم من مساحة العريش، في الوقت الذي تبلغ فيه مساحة المدينة بالكلية 48 كم، أي أن المساحة التي يعمل السيسي على إخلائها تفوق نصف مساحة العريش.

وهو الأمر الذي سيتتبعه إزالة المستشفيات والمدارس والمنازل، وتهجير عشرات الآلاف من السكان في المدينة بزعم تأمين حرم مطار العريش.

تفريغ سيناء

وبعد انتهاكات جنونية لحقوق أهالي سيناء وتحويلهم جميعًا إلى مشتبه بهم.. وتجريدهم من أراضيهم ومساكنهم وأملاكهم وقصف الأطفال والشيوخ والنساء بالمدفعية الثقيلة، وتهجير مئات الآلاف من سكان الشيخ زويد ورفح من مناطقهم، وصل مخطط إخلاء سيناء لصالح الصهاينة، إلى مناطق جنوب العريش!.

وقامت القوات المشتركة من جيش وشرطة الاحتلال بشن حملات موسعة، في أحياء عدة بمنطقة جنوب العريش، وسط قصف مدفعي ومداهمات واعتقالات في صفوف المدنيين بدعوى مواجهة الجماعات المسلحة.

وظهر سيناريو “التهجير الطوعي”، مع توالي العمليات المسلحة في العريش، التي كان أبرزها أخيراً الهجوم على كمين المطافي، الذي خلف ما يزيد عن 20 قتيلاً من أفراد الشرطة بين قتيل وجريح، وأعقبه اختطاف مدرعة وثلاثة من أفراد طاقمها من أمام مستشفى العريش العام في 11 يناير الماضي.

وبعد تصعيد أهالي العريش ضد داخلية الانقلاب، عقب تصفية 10 من الشباب، 6 منهم كانوا قيد الاختفاء القسري منذ العام الماضي، لجأت قوات الشرطة إلى التصعيد في المقابل بشن حملات بمشاركة قوات الجيش على أحياء عدة جنوب العريش.

وصاحبت الحملة، التي أسفرت عن هدم عدد من المنازل جراء القصف المدفعي للجيش والاعتقالات، وترويج واسع من قبل بعض المتعاونين مع الجيش والشرطة من أهالي سيناء، أو مراسلي الصحف المحسوبة على النظام، بضرورة إخلاء منطقة جنوب العريش واقتلاع الزراعات المحيطة بالمدينة تماما.

ووفق تقارير اعلامية، قررت عدد من اﻷسر ترك منطقة جنوب العريش، هربًا من التحريض الدائم تجاه أهالي سيناء بصفة عامة، وخوفًا من تكرار سيناريو ما حدث في الشيخ زويد، من وقوع قتلى وجرحى أغلبهم من النساء واﻷطفال؛ ﻹجبار اﻷهالي على الهجرة طوعًا، خوفًا من إصابتهم وذويهم.

ووفق شهود عيان، بدأ عدد آخر من اﻷسر في العريش، بالخروج إلى مدينة بئر العبد التي تعتبر مستقرة إلى حد كبير، ومحافظات أخرى، خاصة مناطق بالاسماعيلية ومدينة الصالحية بالشرقية.. هروبا من قصف المدفعية والاعتقالات، وقطع اﻷرزاق، عبر التخلص من الزراعات.

مصلحة إسرائيل

وحسب خبراء، فإن إخلاء سيناء وتهجير أهاليها يصب في صالح إسرائيل بالدرجة الأولى، كما أن استراتيجية الجيش والشرطة في سيناء تتناقض مع كل دعوات وتوصيات تنمية سيناء.

فيما تخلق تلك السياسات الإجرامية العداوات القبلية مع أهالي سيناء الذي ضاق بهم الحال بشكل كبير ولا يتحملون كل هذه الضغوط، وهو ما دعا عواقل سيناء إلى التحذير من لجوء الشباب إلى التنظيمات المسلحة في مواجهة استراتيجية الجيش التي تصطدم بالنظام القبلي، فضلاً عن الظلم الواقع على اﻷهالي من قتل واعتقالات وتشريد.

وحسب شهود عيان، من قرية نجيلة، القريبة من بئر العبد، فإن الحل العسكري اﻷمني وحده غير مجدٍ تماماً في سيناء، ولكن يجب عمل نوع من المصالحة مع اﻷهالي وفتح صفحة جديدة، من خلال تشكيل لجان تحقيق في وقائع الانتهاكات والتصفيات الجسدية، وتعويض المواطنين عن الخسائر المادية التي لحقت بهم خلال ما يزيد عن 3 أعوام، لكي يتم التعاون بين الأهالي وقوات الأمن ضد التنظيمات المسلحة، التي يعمل بعضها لصالح الصهاينة وبتوجيه من محمد دحلان ورجاله المنتشرين بسيناء بقوة.

وكان المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي، أكد أن وزيري دفاع وداخلية الانقلاب تعرضا لمحاولة اغتيال في الهجوم على مطار العريش، وقتل خلال المحاولة ضابط جيش وأصيب اثنان آخران إثر سقوط قذيفة على المطار.