مفاجآت جديدة حول الدور القذر للسعودية والإمارات ومصر في مذبحة “رابعة” السودان

- ‎فيعربي ودولي

لا تزال أصداء مذبحة فض اعتصام الأمانة العامة بالسودان تدوي في فضاءات العالم العربي، ولاتزال خفاياه وأسراه تتكشف يوما تلو الآخر، كان آخرها الكشف عن الدور السعودي الإماراتي القذر في تحريض المجلس العسكري السوداني على ارتكاب مذبحة “رابعة السودان” والتي راح ضحيتها حتى الآن آكثر من “100” سوداني بريء.

وبحسب تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” مؤخرا ، نقلا عن خبراء فإن مصر معنية بمنع صعود الإسلام السياسي والديمقراطية في السودان؛ لأنهما يمثلان تهديدا عليها، وتريد السعودية والإمارات الحفاظ على الشراكة العسكرية والمالية مع قوات الدعم السريع، التي وفرت تحت قيادة حميدتي مقاتلين سودانيين في الحرب التي يخوضها البلدان في اليمن.

وينقل التقرير عن عائلات المقاتلين، قولها للمجلة إنها تحصل شهريا على آلاف الدولارات ليقاتل أبناءها هناك، مشيرا إلى أن صحيفة “نيويورك التايمز” قدرت عدد المقاتلين السودانيين في اليمن بما بين 8 آلاف – 14 ألف مقاتل.

وبحسب التقارير الدولية فإن السعودية منحت للعسكر الضوء الأخضر لارتكاب المذبحة أما الإمارات فقد شحنت المدرعات والأسلحة التي استخدمت وانحصر الدور المصري في رسم خطة الفض على غرار ما جرى في مذبحة مسجد رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م والتي راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف من أشرف وأنبل شباب وعلماء مصر.

وكان الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري والفريق محمد دقلو الشهير بحميدتي قد قاما يجولة زارا خلالها السعودية والإمارات ومصر قبل فض الاعتصام بأيام قليلة؛ الأمر الذي اعتبر دليلا على تورط هذه النظم في المذبحة لوأد تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة نظام ديمقراطي تعددي وفرض الشمولية العسكرية على عاصمة من أهم عواصم العالم العربي.

ضوء أخضر سعودي

وينقل تقرير نشرته صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية أمس الجمعة، عن خبير عسكري ــ لم يذكر اسمه لحساسية الموقف ــ فإن مذبحة الاعتصام ما كان لها أن تحدث لولا الضوء الأخضر السعودي، مؤكدا أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان تلقى الضوء الأخضر من السعودية وحلفائها الإقليميين، لفض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش الإثنين الماضي، ونقل الموقع عن الخبير قوله إن البرهان ناقش خطط تدمير موقع الاعتصام خلال رحلاته إلى السعودية والإمارات ومصر.

وأوضح الخبير أن تفريق الاعتصام كان إحدى النقاط الرئيسية في جدول الأعمال الذي ناقشه البرهان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مضيفا أن البرهان لو لم يحصل على الضوء الأخضر من حلفائه الإقليميين لما تمكن من ارتكاب مثل هذه الجريمة.

وفي مؤشر على مدى تأثير السعودية في الخرطوم، قالت الخارجية الأمريكية أيضا في بيان إن مسئولا أمريكيا رفيعا اتصل بخالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي لمناقشة “القمع الوحشي ضد المحتجين السودانيين السلميين”، وأهمية الانتقال إلى حكومة يقودها المدنيون.

وقال الخبير العسكري إن الوضع الحالي في السودان قد يؤدي أيضا إلى انقسام آخر بين قوات الدعم السريع وحلفائها وعناصر أخرى من القوات المسلحة، مما يثير احتمال وقوع مزيد من العنف ومعارك الشوارع.

وأوضح أنه إذا انشق الجيش أو تدخّل فسيكون أيضا أمرا مروعا، لأن ذلك قد يتسبب في قتال شوارع داخل الخرطوم، وهذا من شأنه أن يزيد الخسائر في صفوف المدنيين.

مدرعات إماراتية

إلى ذلك كشف الصحفي كريستيان تريبرت، في تحقيق صحفي أجراه وتشره بسلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر”، عن أن مدرعات إماراتية رصدت بالخرطوم من نوع “نمر عجبان 440A” بدفع رباعي. ونشر فيديوهات توثق هذه المدراعات، وأنها شوهدت بالعاصمة السودانية في خضم تصاعد العنف.

وتريبرت صحفي في نيويورك نايمز، متخصص في تغطية الحروب، والاستقصاء، بإعداد التحقيقات حول الشرق الأوسط تحديدا، وفاز بجائزة الصحافة الأوروبية عام 2017، يؤكد أن استخدام قوات الدعم السريع التي يرأسها الجنرال محمد دقلو “حميدتي”، في العاصمة السودانية الخرطوم، المدرعات الإماراتية الصنع، قرب الاعتصام في الخرطوم أمام مقر قيادة الجيش.وقال إن الجميع ظن أن المدرعات أمريكية الصنع، لأنها مشابهة لآليات الجيش الأمريكي، لكن تبين أنها مدرعات إماراتية.