“مقتدى الصدر” وأغلبية “القطيف”.. الرابح الأكبر من عطايا ولي عهد السعودية

- ‎فيعربي ودولي

  أحمدي البنهاوي
خلال الساعات الماضية، تبنّى أتباع مقتدى الصدر تشويشًا متعمدًا على تبعية التيار الصدري في العراق للدولة الفارسية في إيران، مرددين شائعة انتماء "الصدر الابن" إلى التيار القومي العراقي الرافض للتدخلات الإقليمية بما فيها إيران.

وأفسحت السعودية قنواتها التي تنطلق من الإمارات، ليكشف المتحدث الإعلامي باسم الصدريين في العراق صلاح العبيدي، في لقاء بثته قناة "العربية الحدث"، المحسوبة على السعودية، عن أن محمد بن سلمان ومقتدى الصدر حددا "الأخطاء" في العلاقات بين بلديهما، وأبديا نيتهما الجدية للتغلب عليها، خلال لقائهما الأحد في جدة.

وفي عدة نقاط، طمأن العبيدي أتباع "النمر" الذي أعدمه الملك سلمان في أول أيام حكمه، فقال: "الصدر ومحمد بن سلمان اتفقا على تغليب لغة الاعتدال، والتخلص من الخطاب الطائفي، وتحدثا كثيرا عن سبل التعاون حتى في المجال الرياضي".

وأضاف أن "الصدر تحدث عن الأزمات في الوطن العربي ولابد من إنهائها"، مضيفا أن "ولي العهد السعودي اعترف خلال لقائه الصدر، بوجود أخطاء في الإدارة السعودية السابقة".

واعتبر العبيدي أن "التدخل الإيراني والسعودي والتركي في الشأن العراقي كان سلبيا ولابد أن يصحح". وبحسب مراقبين، فإن ذلك يُعد جزءًا من محاولات التشويش على الرأي العام العربي عامة، والسعودي بوجه خاص، تجاه استقبال محمد بن سلمان لزعيم في الحشد الشعبي الشيعي.

الخبّ يخدعني

السفير السعودي السابق في العراق والوزير الحالي ثامر السبهان، علق قائلا عبر حسابه على "تويتر": "أؤمن بأننا يجب أن نفرق بين المذهب الشيعي الأصيل ومذهب الخميني المتطرف الجديد"، وهو ما اعتبره عراقيون "مخططا وهابيا يهدف لضرب الشيعة وافتعال الفتنة بينهم".

وقال نيل بارتريك، مُحرِّر كتاب "السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية.. النزاع والتعاون": "لطالما كانت السعودية مهتمةً باستكشاف خيارات الشيعة في العراق، ولقد حاول الصدر مرارا تقديم نفسه كقوميٍ عراقيٍ لا كقائد ميليشياتٍ شيعيةٍ عراقي".

وقال العقيد السعودي المتقاعد إبراهيم آل مرعي، وهو مُحلِّل أمني مقيم في الرياض، عبر شبكة التواصل الاجتماعي: إن تطوُّر العلاقات بما فيه زيارة الصدر، كان خطوةً في الاتجاه الصحيح، حتى وإن أتت متأخرةً.

رأي الإيرانيين

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي المقرب من التيار الإصلاحي، صباح زنكنة، في مقابلة مع قناة "خبر" الإيرانية، أن "زيارة الصدر للسعودية مهمة للغاية في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة نتيجة التوترات الحاصلة"، معربا عن أمله في أن تكون رحلة الصدر للسعودية حافلةً بالإنجازات، مضيفا أن "الظروف ممهدة لكي تعفو السعودية عن عشرات المحكومين بالإعدام".

ووصف الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مصدق مصدق بور، زيارة الصدر للسعودية واستقباله من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنها "خطوة جرحت مشاعر المسلمين".

المال السعودي

وكان حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي الشيعي، قد زار المملكة في يونيو 2017، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان وكبار المسئولين.

وقد وافقت الحكومتان خلال الزيارة، على تأسيس مجلس تعاونٍ مشتركٍ؛ من أجل "مزيدٍ من تطوير العلاقات، وفتح مساحاتٍ جديدةٍ من التعاون، بما فيها الاقتصادية والتجارية والسياحية".

ويأمل العراق في الحصول على الدعم المادي السعودي؛ من أجل إعادة إعمار مدينة الموصل وغيرها من المناطق التي حُرِّرَت من داعش.