من “التفريعة” إلى “هضبة الاهرام”: المنقلب يدمر الآثار ويهدر مئات المليارات

- ‎فيتقارير

بعقلية العسكر التي تهمش العلم وتزدري العلماء ودراسات الجدوى التي باتت سبة وعيبا على صانع القرار بمصر في ظل العسكر، تتوالى المشاريع الفنكوشية والتي يتباهى بها السيسي ونظامه العسكري، أمام الداخل والخارج، وفي مقدمتها مشروع التفريعة الثالثة لقناة السويس والتي أهدرت نحو 7 مليارات دولار بلا عائد حقيقي، إلى شق العاصمة الإدارية التي تبعد عن القاهرة بنحو 65 كلم، مهدرة اكثر من 600 مليار جنيه حتى الآن، مبتلعة سلسلة من الاقتراض الدولي والمحلي، تسبب في طباعة تريلونات الجنيهات، وعجز اقتصادي رهيب، بسبب تعطل مشاريع الإنتاج الفعلي والتصدير لصالح تشييد المباني وشق الطرق، التي قد تكون لها أهمية بعد عقود من الزمن، قد تأتي أو لا تأتي.

وصولا إلى مشروع القطار الصحراوي الذي تنفذه الشركات الصينية، ومر على غير عادة طرق مواصلات قطارات مصر، التي تشق الدلتا عرضا أو طولا من الصعيد إلى الاسكندرية بمحازاة الكتلة السكانية، اذ يمر القطار الصحراو فائق السرعة بشكل قطري من العين السخنة على البحر الاحمر إلى العلمين على البحر المتوسط، بلا جدوى اقتصادية، وصولا إلى مشاريع الطرق على هضبة الأهرام بالجيزة.

مشاريع هضبة الأهرام
وقالت وكالة رويترز في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، إن الطريق السريع بجوار أهرامات الجيزة يجري وسط مخاوف دولية قد تدمر الآثار التاريخية.. حيث تشق حكومة السيسي طريقين سريعين يمران على هضبة الأهرامات خارج القاهرة لإحياء وتوسعة مشروع ظل معلقًا منذ التسعينات بعد غضب دولي، وسط مخاوف من أن يتسببا في ضرر لا يمكن تداركه لأحد أكثر المواقع الأثرية أهمية بالعالم.

وتعد أهرامات مصر، العجيبة الوحيدة الباقية من بين عجائب العالم القديم السبع، والطريقان السريعان الذي يسعى الجيش لتنفيذهما وشقهما جزء من دفعة مشاريع فنكوشية يتباهى بها السيسي على حساب إحداث تنمية حقيقية تزدهر بالاقتصاد المنهار، ويمر الطريق الشمالي عبر الصحراء على بعد 2.5 كيلومتر جنوب الأهرامات، بينما يمر الطريق الجنوبي بين هرم "سقارة" المدرج، ومنطقة دهشور التي تضم هرم سنفرو المائل والهرم الأحمر، ويتسع كل منهما لنحو ثماني حارات مرورية.
وهضبة الأهرامات مسجلة كموقع للتراث العلمي بمنظمة “اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.. ويقول منتقدون إن الطريقين يمكن أن يتسببا في ضرر لا يمكن تداركه.

سلامة الأهرامات
ويقول بعض المتخصصين في علم المصريات ودعاة الحفاظ على البيئة إن "الطريقين السريعين سيهددان سلامة هضبة الأهرامات، ويمران فوق مواقع أثرية لم تكتشف بعد، ويتسببان في تلوث يمكن أن يؤدي لتآكل الآثار، ويخلفان قمامة، ويعرضان المنطقة المغلقة المليئة بالكنوز الأثرية للنهب".

والطريقان اللذان سيقسمان الهضبة إلى ثلاثة أجزاء سيعبران قطاعًا من مدينة "منف" القديمة، إحدى أكبر مدن العالم وأكثرها تأثيرًا لنحو 3000 عام. وأظهرت صور لبرنامج جوجل إيرث أن العمل بدأ منذ أكثر من عام في مناطق صحراوية بعيدة بشكل كبير عن الأماكن العامة وأصبح أكثر وضوحًا بحلول مارس.

والطريق السريع الجنوبي جزء من الطريق الدائري الثاني بالقاهرة الذي سيصل مدينة الإنتاج الإعلامي في السادس من أكتوبر مع العاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة عبر 16 كيلومترا في الصحراء فوق هضبة الأهرامات وأراض زراعية وزاوية من مدينة "منف".
وقال عالم مصريات خبير بالمنطقة: "الطريق يمر عبر مقابر أثرية لم تكتشف بعد للأسرة الثالثة عشرة التي لا توجد معلومات كثيرة عنها، وعلى بعد خطوات من هرم بيبي الثاني وهرم خنجر ومصطبة فرعون".

مئات المليارات
وهكذا تصل العشوائية بمصر إلى دمار حضاري وثقافي واقتصادي، باهدار مئات المليارات من الدولارت التي قدرها محافظ البنك المركزي طارق عامر ب 431 مليار دولار، دخلت مصر خلال سبع سنوات من انقلاب السيس.اهدرت بمشاريع وهمية لم تحرك الاقتصاد قيد انملة، وزادت البطالة وتعطل الانتاج وتراجع التصدير وكل مناحي التنمية الاقتصادية.