من الخليج إلى كشمير.. ماذا تريد إسرائيل من العرب والمسلمين؟

- ‎فيتقارير

رائحة صهيون تميزها الأنوف ولو وسط ألف مزبلة، تلك الرائحة لم تكن بعيدة عن موجة التصعيد الأخيرة بين الهند وباكستان، بسبب إقليم "جامو وكشمير" المتنازع عليه، بل إن أصابع الصهيونية التي تسيطر على أغلب عواصم العالم العربي أعادت التهديدات بإشعال الحرب بين البلدين النوويين من جديد، بعد خطوة نيودلهي، في 5 أغسطس الجاري، التي ألغت بموجبها الحكم الذاتي للإقليم المسلم المحتل.

ويمنح الدستور الهندي إقليم "جامو وكشمير" وضعاً خاصاً في المادة 370 يتمتع فيه باستقلالية في الشؤون الإدارية عدا تلك المتعلقة بالخارجية والدفاع والاتصالات، ويسعى رئيس الوزراء الهندوسي المتطرف "ناريندرا مودي"، إلى تشجيع الهندوس على الهجرة إلى كشمير بهدف تغيير الهوية الديموغرافية للإقليم الوحيد ذي الغالبية المسلمة في الهند، وهو ما تريده إسرائيل.

بن زايد صبي نتيناهو!

المفارقة ان أول دولة عربية رحبت بإجرام الهند وقمعها في كشمير هى الإمارات، والتي تعدى التنسيق الإسرائيلي معها في الشؤون الدبلوماسية والاستخباراتية إلى التعاون العسكري الفعلي، ففي أبريل الماضي شارك طيارون من القوات الجوية الإماراتية مع طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي في تدريبات جوية بقاعدة "أندرافيدا" اليونانية، علما بأن سلاحي الجو الإسرائيلي والإماراتي سبق أن شاركا معا في مناورات جوية باليونان أيضا في مارس 2018.

وأقر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإن إسرائيل تشارك إلى جانب أمريكا في المباحثات الدولية لإقامة التحالف الأمني في الخليج، لافتا إلى أن المشاركة في التحالف تقررت بعد زيارته لأبو ظبي واجتماعه بمسؤول إماراتي رفيع المستوى رفض كشف اسمه حتى قبالة أعضاء اللجنة البرلمانية.

وأوضح أن مشاركة تل أبيب في التحالف الدولي بالخليج مصلحة إسرائيلية واضحة تندرج ضمن إستراتيجيتها لكبح التغلغل الإيراني في الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، مؤكدا أنه يقود هذا التوجه الإستراتيجي بدعم من رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو.

السعودية معهم..!

محمد فيصل، الكاتب والصحفي الباكستاني، أشار في حديثه إلى العامل الدولي الذي يدخل على خط تأجيج الصراع، وأردف بالقول: "دولة الاحتلال الإسرائيلي تنظر إلى باكستان باعتبارها دولة سنية تملك قنبلةً نووية، دأب الإعلام العبري على تسميتها بالقنبلة النووية الإسلامية".

وتابع: "لدى المخابرات الباكستانية معلومات مؤكدة أن إسرائيل تقدم معلومات استخبارية عن المواقع الباكستانية، وعن الحركات التحررية الكشميرية، إلى جانب حضور مخابراتي إسرائيلي في الأراضي الهندية".

وأشار فيصل إلى أن موقف باكستان الداعم للقضية الفلسطينية سبب آخر يدفع "تل أبيب" لدعم نيودلهي، على الرغم من هرولة الصف العربي للتطبيع مع "إسرائيل"، وأوضح أن وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي قال، في فبراير الماضي، إن التطبيع مع إسرائيل مرهون بتقديم حل للقضية الفلسطينية.

وكانت الباحثة الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون الهندية في جامعة بارإيلان، نوهت بيرودكي، قالت في تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، في 23 يونيو 2019، إن حاجة الهند إلى تحسين قدرتها على مواجهة التنظيمات المتشددة دفعها إلى تعزيز أنماط تعاونها مع كل من "إسرائيل" والسعودية والولايات المتحدة.