من نوادر الفيس.. بيتك وبيتي وبيت السيسي نفسه هيخرب كما حدث في 2009

- ‎فيسوشيال

حينما جاء الانقلاب العسكري، ظن مؤيدو الانقلاب من أصحاب المصالح أنه جاء لحساب جيوبهم ولا عزاء للفقراء، فشملت مقصلة الانقلاب رؤوس الجميع، سواء كانوا مؤيدين أو معارضين، ولم يفهم الكارهون لجماعة الإخوان المسلمين، والذين وقفوا ضد الرئيس محمد مرسي وتآمروا عليه لمجرد انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، أنهم سيكونون في خندق واحد بسجون الانقلاب حال تمكن السيسي من السلطة.

وقد تجاهل مؤيدو الانقلاب كل القرارات الاستثنائية التي اتخذها عبد الفتاح السيسي في الحرب على الإنسان بشكل عام دون النظر إلى انتماءاته، حتى عمّ الفساد وشمل الخراب كل ربوع البلاد، وطالت أيدي التخريب بيوت كل المصريين دون النظر لمؤيد أو معارض.

ومع اكتشاف بعض الدرر التي يكتبها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت تدوينة على موقع “فيس بوك”، كيف طالت أيدي الظلم والفساد بيوت الأغنياء قبل الفقراء، حتى إنها طالت أيدي الظالمين أنفسهم، مصداقًا لقوله تعالى: “إن الله لا يصلح عمل المفسدين”.

وتقول التدوينة الآتي: “سنة ٢٠٠٩.. حفيد حسني مبارك فقد الوعي واضطروا ينقلوه للمستشفى.

كان فيه مستشفى مُجهزة بكل حاجة ممكن تتصورها في الدنيا، موجودة قريبا من القصر بتاعهم، علشان لو حد من العائلة الحاكمة تعب أو حصله حاجة.

الولد لما وصل المستشفى قرروا يعملولوا أشعة على المخ، وطبعا عبال ما فتحوا الجهاز وعملوا الأشعة عدى وقت كبير.

بعدها طلبوا دكتور (باشا من أكبر وأعظم الأطباء في تخصصه) علشان ييجي يشوف العيان.

عبال ما الدكتور المتخصص ده جه من بيتهم من بعيد، وشاف الأشعة، كان الولد حالته اتأخرت، وكان أي تدخل جراحي ساعتها بقى صعب.

طبعا دا حفيد حسني مبارك، والدكتور عارف إن الحالة صعبة، وكمان الوقت اتأخر قوي، خاف ياخد قرار بعملية جراحية، لأنه عارف إن احتمال فشلها كبير، وساعتها حسني مبارك مش حيرحمه. وفي نفس الوقت خاف ميعملهاش علشان هو دا كان العلاج الوحيد للحالة.

كان موقف صعب ربنا مايحطنا فيه. بعد مداولات، وبعد ما جابوا دكاترة تانيين كبار برضه، قرروا يعملوا العملية. فضلت مشكلة إن العملية محتاجة تركيب جهاز معين في المخ، وطبعًا الجهاز ده مكانش موجود في المستشفى؛ لأن استعماله بيكون في حالات معينة فقط.

استنوا لما جابوا الجهاز من مستشفى تانية حكومي، وركبوه للولد، بس كان خلاص، الوقت فات.. تاني يوم سفّروا الولد فرنسا، لكن رحمة ربنا سبقتهم، والولد توفاه الله، طفل في الثانية عشرة من عمره. ربنا يرحمه ويصبر أهله.

حسني مبارك، في عز مُلكه ملقاش خدمة صحية مُحترمة لما حفيده تعب، بينما الحالة دي لو كانت موجودة في أي قرية نائية في أي بلد تانية مُحترمة، حتى لو كانوا ناس فقرا، كانوا حيروحوا مستشفى بالإسعاف، وهيتعملوا أشعة على المُخ خلال ١٠ دقائق، ولما يلاقوا نزيف في المخ، حيبعتوه لمستشفى أكبر فيها جراح مخ وأعصاب، سواء بالإسعاف العادي أو بالطيارة الهليكوبتر اللي بتطلع هناك لأى مواطن عادي ببلاش.

خلال ساعة بالكتير، كان حيكون اتعمله عملية من طبيب صغير، لكن تم تدريبه وتأهيله كويس. طبيب بيشتغل من خلال نظام صحي مُحدد وعدد ساعات عمل معروفة، وبيقبض مرتب محترم، وعنده قواعد مُحددة لعلاج كل حالة بتجيله.

حسني مبارك بكل سلطته وجاهه وهيلمانه مخدش الخدمة اللي بياخدها فلاح فقير في فرنسا، ولا حتى راجل عاطل وبيشحت في إنجلترا. أكيد طبعا دا قدر ربنا، لكن لازم ناخدها عظة.

في مصر إنت ممكن يكون معاك ملايين أو مليارات، وممكن تكون عندك أعلى سلطة، بس فلوسك دي مش حتلحقك لما تتعب، لأن البلد مفيهاش نظام ولا خدمة صحية مُحترمة. حتى المستشفيات الخاصة الاستثمارية الدولية النظام فيها سمك لبن تمر هندي.

فلوسك وسلطتك مش حتمنع صاحب عربية نقل يدوس عليك بعربيته وإنت راكب مرسيدس ورايح تصيف في الساحل الشمالي، لأن البلد مفيهاش قانون مرور بيتطبق على الكل.

فلوسك مش حتمنع الصرف الصحي يضرب في بيتك اللي خلف أسوار الكومباوند الفخم زي ما حصل في التجمع، لأن مفيش نظام ولا رقابة على الشركات اللي بتنفذ البنية التحتية، والمسئولين كلهم من أصحاب الثقة مش من أصحاب الكفاءة.

مفيش غني حيعرف يعيش كويس، طول ما جنبه راجل فقير مش لاقي ياكل أو حاسس بالظلم.

العدل مش مجُرد كلمة ولا شعار بيتكتب على الحيطان، العدل هو الطريق للنجاة”، انتهت التدوينة.