من يدعمون ماكرون؟!

- ‎فيمقالات

نظرت فيمن يدعمون "ماكرون"، في حملته العنصرية المتطرفة ضد نبي الرحمة –صلى الله عليه وسلم– والإساءة للمسلمين بزعم حرية التعبير، فوجدتهم لا يخرجون عمن دعموا الانقلاب على أول رئيس منتخب، وعلى التجربة الديمقراطية الوليدة، وطالبوا بعودة العسكر، ودعموا دعوات الهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، والذين دعموا ولا يزالون الثورات المضادة في بلاد الربيع العربي، أو من الجامية المدخلية، أتباع نظرية طاعة ولى الأمر وإن زنى وشرب الخمر، وجلد ظهرك وأخذ مالك، الذين يدعمون مقاطعة تركيا، ويدعمون ماكرون، الذى يسب نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، والذين دعموا أرمنيا واليونان نكاية في تركيا.

وقد عجبت من أدعياء قيم الحرية والديمقراطية، والتعايش السلمى، الذين ضاقوا ذرعًا من نقد أحد أتباعهم. فمجلة شارلي إبدو الفرنسية، التى نشرت رسوما مسيئة للنبى -صلى الله عليه وسلم- فصلت الرسّام "الراحل موريس سينيه" الذي اُتهم بمعاداة السامية عام 2008 بعد انتقاده لنجل الرئيس الفرنسي الأسبق" نيكولا ساركوزي". بسبب رسمه ابن الرئيس "ساركوزي" ساعيا لاعتناق اليهودية من أجل الزواج بفتاة يهودية.
وقبل يومين، ذكر موقع "موريتانيا اليوم" أن سفارة فرنسا أنهت عقد عمل رسام الكاريكاتير الموريتاني البارز "خالد ولد مولاي" إدريس، بحجة الإساءة لرموز الجمهورية الفرنسية عبر نشره رسوما كاريكاتورية تسخر من الرئيس الفرنسي "ماكرون". في إطار الرد على إصرار الرئيس "ماكرون" على الدفاع عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم.
ففرنسا التي دافعت عن الإساءة للمسلمين ورموزهم ومقدساتهم بذريعة حرية الرأي والتعبير، ها هي تعاقب من يعبر عن رأيه بحرية ويمارس حقه في الاختلاف".
فأين هى حرية التعبير التي يتشدق بها ماكرون؟ أم هي ازدواجية المعايير عند أصحاب القيم البالية؟!!

لكن الطامة الكبرى، وثالثة الأثافى- كما يقولون- أن تجد بعض أبناء بلاد الحرمين، الذين سكروا بخمر العلمانية والليبرالية، يقول أحدهم فى تغريدة له عبر حسابه على تويتر: ‏"‌‌‌‏تركيا هي العدو الأول للسعودية وأمنها وليست فرنسا. الرسوم المسيئة تصرف فردي، إدانته هو ما يمكن فعله، وهجوم ماكرون وتصريحاته رد فعل طبيعي على جريمة وحشية ارتكبها إرهابي أهوج". وإن "مقاطعة تركيا مستمرة والذين يحاولون صرف النظر عنها وتخفيف أثرها بحرف البوصلة نحو باريس لن ينجحوا".

أما أمين رابطة العالم الإسلامي- التي أصبحت شبيهة إلى حد بعيد بجامعة " أبو الغيط"- الشيخ "محمد العيسى" فيقول: "ردة الفعل على الرسوم المسيئة التي تتجاوز الحد المطلوب، تضرّ ولا تنفع، ويجب أن نفوّت الفرصة على المراهنين الذين ينتظرون ردات فعل سلبية.

أما " عبدالخالق عبدالله" مستشار "محمد بن زايد" الذى يعطى ماكرون، كامل الحق في الإساءة للمسلمين، ورسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم-، قائلًا:"لو كنت متسقًا مع ما قد تعلمته في جامعة لندن واكسفورد، لكنت في صف ماكرون، الذي من حقه بل من واجبه الدستوري أن يدافع عن قيم الأمة الفرنسية حيث حرية التعبير والتفكير مقدسة".
ولم يكتف بذلك، بل شن حملة مسعورة على جماعة الإخوان المسلمين بالكويت. فقد قال في تغريدة له بموقع تويتر:"جمعيات الإخوان في الكويت صارت بمثابة أخطبوط يتحكم في المزاج الشعبي، وتقف وراء قرار اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية مقاطعة المنتجات الفرنسية. كما أنها تقف وراء الحملة الإعلامية التي تضخم دور أردوغان وفي الوقت نفسه تغمز لاستهداف بقية دول المنطقة وتتهمها بالتقصير في الدفاع عن الدين". وقال أيضًا :"عندما يهاجم أردوغان ماكرون فاعلم أن ماكرون على حق"! أي حق يكون عليه ماكرون حينما يتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم؟

كما أن هناك كاتبة "تدعى: سوسن الشاعر" تقول: لنفرق بين قضية فرنسا لمحاربة الإرهاب وهذا حقها، وبين رأي ماكرون المسيء لنا وهذا ليس من حقه.
العالم الإسلامي كله شعوبًا وأنظمة أدانوا تصريحات ماكرون وانتصروا لنبيهم، بل أدان تصريحاته العديد من الفرنسيين أنفسهم واستاءوا منها، وكل من أدان عبر بطريقته، سلميًا، عن رفضه للفهم المنقوص والانتقائي عند ماكرون لحرية التعبير، ولأسلوبه الأعوج في حماية الهوية الفرنسية، وهو أسلوب كما نرى له ألف مكيال، يفصل حرية التعبير بمزاجية مستهينًا بهويات تارة، ومعززًا هويات أخرى تارة أخرى، هذا ما نرفضه ولا نقبل به، بل لم يقبله العديد من الفرنسيين ولكل منا أسلوبه السلمي المشروع وطريقته في إيصال رسالتنا لماكرون بهذا الخصوص.
لكنها تنتهز الفرصة لشن هجوم مشين على جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس التركى طيب أردوغان قائلة: نحن نفرق بين القضيتين؛ ولهذا لن ينجح الإخوان في خداعنا، ولن ينجح أردوغانكم بالضحك علينا بخلطهم فما يصدق عنترياته الفارغة غير جماعته؟ حتى الأتراك ضحكوا عليه، إذ يسب ماكرون في النهار ويرسل سفيره لتعزية أسرة مدرس التاريخ ليلًا، والسؤال كيف تقبلون أن تستغفلوا علنًا ويستهين بذكائكم وأن تستدرجوا وتعلقوا بسنارته بأرخص أنواع «الطعم»؟ إنه لا يكلف نفسه حتى باختيار حيل ذكية، إنه يسترخص فيكم حتى مجرد البحث عن حيل جديدة مبتكرة كي يضحك عليكم.

وكأن الأكاديمى الإماراتى والكاتبة البحرينية، لايرون فى الأمة شرفاء إلا جماعة الإخوان المسلمين، وهذه شهادة يعتز بها كل من ينتمى لهذا الفصيل الوطنى، الذى دائمًا يأخذ زمام المبادرة لقيادة الأمة ضد كل من يتطاول على الإسلام ومقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والطريف أن الفيلسوف الفرنسي "ميشيل أونفراي" أشاد بالمسلمين فى أحد البرامج التليفزيونية، خلال مناظرة مع الصحفي والكاتب "إريك زمور". واعتبر أن الإسلام يقدم نظامًا متحررًا من المادية، وأن "المسلمين يعطون الغرب درسًا في مناهضة المادية"، وقال لأريك:" مهما كان رأيك، فهؤلاء أناس لديهم فكرة مثالية، فكرة روحانية".
فإلى متى يظل الغرب يستخدم خطابات العنصرية والكراهية ضد الإسلام والمسلمين، لتحقيق مكاسب انتخابية رخيصة؟!