مهرجان العفو عن المجرمين

- ‎فيمقالات

..اقتل قتيلاً تحصل على عفو!

ما زال العرض مستمراً، عروض العفو عن القتلة والمجرمين والبلطجية واللصوص، فبعد ثورة 25 يناير كان هناك مهرجان البراءة للجميع، الذى استفاد منه أركان نظام مبارك، وحاشيته وبقية المرتزقة واللصوص. أما بعد الانقلاب، على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى -رحمه الله-، فكان مهرجان العفو الرئاسى الذى لم يستفد منه سوى، القتلة والبلطجية والمجرمين.

وبمناسبة عيدالفطر المبارك، أصدر قائد الانقلاب قراراً بالإفراج عن آلاف من اللصوص والبلطجية والقتلة والمجرمين، في الوقت الذى يُقتل فيه بالبطيئ، ألاف من علماء مصر، وأطبائها ومهندسيها، وخيرة شبابها، الذين يقبعون في السجون والمعتقلات، بتهم ملفقة، ومحاكمات هزلية تفتقد لأبسط قواعد العدالة، يقوم بها القضاء الشامخ المسيس.

وفى مهرجان العفو هذه المرة بمناسبة عيد الفطر، كان على رأس المفرج عنهم ضابط أمن الدولة، القاتل محسن السكري" شريك،رجل الأعمال القاتل، هشام طلعت مصطفى" لاشتراكهما في قتل المطربة اللبنانية، "سوزان تميم".

وهذا ليس بجديد، على نظام يرعى الفساد والمفسدين، ففى عفو رئاسى سابق، تم الإفراج عن القاتل "هشام طلعت مصطفى" وعن البلطجي "صبرى نخنوخ"، رغم الحكم عليه بـ28 عاما في اتهامه بالبلطجة وحيازة أسلحة ومخدرات، داخل فيلته بمنطقة كينج مريوط بالإسكندرية، وكان بصحبته عدد كبير من البلطجية، وبحوزتهم كميات من الأسلحة، ورفضت محكمة النقض، في 3 نوفمبر 2014، الطعن المقدم منه على حكم محكمة الجنايات الصادر بمعاقبته بالسجن 28 عامًا في اتهامه "بحيازة أسلحة نارية دون ترخيص والبلطجة" وحيازة وتعاطي المخدرات، وأيدت الحكم الصادر بحقه.

والقاتل "محسن السكري"، يا سادة يا كرام، هو ضابط أمن دولة سابق،  بدرجة بلطجى وقاتل، ووالده لواء شرطة سابق، وتم فصل "محسن السكرى"من أمن الدولة،  لسوء سلوكه، واستغلاله وظيفته في البلطجة والإجرام، وسبق له أن عمل مع "نجيب ساويرس" في العراق، في شركة (عراقنا) إحدى شركات أوراسكوم تيليكوم ٢٠٠٤، وعندما تم اختطاف ٢ من مهندسي الشركة في العراق لمدة شهر، وتم تحريرهما بعد ذلك، تبين أن "محسن السكرى" ضالع فى عملية اختطافهما، وحصل على نصيبه من الفدية من الخاطفين، وتم إنهاء عمله في شركة "عراقنا" بعد هذه الواقعة، ثم عمل بعد ذلك مع "هشام طلعت مصطفى"، كمدير أمن، ولكن العلاقة تطورت بينهما إلى صداقة، فاتفق معه "هشام طلعت مصطفى" على أن يقوم بقتل زوجته العرفية الفنانة اللبنانية "سوزان تميم"، مقابل مبلغ 2 مليون دولار، في 2008.

واعترف "محسن السكرى" في تحقيقات النيابة، بأنه قام بقتل المطربة "سوزان تميم"، وأنه فصل رأسها عن جسدها ومثل بجثتها، وأن "هشام طلعت مصطفى" هو الذي حرضه على قتلها مقابل مبلغ 2 مليون دولار، انتقاماً منها، بعد أن هربت منه من مصر، وارتبطت بعشيق آخر في لندن.  وحكمت عليهما محكمة الجنايات، بالإعدام شنقاً، في يوم 25 يونيو 2009، وتمت إحالة أوراقهما إلى المفتى.

ولكن القضاء الشامخ، في عام 2012،  أمام محكمة النقض، قام بتخفيف الحكم الصادر بحق المتهمين، من الإعدام، إلى السجن المشدد، 15سنة بحق "هشام طلعت مصطفى"، والسجن المؤبد، وثلاث سنوات أخرى، "28" سنة بحق "محسن السكرى". لاتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ولحيازته سلاح بدون ترخيص.

وقال والده- وهو لواء شرطة سابق-، في حوار له مع مجلة «آخر ساعة»: إنه عندما زار نجله، "محسن السكرى"، في السجن وجده متماسكاً، ويقضي يومه في السجن، بصلاة الفجر والصيام وقراءة القرآن، ومطالعة الصحف ومتابعة أخبار القضية. يا واد يا مؤمن!!

وبعد مرور سبع سنوات على صدور الحكم، بـ15سنة على "هشام طلعت مصطفى"، تم الإفراج عنه من السجن، في قرار العفو من قائد الانقلاب، بمناسبة عيد الفطر المبارك، في 23‏/06‏/2017.

وبعد ثلاث سنوات، بالتمام والكمال، من الإفراج عن "القاتل الأول "هشام طلعت مصطفى " وبمناسبة عيد الفطر المبارك، وفى أطارمهرجان العفو عن القتلة واللصوص والبلطجية والمجرمين، تم الإفراج عن القاتل الآخر، "محسن السكرى"، بتاريخ 24مايو 2020.

المهم أن محسن السكرى على الأسفلت، بعد عشر سنوات قضاها في السجن، دعونا ننظر لقضية "محسن السكرى"، من زاوية أخرى، وهى الأهم من وجهة نظرى. فالقاتل "محسن السكرى"، حصل على مبلغ 2 مليون دولار، من "هشام طلعت مصطفى" أتعاب مقابل قتل "سوزان تميم"، وهاهو اليوم قد تحرر من السجن،  بعد 12سنة. لكن لا بد أن نعرف أنه عندما حصل السكرى على أتعابه من المحرض على القتل "هشام طلعت مصطفى"، حصل عليها بالعملة الصعبة، كان الدولار يومئذ، بخمسة جنيهات، واليوم الدولار بعد انهيار الجنيه، أصبح بـ16جنيهاً، إنه استثمار القتلة والمجرمين في القتل والإجرام، -وكما هى عادة لصوص ومرتزقة، الأنظمة الدكتاتورية، ، غالباً ما يفلتون بسرقاتهم- ويابخت من نفّع واستنّفع، ويجعله عامر!