“ميدل إيست آي”: محمد بن سلمان يقود التطبيع العربي مع الصهاينة سرا

- ‎فيعربي ودولي

نشرت صحيفة "ميدل إيست آي"، مقالا للدكتورة مضاوي الرشيد الأستاذ في معهد الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد سلطت خلاله الضوء على دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في صفقات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وبحسب المقال الذي ترجمته "الحرية والعدالة"، يمكن لـ محمد بن سلمان باستخدام النفوذ السعودي والوعد بالمكافآت المالية الاستمرار في إدخال المزيد من الدول العربية في حظيرة التطبيع.

وقال التقرير إن مزاعم الملياردير الصهيوني الأمريكي حاييم سابان بأن إحجام ولي عهد السعودي محمد بن سلمان عن التسرع في التطبيع مع الكيان الصهيوني كانت بسبب خوفه من أن تقتله إيران أو قطر أو "شعبه" لا يمكن تصديقها.

في الحقيقة، يخشى محمد بن سلمان من القتل في القصر أكثر من القتل على يد الشعب، أو في هذا الصدد على يد إيران أو قطر. سيناريو كابوسه هو أن يحكم كملك حطم الإجماع الملكي وأذل مجموعة من المنافسين الملكيين.
ولن يتسرع ولي العهد السعودي في الإعلان عن علاقاته مع الكيان الصهيوني إذا تمكن من إبقائها تحت الطاولة، لماذا يوقع على اتفاق مثير للجدل مع الكيان الصهيوني في حين أن التكاليف قد تكون أعلى بكثير من الحفاظ على تحالف سري؟
والخوف من أن تقتله إيران أو قطر أو شعبه لا أساس لها من الصحة، لأن أيا من هؤلاء الثلاثة لا يمثل جمهورا يفكر في القيام بعملية اغتيال أو قادر على القيام بها.

محمد بن سلمان ليس أنور السادات المصري الذي اغتيل في عام 1981 بعد أن وقع أول معاهدة سلام تاريخية مع الكيان الصهيوني، فاتفاقية كامب ديفيد، في عام 1979، كانت صدمة للعديد من العرب، بمن فيهم السعوديون، وسرعان ما تراجع العاهل السعودي الراحل الملك فهد، الذي نظم مقاطعة لحظية لمصر لإرضاء جمهور سعودي غاضب والعالم العربي الأوسع، عن سياسته وعمل جاهدًا لإعادة مصر إلى الحظيرة العربية.

اليوم الوضع مختلف يمكن للنظام السعودي بشكل عام -ومحمد بن سلمان بشكل خاص- أن يكون أكثر فائدة لقضية التطبيع مع الكيان الصهيوني دون أن يكون له علاقة في العراء من شأنها أن ترى رفع العلم الصهيوني في الرياض ويمكن لـ "محمد بن سلمان" أن يعمل كقناة، وميسر، ووكيل وراء الكواليس، يستخدم النفوذ السعودي والوعد بمكافآت مالية لضم المزيد من الدول العربية إلى محور صهيوني في المنطقة.

المظلة السعودية
وحتى الآن، فإن الإمارات والبحرين والسودان في وضع جيد لمتابعة التطبيع تحت مظلة سعودية، دون أن يقوم محمد بن سلمان بخطوة قد ينظر إليها على أنها تأييد صريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحملته لإعادة انتخابه، حيث تظهر استطلاعات الرأي حاليًا المرشح الديمقراطي جو بايدن كمرشح مفضل للبيت الأبيض.
وعلاوة على ذلك، سيتردد محمد بن سلمان في الانضمام إلى المحور الجديد إذا تمكن هو ووالده الملك سلمان من الاستمرار في الضجة حول احترام مبادرات السلام العربية البائدة، مثل تلك التي أعلنها الملك فهد في الثمانينيات.

وعلاوة على ذلك، وفي انتظار اللحظة المناسبة للعموم حول التطبيع، يمكن لولي العهد أن يدخل المزيد من الدول العربية في حظيرة التطبيع، وبالتالي كسب المزيد من التأييد في واشنطن مع الظهور بمظهر الداعم للحقوق الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، يمكن لمحمد بن سلمان أن يواصل نشر موارده الإعلامية لتقويض الدعم الشعبي العربي للفلسطينيين، إلى أن يتم الوصول إلى النقطة الحرجة عندما يصبح التطبيع السعودي أمرًا واقعًا لا يكلفه حياته أو يقوض شرعية النظام السعودي.

وسيتعين على ترامب والكيان الصهيوني الانتظار لمعرفة ما إذا كانت حملة محمد بن سلمان لتقويض الحقوق الفلسطينية تؤتي ثمارها. قد يكون ترامب خارج منصبه قريبًا، لكن يبدو أن محمد بن سلمان سيتفوق عليه. وإذا كان لدى محمد بن سلمان مخاوف مشروعة على حياته، فإن الخطر ليس حقًا من الدوائر الانتخابية الثلاث التي أعلنها حاييم سابان.

انقلاب القصر
إن التهديد الحقيقي لمحمد بن سلمان يأتي من داخل عائلته، وليس من "شعبه" (الذي يجب أن يقصد به الشعب السعودي، الذي لم يسبق له أن اغتال ملكية سعودية). تاريخيًا، تم تنفيذ أي اغتيالات في المملكة من قبل أعضاء من آل سعود.

منذ القرن التاسع عشر، قتل أمراء وملوك سعوديون على يد أخ أو عم أو ابن شقيق وكانت آخر جريمة قتل في القصر، في عام 1975، هي مقتل الملك فيصل، الذي قتل برصاص ابن أخيه الصغير، الذي يُدعى أيضًا فيصل ولم تكن القضية الفلسطينية ولا أي سبب آخر وراء هذه الجرائم.
كانت مجرد جرائم قتل عائلية، بدافع الانتقام والغدر والصراع على السلطة داخل الأسرة المالكة وهذا ما يخشاه محمد بن سلمان حقًا، بدلًا من ما ادعى سابان أن ولي العهد أخبره به.

ولمحمد بن سلمان أسباب عديدة للخوف من اغتيال أقاربه بدلًا من أن يُقتل بسبب تخليه عن القضية الفلسطينية أو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومنذ أن أتى محمد بن سلمان إلى السلطة في عام 2017، اتبع سياسة احتجاز الأمراء المنافسين المحتملين.
وحتى الآن لم يعدم منتقديه الملكيين (على الرغم من أن إعدام المتظاهرين السلميين آخذ في الازدياد)، ولكن ربما لن يطول الأمر قبل أن يفكر محمد بن سلمان في القضاء على منافسيه تمامًا. فقد حطم الإجماع الملكي واتبع سياسات تقوض النظام ككل بدلًا من مجرد فرصه في أن يصبح ملكًا.

الأمير الذي يعتقد أن محمد بن سلمان يشكل خطرًا على الأسرة بأكملها لم يظهر بعد ومتى حدث ذلك وإذا حدث ذلك، فإن المخاطر سترتفع إلى حد كبير.

الأذرع الإعلامية
وبطبيعة الحال، لا يزال الكثيرون في المملكة العربية السعودية يعارضون التطبيع مع الكيان الصهيوني ولكن يتم تلقين الشعب تدريجيًا لقبول مثل هذا التطبيع بمساعدة وسائل الإعلام السعودية وبصراحة، لدى معظم السعوديين أمور أكثر إلحاحًا للقلق بشأنها، بداية من تدهور مستويات معيشتهم إلى المخاوف من الصراع على السلطة داخل الأسرة المالكة، بدأ السعوديون يشعرون بانعدام الأمن في حياتهم في ظل نظام نهب ثرواتهم وقمعها، وحرمانهم من حياة كريمة في واحدة من أغنى دول العالم.

ولم يتصالح محمد بن سلمان بعد مع عائلته وتأمين العرش وسط حالة انعدام الأمن الحالية على نطاق واسع في المملكة. إن "شعب محمد بن سلمان" ليس قتلة ولا غادرين. إنهم ببساطة بحاجة إلى حياة كريمة وكيفية إدارة بلدهم. ولي العهد لن يستمع أبدًا إلى احتياجاتهم، لكن أقاربه قد ينفد صبرهم عندما يصبح ملكًا أخيرًا.

رابط المقال:
https://www.middleeasteye.net/opinion/saudi-arabia-mohammed-bin-salman-quietly-enabling-israel-axis-arab-world