“نزيف الدم لا يتوقف”.. مصرع وإصابة 19 في حادث تصادم بقنا و29 مليارا خسائر سنوية

- ‎فيتقارير

حلقات مسلسل “دماء على الطريق” مستمرة حتى الآن، فكل يوم نستيقظ على حوادث الطرق التي تخلف وراءها الكثير من الضحايا الجدد.
وشهدت مصر، صباح اليوم الإثنين، حادثًا مأساويًا؛ حيث لقي تسعة أشخاص مصرعهم، بينهم أطفال، صباح اليوم الإثنين، وأصيب 11 آخرين، في حادث تصادم سيارة ميكروباص ، بأخرى نصف نقل، على الطريق الصحراوي الشرقي بالكيلو 15 قنا – سوهاج.

وتعاني دولة الانقلاب بمصر من فوضى بملف المرور وزيادة بحوادث الطرق؛ الأمر الذي بات وباء مستشريا ينجم عنه مقتل آلاف الضحايا كل عام إضافة إلى أضرار اقتصادية جسيمة.

كان إخطار يفيد بمصرع "فاطمة عبدالحميد محمود 37 سنة، محمد جلال أحمد يوسف 37 سنة، وجثة مجهولة عمرها عام، وعبدالسلام محمد 57 سنة، وطفلة مجهولة الهوية، وعوض نجاح عوض 45 سنة، وجثة 5 سنوات مجهولة الهوية، وسيدة 35 عاما مجهولة الهوية وطفلة ٤ سنوات مجهولة الهوية".

والمصابون هم: "جمال محمد حسين 28 عاما، وزينب محمد مبارك 57 سنة وطفل مجهول سنتين، وآخر 4 سنوات مجهول الهوية، ووائل مرعي محمود 29 سنة وطفل مجهول 3 سنوات وآخر بنفس العمر وعصام محمد حسين 33 سنة ومحمد حسين محمد 24 سنة وعلي محمد مصطفي 23 سنة ومحمد عبدالله أبوالمجد وحسين فايز حسين 42 سنة، وتم نقل 5 مصابين إلى مستشفي قفط التعليمي.

 

أسبوع النزييف

وقبل الحادثة، أصيب 6 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بطريق أسيوط الصحراوي الشرقي.

كان إخطار يفيد إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بطريق أسيوط الصحراوي الشرقي، بالانتقال تم نقل المصابين لمستشفى أسيوط العام ومستشفى أسيوط الجامعي.

كما لقي شخص مصرعه وأصيب 10 آخرون، اليوم السبت، في حادث تصادم سيارة ملاكي وبيجو على طريق جمصة، أمام قرية وزير.

واستقبل مستشفى بلقاس الضحايا وهم: محمود عبد الحميد (12 عاما)، مصاب بنزيف بالمخ، وأحمد البغدادي حسن (37 عاما)، كسر بالأضلاع، وسعد محمد عبد الخالق (38 عاما) كسر بعظام الفخذ، وتوفيق حسن توفيق بجروح متفرقة، ومحمد عبد الحميد (49 عاما) بكسر ونزيف بالعين، وأحمد أحمد كمال (5 سنوات) كسر بعظام الفخذ، ووفاء أحمد علي (25 عاما) بكسور، وسارة العبد (25 عاما) بكسر في الفخد، ووفاء وأحمد توفيق (6 – 7 سنوات) تم إخراجهم بحالة صحية جيدة.

فيما لقي محمد عبد الله (15 عاما) مصرعه متأثرا بإصابته، وتم تحويله لمشرحة مستشفى بلقاس.

افتتاحية دموية

وبداية الإسبوع ،لقي شخصان مصرعهما وإصيب 12 آخرون  فى حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأخرى نقل على طريق السنبلاوين الزقازيق أمام قرية القاسمي.

كان إخطارا بورود بلاغ من مستشفي السنبلاوين العام بوقوع حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وأخري نقل على طريق السنبلاوين الزقازيق امام منطقة القاسمى، وأسفر الحادث عن مصرع كل من، "عبد الله ابراهيم عبد الله" 42 سنة من ديرب نجم محافظة الشرقية، ومحمد صفوت ابو هاشم 43 سنة، وإصابة كل من، محمود محمد ابو القمصان 26 سنة اسامة على السيد على  23 سنة تم التحويل جراحة قلب وصدر، و عبد الله شعبان المصرى 24 سنة، وعادل محمد لبيب 29 سنة، ومحمد نصر مصطفى  45 سنة، وتم التحويل لجراحة قلب وصدر،. ومحمد عزت السيد 24 سنة، وحسن عبد المنعم حسن 40 سنة وتم التحويل لجراحة قلب وصدر، ومحمود عبده ابراهيم 30 سنة، وأكمل سليم نجاتى 22 سنة، وعبد الله شعبان المصرى 20 سنة، ومحمد محفوظ محمد 40  تحويل جراحة مخ و أعصاب، وعمر عزت السيد 24 سنة.

الدخول لموسوعة جينيس

وكشفت حوادث المرور اليومية التي لا تتوقف، خاصة في الفترة الأخيرة، أن شبكة طرق السيسي التى ادعى أنها " كده" لا تقدم ولا تؤخر وبات شعار “شبكة كدة” مجرد تصريحات فارغة مثل مقولته الشهيرة “مسافة السكة”.

وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن مصر من أعلى دول العالم في معدلات حوادث الطرق، حيث احتلت مكانا لها بين الدول العشر الأولى منذ ثلاثة أعوام في عدد ضحايا حوادث الطرق، الذي بلغ نحو 25 ألفا و500 شخص بعام واحد.

29 مليار جنية خسائر

وتتباين تقديرات الآثار الاقتصادية لحوادث الطرق في مصر، فالبنك الدولي يقدر هذه الخسائر بنحو 50 مليار جنيه ،بينما يقول جهاز التعبئة والإحصاء في دراسة صدرت العام الجاري إن حوادث الطرق تكلف الدولة خسائر بنحو 29 مليار جنيه سنويا.

ويؤكد "الجهاز الحكومي" أن العنصر البشري تسبب في 78.9% من الحوادث التي وقعت خلال عام 2017، والتي بلغت نحو 11 ألف حادثة، أسفرت عن سقوط نحو 17 ألف ضحية ما بين وفاة وإصابة.

ويؤكد استشاري الطرق والجسور عماد نبيل، أن الاقتصاد المصري يتضرر بصورة مباشرة تتمثل في الضرر المادي الهائل جراء تلف المركبات الكثيرة التي لا يقل عددها عن سبعة آلاف مركبة، بجانب آلاف الوفيات والإصابات، مما يعطل الكثير عن العمل، فضلا عن استنزاف القطاع الطبي أيضا في علاج المصابين.

ويوضح نبيل في حديث له، أنه لمواجهة مشاكل الطرق خرج مشروع الدولة الخاص بتطوير الطرق والجسور، خاصة مع وجود الكثير من الطرق الضيقة وغير المرصوفة، لافتا إلى وجود أجهزة حكومية لم تؤد دورا حقيقيا في خفض نسبة الحوادث كالمجلس الأعلى للمرور الذي أنشئ عام 1983.

وفي تقرير حول جودة الطرق صدر ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس عام 2015، احتلت مصر المركز 114 من بين 144 دولة.

حالة رعب

وبحسب عضو الجمعية المصرية لسلامة النقل والمواصلات وجيه منصور، فإن حوادث الطرق باتت تمثل رعبا للمواطنين حتى أصبح هناك طرق بعينها سيئة السمعة، كالطريق الدائري حول العاصمة وطريق العين السخنة وطريقي الإسكندرية الزراعي والصحراوي.

وأضاف منصور أن العشوائية بالطرق أفرزت نتائج فاقمت المشكلة، في ظل وجود شوارع تسير بها مختلف أنواع المركبات دون رقابة، خاصة الشاحنات الكبيرة، مؤكدا أن هناك ضعفا بالدور الرقابي على المرور والإجراءات الخاصة بتحسين سلامة الطرق كوجود بعض الطرق بلا رجال مرور.

واستنكر منصور قانون المرور الحالي المطبق منذ عام 1973 الذي لا يواكب التغيرات المتمثلة في أعداد المركبات والطرق الجديدة، بينما ما زال القانون الجديد حبيس أدراج البرلمان المصري رغم أهميته.

وأوضح أنه إذا ما جرى إنفاذ قانون المرور على المخالفين بصورة فورية فهذا من شأنه أن يمثل رادعا ومانعا لانتشار تلك الحوادث، مضيفا "لكن لا يوجد ضبط أو ربط للمارين داخل الطرق، كما أن السائقين لا يكترثون، بجانب تدني الوعي لأصحاب السيارات فيما يتصل بقواعد القيادة الصحيحة".

ولا تزال هناك مشاكل تتعلق بالفساد، فكثير من السائقين يشتكون من أن بعض رجال المرور يتعسفون أحيانا في توقيع مخالفات إذا لم يحصلوا على رشى مالية، بينما يمكن غض الطرف عن مخالفات أخرى مقابل الدفع.

ويمتد الفساد أيضا إلى عملية ترخيص السيارات، حيث تجري على طرق مصر سيارات يفترض عدم الترخيص لها لمخالفتها إجراءات الأمن والسلامة بشكل يضر البشر والبيئة على حد سواء.