نظرة جديدة للتدين

- ‎فيمقالات

إسلامنا الجميل الذي نزل من السماء على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أحدث ثورة شاملة في عقلية البشر! وببساطة أقول إن نبينا الكريم قدم نظرة جديدة للعلاقة بين الإنسان وربه.

وتفاصيل ذلك أن المتدين قبل الإسلام كان عليه اعتزال الدنيا إذا أراد التقرب الى الله! لا يمكن أن ينطلق في دنياه وينجح، وفي ذات الوقت يعبد ربه! كان عليه أن يختار بين الدارين! فإذا اتجه قلبه إلى آخرته، فمن واجبه تطليق دنياه في هذه الحالة! فلا يجوز له الزواج أو أن يعمل في “البزنس”!! فلم يكن العقل البشري يتصور أن من تطلع إلى ربه يجوز له أن يعاشر أمرأة ولو في الحلال! أو يكون صاحب مال بل عليه التخلص من ماله ليكون دليلا على حسن نيته ورفضه للدنيا.

وجاء إسلامنا الجميل ليقوم بتغيير كل هذه المفاهيم، فهو دين الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، والإنسان بطبعه يحب الدنيا والآخرة معا، فجاء الإسلام وسمح له بهذا الحب ما دام يتم في توازن، ودون أن يطغى أحدهما على الآخر. وهكذا تغير مفهوم الزهد في الدنيا والابتعاد عنها.

فجاء ديننا لتصحيح هذا المعنى، فلا مانع أن تنجح فيها بل إن هذا واجبك حتى لا تتركها نهبا للمشركين والملحدين، وكل المطلوب منك ألا تشغلك عن آخرتك.
وترتب على ثورة التصحيح على الطريقة الإسلامية نتائج خطيرة جدا، فالعزوبية في إسلامنا الجميل مكروهة والعازب محل شك وريبة إذا فاتته سن الزواج دون سبب معقول!
فلم يعد الابتعاد عن النساء فضيلة، بل أمرا مكروها، وتغيرت النظرة إلى المال كذلك، فلم يعد وصمة عار لمن يحب ربه، بل نجد أن سبعة من المبشرين بالجنة من المليونيرات، لكنهم أنفقوا أموالهم في سبيل الله وخدمة الدعوة الإسلامية! فالمال في يديك حلال طالما جاء بطريق مشروع، واحترس فقط من الإسراف، فالمبذرون، كما يقول القرآن: إخوان الشياطين!
ولذلك أتعجب جدا من هؤلاء المتدينين المسلمين الذين يزهدون في الحياة ويريدون تطليقها بالطريقة التقليدية، أقول لهم: يا جماعة الدنيا تطورت منذ مجيء الإسلام، وعيب أن تكونوا “دقّة قديمة”.. أقبلوا على دنياكم بشرط ألا تلهيكم.