“نعم لتجمعات المصانع لا للمساجد”.. لماذا يحارب السيسي شعائر الإسلام بحجة “كورونا”؟

- ‎فيتقارير

مع دخول حظر التجمعات الذي قررته حكومة الانقلاب نحو شهر، اكتشف المسلمون أنهم أقلية لانقلاب يبدو أنه أسير بفاتورة ثقيلة لمن دعّموه في انقلابه من اليهود والنصارى، من أجل استمرار حربه في سيناء وقتل وتهجير أبنائها.

كما سمح الانقلاب لتواضروس بفتح بعض كنائسه وأديرته وتصوير تجمعات القداس بجمعة ختام الصوم 11 أبريل والصلاة في السبت الماضي، ووجود تجمع غير مسبوق في أحد الشعانين 12 أبريل، وتعمّد إظهاره على الهواء مباشرة، مقابل حظر المساجد وإغلاقها وحبس من يحاول التجمع للصلاة كما حدث مع مسلمي منطقة الرحاب.

وكانت وزارة الأوقاف قد قررت تعليق صلاة الجمع والجماعات وغلق المساجد وتعليق كافة الأمور والأنشطة الجماعية في رمضان، كما قررت حظر إقامة الموائد في محيط المساجد أو ملحقاتها وحظر أي عمليات إفطار جماعي بالوزارة أو هيئة الأوقاف أو المجموعة الوطنية التابعة للوزارة وجميع الجهات التابعة للوزارة؛ نظرًا لتصاعد انتشار فيروس “كورونا” عالميًّا، وكإجراء احترازي ضمن الإجراءات الوقائية التي تتخذها الدولة لمواجهة فيروس كورونا ومنه انتشاره.

معابد وكنائس وهدم مساجد

وتنسحب المفارقة على الموقف الحالي مما أنفقه السيسي من ملايين الدولارات على ترميم معابد اليهود في الإسكندرية، وقرارات متتالية للاعتراف بالمزيد من الكنائس، ضمن عنوان “توفيق أوضاع”.

ففي 2 أبريل، اعتمد المادة 8 من قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس الصادر بالقانون رقم 80 لسنة 2016، والتي أقرها برلمان العسكر، فوفّق أوضاع بعض الكنائس والمباني لعدد 74 كنيسة ومبنى، ليصبح عدد الكنائس والمباني التي تم توفيق أوضاعها 1568 كنيسة ومبنى تابعًا خلال 4 سنوات.

والمقابل كان غلق المساجد وهدم عشرات أخرى في مصر أغلبها أيضا في الإسكندرية، واعتبار المسجد غرضًا عسكريًا مطلوبًا استهدافه باعتباره بؤرة إرهابية.

وقرر وزير أوقاف الانقلاب في يوليو 2016 هدم 64 مسجدًا على مستوى الجمهورية، فيما طالب قبيل شهر رمضان الماضي بمنع الصلاة في قرابة 25 ألف مسجد وزاوية، فضلا عما تشهده شمال سيناء التي يجري فيها هدم بيوت الله بمعرفة الجيش بالقصف الجوي أو التفجير بدعوى محاربة الإرهاب.

ذريعة الأقباط

ورغم السخرية القائمة حاليا من استخدام أعياد الأقباط كذريعة لحادث تبادل إطلاق النار في منطقة الأميرية بالقاهرة من قبل حكومة وأنصار الانقلاب وأذرعه الإعلامية، إلا أنها كشفت عن دور بالتعمية تمارسه الكنيسة التي لم يعد لها أعياد قادمة.

يقول مصطفى بكري، نائب الانقلاب: “تحية إلى رجال الأمن المصري الذين يحاصرون الآن خلية إرهابية في منطقة الأميرية شرق القاهرة، بعد توصل الأمن الوطني إلى معلومات عن عزم هذه المجموعة توجيه ضرباتها إلى الإخوة الأقباط في أعيادهم”.

وفتح المسلمون مصر عام 640م، لكنهم ظلوا أقلية لأكثر من قرنين، ولم يصبحوا أغلبية إلا في عهد الدولة الطولونية (868م – 905م).

أستغفر الله…أستغفر الله….أستغفر الله أغلقت بيوتك يرب ومنع المصلين من دخولها وحيل الطواف ببيتك المحرميرب لا تؤاخذنا…

Posted by ‎رجاء خليل‎ on Sunday, March 15, 2020

ويرى مراقبون أن النظام العسكري من خلال تصدير صورة وجود فتنة طائفية بين أقلية مسيحية وأغلبية مسلمة، استطاع ضم الشريحة المسيحية كسند دائم له، تحت زعم أن النظام هو الوحيد الذي يحميهم من الأعداء المسلمين كما صورهم النظام، وهو ما كشف عنه حادث الأميرية، عصر أمس الثلاثاء، كما أنه ضمان لدعم الدول الأجنبية لتثبيت حكمه في مصر.

وعلق الخبير محمد حافظ، الأكاديمي المصري في جامعات ماليزيا، على تصريح أكرم بقطر، أن “الكنيسة المصرية بتهدم مصر مقابل شوية امتيازات مادية وبترسخ للطائفية”، مضيفا “أخشى أن تكون أفعال البابا ترسيخ لبحور دماء المصريين.. مستقبلا”، فقال: “موقف الكنيسة المصرية منذ بداية ثورة 25 يناير هو موقف يعتمد على الاستفادة من الانقسام العميق الحادث في الكتلة المسلمة من الشعب المصري. عسكر مصر هو الجزء السلطوي من الكتلة المسلمة، والذي يعمل بقوة ضد تحطيم الأغلبية الضعيفة من الكتلة المسلمة، فهو يقوم بما تتمنى تحقيقه لكنيسة المصرية من إضعاف الكتلة المسلمة المدنية، بحيث تفقد تلك الكتلة المدنية كامل قواها الاقتصادية والاجتماعية”.

وأضاف أن “إضعاف هذه الكتلة يجعلها تتساوى من حيث القوة مع الأقلية المسيحية العددية بمصر. بمعني أن تعادل (قوة أسرة مسيحية مصرية) أكثر من القوة الجمعية لقرابة (10 أسر مسلمة) وذلك على المستوى الاقتصادية والاجتماعي. أي يتحول المواطن المسلم المصري لمواطن درجة ثانية في بلد أسيادها هم العسكر والأقلية المسيحية.

وأوضح أنه “عندما تضعف الكتلة المسلمة المصرية ويقف على القمة الاقتصادية والاجتماعية قوتان فقط، هما العسكر والمسيحيون، سيكون من السهل جدا التخلص من العسكر تحت أي ضغط خارجي. لتصبح مصر ذات أغلبية مسلمة ضعيفة وأقلية مسيحية سيادية”.

وأشار إلى أن “البابا تواضروس مستعد أن يتحالف مع العسكر بشكل مؤقت حتى على حساب ثمن الضحايا المسحيين، طالما الهدف هو إضعاف الأغلبية المسلمة”.

حرب الثوابت

ورغم أن الحديث عن رموز الإسلام من أهل ديانة أخرى منطقة محظورة مليئة بالأشواك، إلا أن مفيد فوزى سبق وأساء إلى الشيخ الشعراوي وفرضية الحجاب، فيرى أن الأمر لم يقتصر على مفيد فوزي في ملف الشيخ الشعراوي إلى فريدة الشوباشي وشقيقها وزير الثقافة بعهد مبارك وابنة الفنان شريف منير.

رسالة الى كل من يهمة الامر اطالب بحماية حقوق الاقلية المسلمة فى مصر ..وعدم التعرض لرموزهم الدينية

Posted by ‎شباب سيس‎ on Monday, April 13, 2020

بل تعداه إلى إساءات من إسلام البحيري وإبراهيم عيسى وخالد منتصر للسنة، ولثوابت الإسلام وعلماء المسلمين، واختلاق آراء للنبي صلى الله عليه وسلم.

ودعا رئيس المجلس الأعلى للصحافة، كرم جبر، إلى منع ترديد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” في المدارس والاكتفاء بعبارة تحيا مصر بحجة منع التطرف، وقال “جبر”: “لا إله إلا الله تؤدي إلى زرع التطرف في نفوس الأطفال في المدارس”، ولا يزال مسئولا عما يكتب في الصحافة بشكل ما.