نكشف جريمة “ديسكفري” ودور حرامي الآثار لفتح مقبرة فرعونية على الهواء

- ‎فيتقارير

جريمة جديدة في حق مصر المنهوبة بعدما أسندت مخابرات العسكر لقناة “ديسكفري” الأمريكية المعنية بالاستكشافات والأبحاث العلمية والتي قامت بانفراد لفتح “مقبرة فرعونية” لم تفتح منذ 4 آلاف عام مقابل مبلغ مالي فلكي.

وكشف الباحث في مجال الآثار علاء الملواني عن الكارثة أن قناة ديسكفري أحضرت عرضًا لوزير الأثار الأسبق زاهي حواس، عن بث حصرى لقناتها لدخول مقبرة المنيا الفرعونية لفتحها على الهواء.

وأكد “الملواني” أن المقابل المادي جاء مذهلاً حيث قدر بنحو مليون دولار يقسم إلى جزأين 500 ألف دولار فى البداية وفي نهاية الشهر يتم دفع المبلغ المتبقى وذلك بمعرفة جهة سيادية ولم يتم التنويه عنه سوى بحصول مصر على 150 ألف دولار فقط!

وبثت قناة ديسكفري الأمريكية، أمس، افتتاح تابوت لكاهن مصرى كبير مدفون، على الهواء مباشرة من مدينة المنيا.

واكتشف علماء الآثار مؤخرًا شبكة من الأعمدة الرأسية في الموقع أدت إلى أنفاق ومقابر تحتوي على 40 مومياء “يُعتقد أنها جزء من النخبة النبيلة” وهي المرة الأولى التي تقوم ديسكفري الأمريكية ببث لحظات فتح مقبرة لمومياء مصرية”.

وبعد استكشاف المقابر الأخرى تم العثور على القطع الأثرية، مثل التماثيل والتمائم المستخدمة لتخزين الأعضاء، وغيرها من المومياوات بما في ذلك تلك التي تحللت في هيكل عظمي.

ويشتبه الباحثون في أن المقبرة تعود إلى أحد النبلاء من الفراعنة، وفقا لما ورد بموقع سويس راديو تي في، الذي أكد نقل مراسم فتح المقبرة الفرعونية على قناة ديسكفري.

 

فتش عن “زاهي”

من جانبه، قال وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، الذي تولى المهمة مع المستكشف الأمريكي جوش جيتس: “لا أصدق هذا.. هذا أمر لا يصدق”.

وقال متحدث باسم ديسكفري في وقت سابق “جيتس” إن المومياء كانت لكاهن كبير وهو «تحوت»، إله مصر القديم للحكمة والسحر، ويرجع تاريخ الأسرة الحاكمة السادسة والعشرين لمصر القديمة – آخر سلالة محلية حكمت حتى عام 525 قبل الميلاد.

وأحتوى أحد التوابيت على مومياء كاهن كبير محفوظة جيدا وملفوفة بالكتان ومزينة برسم ذهبي يصور الإلهة المصرية القديمة إيزيس.

كما فتح الفريق تابوتين آخرين، أحدهما يحتوي على مومياء لأنثى مزينة بالخرز الأزرق والآخر يحتوي على مومياء لأب في مقبرة عائلية.

 

جرائم أخرى

وفي 2012 وجهت نيابة الأموال العامة اتهامًا للدكتور زاهي حواس، وزير الدولة الأسبق لشئون الآثار، بإهدار المال العام  وتهريب آثار مصرية إلى أمريكا وأستراليا وتأجيرها للدول الغربية بالمخالفة للوائح والقوانين.

كان النائب العام السابق قد أحال بلاغ نور الدين عبد الصمد، مدير عام إدارة المواقع الأثرية، ضد حواس الذى يتهمه فيه بإهدار المال العام والتسبب في سرقة الآثار المصرية؛ حيث جاء بالبلاغ الذي اتهم حواس بالتعاقد مع الجمعية الجغرافية الأمريكية لإقامة معارض لآثار مصر النادرة بالمخالفة للمادة 10 من قانون حماية الآثار رقم 177 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2011 فى عدة مدن أمريكية وأسترالية.

وكشف مدير عام المواقع الأثرية السابق بوزارة الآثار، عن دور زاهي حواس في عدة جرائم أثرية سابقة، وذلك بعد اختفاء خريطة أثرية ترجع للدولة الفرعونية الحديثة.

وأضاف عبد الصمد أن الخريطة المهمة اختفت في ظروف غيرمعلومة على يد ما قال إنه “مافيا تهريب الآثار” التي كان يقودها كل من سوزان ثابت زوجة المخلوع مبارك ونجلها جمال وشقيقه علاء وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق.

وتابع عبد الصمد قائلا إن منفذ خطط سوزان وزكريا عزمي للاستيلاء على الآثار في تلك المناطق الحساسة هو زاهي حواس.

وواصل عبد الصمد موضحًا أنه في عهد حواس شهدت آثار الصعيد والبحرالأحمر اعتداءات منتظمة خصوصا في المناطق التى كانت آثارها تلاصق نطاقات تتوفر فيها ثروات طبيعية مثل الذهب والغاز الطبيعي والفوسفات ، حيث أن الاستيلاء على الكنوز الأثرية بتلك المناطق شديد السهولة لخضوعها من البداية لسيطرة الشركات أو الجهات التى تمارس الحفر والتنقيب وغياب أي ممثل للآثار مما يسهل الاستيلاء على مخزونها الأثري.

فضائح متكررة

وكشف السبق الذى أذاعتة “ديسكفرى” عن إنتهاك صارخ لآثار مصر القديمة والتي استولت عليها مخابرات وأذرع الانقلاب بمصر، حيث أكدت دكتورة مونيكا حنا، الناشطة في مجال الآثار، كارثة جديدة تسبب فيها انقلاب العسكر من خلال وزارة آثار الانقلاب التي قامت بإرسال “معرض آثار الإسكندرية الغارقة” لمتحف سانت لويس الأمريكي.

وقالت “حنا” في تصريحات صحفية إن هذا المتحف يعرض قطعة سرقت من مخازن وزارة الآثار قناع كا نفر نفر وقطع المجلس الأعلى للآثار علاقته بهم بسبب هذه السرقة، ولا زالت مصر تطالب المتحف باسترداد هذا القناع بالطرق القانونية.

116 دولارًا يوميًا

وزادت كوارث الانقلاب؛ حيث قالت الناشطة نفسها إن دولة الانقلاب سمحت بخروج 30% من القطع الأثرية الخاصة بكنوز الملك الصغير “توت عنج أمون” للخارج بمبلغ زهيد قوامه 116 دولارًا في اليوم ولمدة 5 سنوات وذلك قبل عام.

وقالت “حنا” في تصريحات لها: للأسف الشديد سافر معرض توت عنخ أمون، واخذ معاه ٣٠% من قطع توت عنخ أمون الذهبية وقطع كتيرة فريدة.

كما كشفت أن القيمة المادية للمعرض أقل كثيرا من سابقيها مثل معرض الآثار المصرية بأمريكا الذي انتهى عام ٢٠٠٩، والذي تضمن قيمة مادية أعلى من القيمة المعروضة حاليا للمعرض المزمع عقده، مقارنة بما قام به اللوفر مع أبوظبي بعرض بعض الآثار المصرية الأقل قيمة من توت عنخ أمون بمبلغ يوازي مليار و٣٠٠ مليون يورو طيلة ٣٠ عاما، بمعنى ٤٥ مليون يورو في العام، مما يجعلنا نتساءل عن القيمة المادية الأقل التي سوف تحصل عليه مصر في المعرض المزمع عقده.

سوابق النهب

يأتي ذلك في الوقت الذي صمت فيه العسكر عن تهريب 25 ألف قطعة أثرية أصلية لافتتاح متحف “لوفر أبوظبي”، خاصة بعد مرور 4 أعوام علي “شائعة” العسكر بتأجير أهرامات الجيزة لقطر برعاية الرئيس الشرعي محمد مرسي، هذه المرة ليست شائعة وإنما حقيقة! وليست من قطر وإنما من الإمارات.

جدير بالذكر أن متحف سانت لويس للفن بمدينة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، قد عقد مؤخرا مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن افتتاح المعرض المؤقت للآثار الغارقة والذي يستمر حتى سبتمبر ٢٠١٨، بحضور وزير آثار الانقلاب د. خالد العناني، والوفد المرافق له.

ويشهد المعرض، عرض ٢٩٣ قطعة أثرية كان قد تم انتشالها من مدينتي هيراكليون وكانوبيس بالميناء الشرقي لمدينة الإسكندرية وأبي قير، تضم تماثيل ضخمة للآلهة “إيزيس” و”سيرابيس”، وتماثيل لأبي الهول.