هل اقترب وضع الإمام البخاري على قوائم الإرهاب؟.. أجب يا شيخ الأزهر

- ‎فيتقارير

ما زالت عصابة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تواصل الهجوم على الإسلام، فتطعن أذرعه في السنة النبوية وتشكك في فكر الأئمة، وتسفّه من العلامة الإمام البخاري، وسط دعم وتشجيع العديد من الجهات والهيئات المختصة بعد صمت الأزهر، وصمت حزب النور المتواطئ، وصمت الدعاة الأمنجيين من عينة محمد حسان ومحمد حسين يعقوب.

الطعنة الجديدة جاءت من المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار أحمد أبو العزم، رئيس مجلس الدولة، بقبول الطعن المقام من شخص يدعى “أحمد عبده ماهر” على صحيح البخاري، وإعادته إلى محكمة القضاء الإداري لنظرها بهيئة مغايرة لإلغاء حكم القضاء الإداري برفض دعواه المطالبة بإلزام شيخ الأزهر بتنقية وتنقيح كتاب صحيح البخاري من الأحاديث المدسوسة، على حد وصفه.

الغريب أن السفيه السيسي يوشك أن يضع الإمام البخاري على قوائم الإرهاب، ولو فعل ذلك ما وجد أي اعتراض من شيخ الأزهر ولا كائنات حزب النور التي تشبه الأميبا وتتكاثر في الفساد، تلك الكائنات التي باتت خرساء وكانت تفتري على الرئيس مرسي، الذي رفع لواء حماية الشريعة والدين.

يقول الكاتب الصحفي جمال سلطان: “الملفت الآن أن صفحات أنصار السيسي في تويتر والفيس مشغولة من أسبوعين بسب الصحابة وشتيمة البخاري ومسلم والسخرية من الشريعة.. إيه الحكاية؟!”. وكانت قيادات حزب النور تردد في الإعلام أن الرئيس مرسي لم يحقق ما تم الاتفاق عليه من إقامة الشريعة وتغيير ما يخالفها، فهل من الشريعة الآن أن يهاجم صحيح البخاري بما فيه من أحاديث صحيحة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل يعتبر صمت برهامي وعصابة الحزب موافقة ضمنية على هذا الإثم العظيم؟

دمروا البخاري

وفضحت الاتصالات التي كانت تتم تمهيدًا للانقلاب بين برهامي كنائب لرئيس الدعوة السلفية، وصديقه قائد الانقلاب السيسي، كما كان يناديه باسمه “يا سيسي”، صرح بذلك أحمد الشريف، عضو الهيئة العليا للحزب، في أحد تسجيلاته المشهورة، قد أوهمته بأن فرصته الحقيقية لتصدر المشهد قد جاءت، وأن المخابرات العسكرية التي تتحكم في البلاد منذ ثورة 25 يناير، شريك للحكم كما حدث لآل سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالمملكة العربية السعودية.

ويبدو أن القضاء يواصل الحملة التي بدأها الصحفي الماركسي أبو حمالات “إبراهيم عيسى” على كتاب “صحيح البخاري”، والطعن في حجيته كأصح كتاب بعد القرآن، وذلك في مقالات سابقة، سمح لها العسكر أن تنشر في جريدة “المقال”، بعنوان: “السيدة عائشة قالت: “لا”.. كيف علمتنا السيدة عائشة أن نغلط في البخاري ونحن مطمئنون؟”.

ويؤكد مراقبون أن مما يشجع أذرع السفيه السيسي- سواء الكتاب أو القضاء على ممارسة هرطقاتهم بخصوص صحيح البخاري- ما دعا إليه السفيه السيسي مما وصفه بثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون، وباتت مصدر قلق للعالم كله، على حد قوله.

وأشاروا إلى صمت علماء الأزهر والأوقاف والأمة تجاه هجوم عصابة السيسي المتواصل على صحيحي البخاري ومسلم، فضلا عن حزب النور الذي يقوده الأمنجي برهامي الذي يتعامى عن هذا الهجوم، كأنه غير موجود، برغم ما له من خطر على الأمة، وتشكيك في ثوابتها، وإثارة للبلبلة بين عوام المسلمين، ونثر الشبهات بينهم.

و”أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري” هو أحد كبار الحفاظ والفقهاء، ومن أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل، وله مصنفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح.

يقول الدكتور محمد الباز، أستاذ مصطلح الحديث وعلومه: “ليس الأمر دكتور أو بروفيسور ولكنه أمر دين. من المعلوم من الدين بالضرورة أن كل أحاديث البخاري صحيحة، وطلب السيسي حذف- حذفه الله في النار- أحاديث البخاري المدسوسة، سبقه تغيير الإسلام ليتماشى مع طلب أسياده من الصهاينة والصليبيين. وكلامك عن من لا يرى كتابة الأحاديث معروف ولا علاقة لنا به”.

وسخر الدكتور محمد عبد المقصود، قائلاً: “كيف يخرج السيسي في احتفاله بذكرى مولد النبي الشريف؛ ليطالب بالتمرد على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؟!”، وأضاف أن مثل هذه التصريحات هي “كفر بواح”، وتحمل افتراء على المسلمين بالكذب، ووجه رسالة إلى مشايخ وعلماء الأزهر، متسائلاً: ”ماذا أنتم فاعلون؟!”

البخاري والثورة!

يقول الناشط محمد أبو محمود: “محاربة الإسلام وأهله ماضية في مصر السيسي على قدم وساق، تارة يريد أن يلعب في أحكام الطلاق وتارة ممنوع إطلاق لفظ الكفر لأي سبب من الأسباب، والآن اللعب في صحيح البخاري، أين أنتم يا حزب الزور؟”

وسخرت قناة فضائية مسيحية مدعومة من البابا تواضروس، من خطاب سابق للسفيه السيسي، يدعو فيه المصريين للثورة على القرآن وأحاديث السنة النبوية الثابتة الصحيحة، مشيرة إلى أن دعوة السفيه السيسي تحريف في السنة والسيرة الإسلامية من أجل تجميل صورة الإسلام.

وأشارت إلى أن المنتظر من السفيه السيسي في الفترة المقبلة الاتجاه إلى “تنقيح القرآن” من الآيات –الصادمة- التي تحرض على القتل والتكفير، متسائلة: “ما موقف الأزهر وشيخه من تصريحات السيسي؟”، واستقت القناة المتطرفة من خطاب السفيه السيسي لتطعن في الدين الإسلامي، قائلة: “زي ما قال السيسي طول ما أنت فيه مش هتشوف كويس”، مستطردة: “فعلا الإسلام به الكثير من النصوص المقدسة الصادمة والمتطرفة”، على حد زعمها.

واتفق علماء الأمة- قديما وحديثا- على أن كتابي البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل، وأن الأحاديث المسندة المتصلة المذكورة فيهما أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذروا من أن التشكيك في البخاري أو مسلم هو تشكيك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كلها، كي لا يتبقى للمسلمين منها شيء.

ولا أحد يتعلم من التاريخ، حتى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي لعب عن طيب خاطر دور الثور الأسود في الحكاية الشهيرة التي تُروى لأطفال الحضانة، عن الخيانة وقبحها وقبح مرتكبها والثمن الذي سيدفعه في النهاية، وتذكر الطيب وقوفه سابقا مع نظام المخلوع مبارك عضوا في لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل، ثم مناهضته للثورة في بدايتها ومناهضته لحكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد.

ثم وقوفه خلف انقلاب السفيه السيسي في 3 يوليو 2013، واليوم ربما وقف في شرفة مشيخة الأزهر التي أعلن العسكر سقوطها في مشهد درامي يشبه إعلان أتاتورك سقوط الخلافة العثمانية التي امتدت عدة قرون، ويردد “الطيب” بحسرة المقولة الشهيرة: “أكلت يوم أكل العسكر الثورة”!.