هل تنتهي دعاوى الليبيين ضد حفتر و”بن زايد” بالمثول أمام “لاهاي”؟

- ‎فيتقارير

ليبيا واحدة من الدول التي تضررت بسبب الجرائم الإماراتية، حيث شهد التدخلُ الإماراتي في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي، في فبراير 2011، تصاعدًا مطردًا، خاصة بعد ظهور اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الساحة، في مايو 2014.

وأسهمت الإمارات في تفكيك ليبيا سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وسط صمت دولي على ذلك التدخل الذي وصل إلى استخدام ما تملك من قوة عسكرية لاستهداف المصالح المدنية في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًّا.

بدأ أهالي ضحايا ليبيين رفع دعاوى قضائية ضد اللواء المتمرد خليفة حفتر والإمارات التي تدعمه عسكريا؛ وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان، ومطالبتهم بتعويض مالي تصل قيمته إلى مليار دولار أمريكي.

جرائم الحرب

ووكّل الأهالي، وهم 6 عائلات، مكتب المحاماة “Transnational Business Attorneys Group”  لتولي مهمة رفع الدعاوى أمام محكمة المقاطعة في واشنطن، وأكد مكتب المحاماة في بيان له، أن المدَّعين يسلطون الضوء على الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وعمليات القتل والتعذيب التي تورط فيها المتهمون.

ولفت البيان إلى أن الأسر الليبية رفعت دعوى قضائية ضد الإمارات لدعمها حفتر بالمال والسلاح، واعتبرتها شريكة في جرائم الحرب المرتكبة في ليبيا.

وقال البيان: “حفتر شجع وشارك في الجرائم وبالتحديد في التعذيب، وهو ما يشكِّل جرائم حرب، وهذا السلوك اللاإنساني يعد انتهاكا لاتفاقية جنيف الرابعة وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ودساتير الولايات المتحدة”.

وأواخر الشهر الماضي، كشفت صحيفة “إنتلجنس أونلاين”، المعنية بشئون الاستخبارات، عن أن حجم المعدات العسكرية التي زوَّد بها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الجنرال حفتر، بلغت 3 آلاف طن خلال 14 يوما.

في أواخر سبتمبر الماضي، ندّد رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، من على منبر الأمم المتحدة “بتدخّل” دول أجنبية في ليبيا، متهمًا خصمه اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأنّه “مجرم متعطّش للدماء”.

وقال السراج، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “من المؤسف أنّ دولا أخرى تواصل التدخّل في شئون ليبيا”، مسميًا كلا من الإمارات العربية المتحدة وفرنسا ومصر.

عناصر مرتزقة

ومنذ ذلك التاريخ تم رصد كثير من التعزيزات الإماراتية جوا وبرا على الحدود المصرية، في حين تشير وسائل إعلام دولية إلى احتمال أن تكون طائرات الشحن الإماراتية محمَّلة بتعزيزات عسكرية، وعناصر مرتزقة دعما لقوات حفتر.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوما للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة الشرعية؛ أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.

ويتكرر قصف العاصمة طرابلس ومطارها الرئيس “معيتيقة” رغم موافقة حفتر على وقف لإطلاق نار، بمبادرة تركية روسية.

كما يمثل هجوم حفتر المتواصل على طرابلس تحديا لمؤتمر دولي استضافته برلين، في 19 يناير الماضي، بمشاركة دولية، شدد على أن من الضروري التزام وقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي لمعالجة النزاع.

البعثة الأممية للدعم في ليبيا دعت، في السادس من أكتوبر 2019، إلى الوقف الفوري للهجمات التي تستهدف مطار مصراتة الدولي، عقب يوم من اتهام الحكومة الليبية الإمارات بقصف المطار.

وفي بيان نشرته البعثة عبر “تويتر”، أكدت أن الهجمات على المنشآت والبنى التحتية المدنية في البلاد “تشكل انتهاكا صارخاً للقانون الإنساني الدولي”.

وأضافت: “تدعو البعثة إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات التي لا معنى لها، وخاصة ضد مطار مصراتة المدني الوحيد المتبقي في غرب ليبيا، والذي يستخدمه الملايين من الليبيين”.