هل غضب “الأسياد” على مرتضى منصور بعد تسريبات مكالمات سب رجال دولة الانقلاب

- ‎فيتقارير

بلا مقدمات طالعتنا منصات التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو لرئيس نادى الزمالك المقرب من نظام الانقلاب العسكري بمصر، وهو يتبرأ من رسائل السب والقذف التى يتم إرسالها لبعض الأشخاص المرموقين من هاتفه المحمول، مؤكدًا أن هناك عصابة تقوم بانتحال صفته عن طريق استخدام رقم هاتفه.

وقال مرتضى منصور، بحسب مقطع الفيديو: “فوجئت باستخدام برنامج يوجهون من خلاله الشتائم لكل البلد، وتم إرسال رسائل سب وقذف لفرج عامر وخالد الغندور ومكرم محمد أحمد وغيرهم، على أساس أنها مرسلة من تليفوني المحمول”.

وزعم مرتضى منصور أن “العصابة الإجرامية مكونة من ممدوح عباس وهاني العتال وأحمد سليمان وآخرين، وتقدمت ببلاغ للنائب العام، وطالبت كل شخص وصلته رسالة تهديد أو سب وقذف منسوبة لتليفوني أن يتقدم ببلاغ، هناك أجهزة في البلد محترمة سواء المخابرات أو أمن الدولة قادرة على القبض عليهم؛ لأن ما يفعلونه فتنة في البلد”.

سيديهات “أحمد سليمان”

المتتبع لحالة مرتضى منصور يدرك أنه دائم التلويح بوجود مقاطع صوتية وسيديهات لخصومه، يقوم بإخراجها فى الوقت الذى يريده لتهديدهم أو إبعادهم عن طريقه كما يقول.

من بينها ما تم تداوله قبل أشهر عبر الإنترنت، عن مقاطع فيديو عرضها خلال أحداث الجمعية العمومية الأخيرة للنادي. وبحسب التسريبات الخاصة بالمكالمات، كانت المكالمة الأولى عبارة عن اتصال هاتفي بين “أحمد سليمان”، المرشح السابق لرئاسة نادي الزمالك، مع شخص يدعى هشام الحمادي؛ بهدف كشف ما أطلق عليه كيفية التخطيط لحبس موظفي الزمالك.

وتم التطرق في المكالمة للتحريات والمحضر الخاص بقضية الموظفين الإداريين لنادى الزمالك، التى تعرضوا خلالها للحبس لفترة، وتم التأكيد من قبل مرتضی منصور أن التحريات بعد ذلك جاءت كما قال هشام حمادي لأحمد سليمان في المكالمة.

إبعاد النظر

المحلل الرياضي هشام مصطفى قال: “دائما يلجأ مرتضى منصور لنوع من تلك الأمور؛ حتى يُبعد العين عنه خلال فترات الضغط عليه”.

وأضاف مصطفى أن “الصفقات التى حدثت الأيام الماضية باستقطاب 11 لاعبًا وتسريح أكثر من 12 لاعبًا جعل الضغط عليه كثيرا، بالإضافة إلى إنفاق ملايين الدولارات على 3 لاعبين فقط، وسط حالة احتقان من الجماهير على ضياع الدوري لغريمه التقليدي النادي الأهلي.

وجاءت المكالمة الثانية لأحمد سليمان أيضا مع مصطفى عبد الخالق، عضو مجلس الزمالك السابق، تم التطرق خلالها لما أطلق عليه مرتضى منصور مؤامرة ضد النادي الأبيض.

هل وقع “ضاضا” فى الحفرة؟

فى حين كتب الناشط عمار عبد الفتاح قائلا: “شبورة الأفلام الرخيصة التى نفذتها أذرع مرتضى منصور على الهواء وإحداث بلبلة، فى الوقت الذى كان عشرات المصريين يقتلون فى حادث “معهد الأورام” تدل على أننا فى شبه دولة صحيح.”

وأضاف: “لا أتعجب من مثل تلك المكالمات التى درات والتي أظنها صحيحة، وقد يتدخل بها جهاز المخابرات الحربى والعام، من أجل طرح تساؤلات فى الوقت يتم تمرير كوارث جديدة على المصريين”.

بينما علقت مها خميس، عضو الجمعية العمومية لنادى الزمالك، قائلة: “الآن يخطط مرتضى منصور لكارثة أو جريمة أخرى تعادل التجسس قد تنسف نادى الزمالك كله الأيام القادمة”. ثم أردفت ساخرة: “هل وقع مرتضى فى “الحفرة” التى كان ينصبها لأعدائه كما كان يقول، أم أن “الأسياد” غضبوا عليه وقرروا الإطاحة به.. الأيام ستبين ذلك”.

“سيسي الزمالك”

طوال الست سنوات الماضية عقب الانقلاب العسكري فى 2013، دخل مرتضى منصور في سلسلة من الاتهامات بالتزوير وغسيل الأموال وتجارة العملة فى السوق السوداء، بالإضافة إلى الطلبات المقدمة ضده برفع الحصانة عنه باعتباره نائبًا في البرلمان؛ من أجل التحقيق معه فيما يقرب من 100 بلاغ تتهمه بالسب والقذف بحق شخصيات سياسية ورياضية.

ورغم ذلك لم يستطع أحد إحكام قبضته عليه أو إخراج مستندات ترغمه على الاستقالة من الزمالك، الأمر الذى شكك فيه النقاد بأن مرتضى ”مسنود”.

وقبل أشهر من انتخابات الزمالك، قال مرتضى منصور: إنه سيقوم بالترشح لانتخابات رئيس مصر، بعد أن زعم أن أعضاء نادي الزمالك يشبهونه بعبد الفتاح السيسي في إدارته للنادي.

وأضاف “أنا عن نفسي في حالة ترشح أي شخص أمام السيسي سيكون صوتي للسيسي، لكن عندما أكون أنا المنافس بالتأكيد صوتي سوف يكون لنفسي”.

قرارات ضد الحريات

ولم يكن إعلان منصور عن أول قراراته التي سيتخذها في حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، منها غلق مواقع التواصل الاجتماعي، والقبض على الإعلاميين المعارضين للسيسي، إلا أن المسرحية تم كشفها بأنه مجرد واجهة للتنفيس فقط، وهو ما أكدته صورة للسيسي وقد توسط كلا من أحمد شوبير ومرتضى منصور، قام خلالها السيسي بعقد صلح بين “شوبير” و”منصور” وذلك عام 2014.

ملف مرتضى

كانت مكافأة السيسى لمرتضى تولي الأخير ملف الجماهير، حيث شهدت السنوات الماضية حالة ”كُره” بينه وبين مجموعات الأولتراس الخمس الشهيرة ”الزمالك والأهلي والإسماعيلي والاتحاد السكندري والمصرى البورسعيدي”، نجح خلالها فى فض وإلغاء ووقف تلك الروابط مقابل عودة الجماهير للملاعب.

الأزمة الوحيدة بينه وبين مجموعات الأولتراس، أن الأخيرة دخلت فى صدام شديد مع سلطة الانقلاب بعد المجازر التى شهدتها مصر فى استاد المصري البورسعيدى، والتى راح ضحيتها 74 مشجعًا أهلاويًّا، ومجزرة الدفاع الجوي التى تسببت فى وفاة أكثر من 23 مشجعًا زملكاويًّا، بالإضافة إلى اعتقال العشرات منهم حتى الآن، وأبرزهم سيد مشاغب.