هل كان دعم الرئيس مرسي لغزة والثورة السورية وراء الانقلاب عليه؟

- ‎فيتقارير

إن اهتمام الرئيس الشهيد محمد مرسي بقضايا الأمة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، لم يكن وليد الصدفة بل كان جزءا مهما جدا من تاريخ وجهاد جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها حتى الآن، وهو جزء ظاهر وراسخ من الفكر الذي قامت عليه ثورة 25 يناير التي كانت معظم كياناتها وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين مساندة وداعمة للقضية الفلسطينية.

وقد تناول الرئيس الشهيد محمد مرسي قضية فلسطين، وبرز ذلك بشكل واسع عندما تعرضت غزة لعدوان الصهاينة، وعندما قال تصريحه الشهير “لن نترك غزة وحدها ومصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس”.

ولم يكتف الرئيس مرسي بالتصريحات كما يفعل عدد كبير من زعماء الدول العربية، بل تحرك على الأرض وأرسل رئيس وزرائه الدكتور هشام قنديل على رأس وفد رفيع المستوى، ضم عددا من الوزراء والقيادات المصرية الدبلوماسية لمساندة قطاع غزة.

وعقب انتهاء العدوان الصهيوني على غزة، أمر الرئيس مرسي بفتح معبر رفح البري الذي يربط القطاع بمصر على مدار الساعة، وسمح في سابقة لمئات من المتضامنين العرب والأجانب والقوافل الإنسانية والطبية بالدخول إلى قطاع غزة .

كما كان للرئيس مرسي موقف قوي ومساند للثورة الثورية، ولقبه الثوار في سوريا بنصير الثورة السورية، ودافع الرئيس مرسي بضراوة شديدة عن الشعب السوري في كل المحافل الدولية، وكانت سوريا حاضرة في كلماته خلال اجتماع الامم المتحدة وفي الجامعة العربية، كما عامل السوريين في مصر مثل المصريين في كل الحقوق، وقطع العلاقات مع النظام السوري بسبب إجرامه بحق الشعب السوري، ورفض فرض تأشيرة على السوريين لدخول مصر.

وكانت أول زيارة خارجية للرئيس الشهيد محمد مرسي للسعودية بدعوة من الملك الراحل عبد الله، بعد خلاف دبلوماسي وتوتر في العلاقة بين البلدين بسبب قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي، كما كانت الزيارة بهدف زيادة الاستثمارات السعودية في مصر ومنح مزيد من الفرص للعمالة المصرية، وحل مجموعة من المشكلات الخاصة بالتبادل التجاري والاستثماري.

وكان خلاصة عام من حكم الرئيس الشهيد محمد مرسي هو الدعم الواضح والصريح والمساند لكل القضايا العربية والإسلامية .

محمد مشينش، رئيس مؤتمر فلسطيني تركيا، قال إن الفلسطينيين لا يزالون يذكرون تلك الكلمات الخالدة للرئيس الشهيد محمد مرسي “قلوبنا جميعا تتوق إلى بيت المقدس، يا أهل غزة أنتم منا ونحن منكم”، وهي كلمات كانت تمثل موقف خلده التاريخ للرئيس مرسي ودفع في سبيله ثمنا باهظا من سنين عمره، حتى انتهت به رحلته شهيدا صامدا بعد أن عاش بكيانه كله مدافعا عن فلسطين وقضيتها وداعما لمقاومة الاحتلال.

وأضاف، في مداخلة عبر سكايب لبرنامج “صالون وطن” على قناة “وطن”، أن الفلسطينيين أيضا لا ينسون موقفه في مارس عام 2012 عندما استقبل الوفد الفلسطيني وأخبرهم بأن القضية الفلسطينية تستقر في عقل ووجدان كل مصري، وأن فلسطين ليست فقط تاريخا وعقيدة وجزءا أصيلا من تكويننا، ولكنها تعد حجر الزاوية للأمن القومي المصري، وإن الوقت قد حان لتقديم دعم أكبر ومساندة حقيقية يشعر بها الفلسطينيون.

محمد مشينش: كيف للفلسطينيين أن ينسوا #الرئيس_الشهيد #محمد_مرسى، الذى كان عام حكمه غوث لهم وراحة، واستطاع كسر الحصار والعدوان على غزة

محمد مشينش: كيف للفلسطينيين أن ينسوا #الرئيس_الشهيد #محمد_مرسى، الذى كان عام حكمه غوث لهم وراحة، واستطاع كسر الحصار والعدوان على غزة #صالون_وطنلمشاهدة الحقة كاملة https://youtu.be/kv0GRYfpra4

Posted by ‎تلفزيون وطن – Watan TV‎ on Saturday, June 27, 2020

بدوره قال الدكتور ملهم الدروبي الأكاديمي والسياسي السوري: إن الرئيس الشهيد محمد مرسي كان نصير الثورة السورية واليوم هو شهيدها، مضيفا أن مصر في عهده استقبلت أبناء الشعب السوري وعاملتهم بعدل وإحسان وعاملهم معاملة المصريين واستقبلهم في المدارس والمستشفيات وفتح لرجال الأعمال أبواب مصر للتجارة والصناعة وغيرها.

وأضاف الدروبي أن رفع الرئيس مرسي علم مصر بيده اليمنى، وعلم سوريا بيده اليسرى خلال مؤتمر دعم الثورة السورية الذي عقد باستاد القاهرة كان رسالة رمزية لوحدة الشعبين السوري والمصري ووحدة الثورتين المصرية والسورية، وهذه الرسالة أرعبت الأعداء وعلموا أن هذا الرئيس خطر داهم عليهم فتآمروا بليل حتى يسقطوه من رئاسة مصر، وإجهاض الثورة السورية، كما كانت سببا في محاولة انقلابية أخرى في تركيا .

وأوضح أن هناك من يرى أن ثورات الربيع العربي خطر داهم عليهم وعلى عروشهم، والمحرك الرئيس لهذه الأفكار الشيطانية كان يأتي من تل أبيب لأنهم كانوا يرون في هذا الربيع العربي بدرا سنيا خطرا عليهم، فقد انتصرت الثورة في تونس وليبيا ومصر وبدأت الثورة السورية تأخذ بعض الأبعاد والمؤشرات على انتصارها، فخشوا من بدر سني يواجه الهلال الشيعي، فأوحوا إلى أذنابهم أن الخطر عليهم ليس من إيران أو تل أبيب بل من الإخوان، فبدأت الثورة المضادة تحشد أسلحتها في تونس ونجحوا في مصر وأثاروا حربا أهلية في اليمن وما زالوا يحاولون في ليبيا.

وأشار إلى أن الرئيس مرسي كان رمزا ليس فقط للمصريين أو العرب، بل هو رمز للحرية في كل أنحاء العالم، ووجه رسالة إلى كل مدعي الديمقراطية في العالم قائلا: “أين أنتم من كل هذه الانقلابات الخسيسة على الديمقراطيات الحقيقية النزيهة في مصر وغيرها؟”.

من جانبه قال المهندس مدحت الحداد، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، إن الرئيس محمد مرسي خلال فترة حكمه البسيطة التي لا تتجاوز 12 شهرا، ضرب أروع الأمثلة في كيفية التقارب وتوحيد شعوب الأمة العربية والإسلامية حتى كدنا أن نقول إنه لو استمر حكمه لفترته الأولى لكان سببا في سقوط مؤامرة سايكس بيكو، ولتمكن من كسر هذه الحدود المصطنعة بين الدول العربية.

وأضاف الحداد أن أول رحلة خارجية للرئيس مرسي كانت إلى السعودية وكان لها مغزاها، مضيفا أن استقبال حكام السعودية للرئيس مرسي كان على أعلى مستوى من الترحيب، وعندما أخبر الرئيس مرسي الملك عبد الله بأن مصر لها طلبات عن السعودية قال الملك للأمير سلمان وكان حينها وليا للعهد: كل طلبات الرئيس مرسي تنفذ دون أن يعرف ما هي هذه الطلبات.

وأوضح الحداد أن الرئيس مرسي صلى الفجر في المسجد الحرام، ولم يكن إمام الحرم سعود الشريم يعرف أن الرئيس مرسي من بين المصلين، وكان المصور وحده الذي يعلم وعندما قرأ الشريم قول الله عز وجل “وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال”، فبكى الرئيس محمد مرسي .

وأشار إلى أن هذا الموقف أثار إعجاب النشطاء في دول الخليج عندما رأوا رئيس مصر يصلي الفجر جماعة خلف الإمام في الحرم دون حراسة ظاهرة، ما جعل الثورات المضاد تستغل هذا الموقف في إخافة حكام دول الخليج من الديمقراطية القادمة إلى بلادهم فانقلبوا عليها.

وتابع الحداد: “لو فهم هؤلاء الحكام أن الرئيس مرسي لم يكن يستهدفهم على الإطلاق وكان صديقا لهم جميعا، وكان يأمل في جمع حكام الخليج جميعا لينهض بهذه المنطقة بالإضافة إلى كل الدول العربية، مضيفا أنه اتفق مع المسؤولين في العراق على بناء أول معمل تكرير كامل لجميع منتجات البترول القادم من العراق في سيناء، كما اتفق مع المسؤولين في ليبيا على إنشاء أول مصنع لتكرير البترول على الحدود الغربية بين مصر وليبيا”.

واستطرد:” عندما ذهب الرئيس مرسي إلى الأمم المتحدة وألقى كلمته جلس في قاعة جانبية مخصصة لكل رئيس يستقبل فيها ضيوفه، فوجئ مدير القاعة بعدد كبير من الوفود المشاركة في الاجتماع تأتي للترحيب بالرئيس مرسي والحفاوة به، وظل الرئيس مرسي واقفا طوال 40 دقيقة لاستقبال هذه الوفود”.