وقف إطلاق النار والإعلان عن مؤتمر برلين.. هل نجح الدور التركي في ليبيا؟

- ‎فيتقارير

في تأكيد على نجاح السياسات التركية في دفع المجتمع الدولي للضغط على ميليشيات الجنرال خليفة حفتر وداعميه في مصر والسعودية والإمارات للدخول في تسوية سياسية للأزمة، أعلنت ميليشيات حفتر عن وقف إطلاق النار، بدءًا من صباح اليوم الأحد؛ وهو ما يأتي التزاما بالمبادرة  التركية الروسية التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي، ومؤشرًا آخر على نجاح  الدور التركي؛ حيث أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تنظيم مؤتمر برلين لتسوية الأزمة، وذلك خلال لقائها بالرئيس الروسي فلاديمبر بوتين بالعاصمة موسكو، أمس السبت، وأنها بصدد تحديد الموعد وإرسال دعوات للأطراف المشاركة.

وكانت ميليشيا حفتر أعلنت عن وقف إطلاق النار في جميع محاور المنطقة الغربية بليبيا، وعلى رأسها العاصمة طرابلس ومحيطها، اعتبارًا من اليوم الأحد 12 يناير 2020. وقالت ميليشيات حفتر، في بيان لها: إنها "ستواجه بكل حسم أي خرق من الجانب الآخر"، قاصدة بذلك قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًّا والمدعومة مباشرة من تركيا.

وتأتي الاستجابة لمبادرة وقف إطلاق النار بعد ساعات من إدلاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو، بشأن العمل المشترك للتوصل إلى اتفاق سياسي في ليبيا، والتأكيد على دعوة وقف إطلاق النار التي أطلقها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي، وكان حفتر قد أعلن سلفًا عدم قبوله وقف إطلاق النار، ثم التقى عددًا من المسئولين الأمريكيين في العاصمة الإيطالية روما.

وتتجه الأطراف الرئيسية للصراع حول ليبيا إلى عقد مؤتمر أو أكثر لإحياء العملية السياسية، بعد فشل حفتر في اقتحام طرابلس لمدة 9 شهور تقريبًا.

"السراج": سنمنع عسكرة الدولة

من جانبه، رحب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، بالمبادرة الروسية التركية لوقف إطلاق النار في ليبيا، شرط انسحاب القوات المعتدية التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، مؤكدًا كذلك التمسك بعقد مؤتمر وطني جامع يفضي إلى انتخابات كحلّ للأزمة في بلاده.

وجاءت تصريحات السراج، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، في العاصمة الإيطالية روما، وفق بيان صدر عن مكتبه الإعلامي.

وقال السراج، وفقًا لـ"الأناضول": "نرحب بالمبادرة الروسية التركية وكل المبادرات التي تهدف إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، شرط أن تتسق مع سحب قوات المعتدي"، قبل أن يضيف: "سنبذل كل جهد لمنع العودة إلى عسكرة الدولة ومن أجل ترسيخ مدنية الدولة". وتابع قائلاً: "نحن نمارس حقنا المشروع في الدفاع عن أهلنا وعاصمتنا، وصد العدوان ودحره مسألة وقت".

وشدد: "ما زلنا نطالب بمؤتمر وطني جامع يضم جميع الأطراف ويفضي إلى انتخابات"، لكنه أشار إلى أن حكومته "لم تعد تثق بحفتر بعد تجربتنا السياسية معه".

وأعرب عن "تفهم رغبة الدول في تحقيق مصالحها بليبيا، لكن ذلك لا يعني أن تتحقق مصالحهم على حساب دماء الليبيين. هناك طرق مشروعة لتحقيق ذلك". واستغرب "الصمت الدولي إزاء جرائم العدوان المتمثل في قتل المدنيين وقصف المنازل والمرافق العامة".

ميركل تعلن عن مؤتمر برلين

في السياق، بحث الرئيس التركي السبت مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الوضع في ليبيا، وذكرت مصادر في الرئاسة التركية أن أردوغان وبوتين بحثا خلال المكالمة الهاتفية القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في ليبيا.

وأعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس السبت، أن بلادها ستستضيف قريبا قمة سلام حول ليبيا، معربة عن أملها بأن تنجح الجهود التركية الروسية للسلام في ليبيا، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة زيارة رسمية تجريها إلى موسكو.

وخلال المؤتمر الصحفي، أعربت ميركل عن أملها "في نجاح الجهود المشتركة لروسيا وتركيا"، مضيفة "وسنرسل قريبًا دعوات لمؤتمر في برلين".

وتعد ألمانيا مؤتمر ليبيا، ولديها قناعة بأنه لا يمكن أن يحقق النجاح إلا إذا التزمت دول مثل روسيا وتركيا بتوصياته، لأن روسيا تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحاول الاستيلاء على العاصمة الليبية، فيما تدعم تركيا رئيس الوزراء فايز السراج، المعترف به دولياً، ومن دون أن تغفل عين بوتين عن أنقرة، وهي أكثر أهمية بالنسبة له من سورية وليبيا، لأن تركيا تسيطر على الممر البحري إلى البحر الأسود.