«وليد السنوسي».. مكتشف علاج كورونا الذي ينتظره العالم معتقل عند السيسي!

- ‎فيتقارير

منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013 يقبع آلاف المعتقلين في سجون العسكر، في أوضاع تصفها المنظمات الحقوقية بـ”الصعبة للغاية وغير الإنسانية”، وهو ما أدى إلى وفاة المئات منهم نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي، والآن يواجهون جائحة وباء كورونا القاتل بأجسادهم الواهنة بين جدران زنازين لا تدخلها شمس ولا يتسرب لها الهواء.

وتتوالى الشهادات المروعة من المعتقلين أنفسهم ومن أهاليهم فضلا عن المنظمات الحقوقية، عما يلاقيه هؤلاء في سجونهم من التعذيب، والزج بهم في معتقلات لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة، أو حرمانهم من الدواء والغذاء لأيام طويلة، علمًا أن الآلاف منهم علماء في مجالهم ومهندسون وأطباء وأساتذة جامعيون.

المفاجأة ما نشرته مجلة “روز اليوسف”، بأن العالم المصري الدكتور “وليد مرسى السنوسي”، أستاذ علم الفيروسات فى المركز القومى للبحوث فى ‫مصر، قد توصل إلى اكتشاف دواء أطلق عليه “أوكسى لايف” فى عام 2014 لعلاج السرطان، وأثبت الدواء- حسب علماء المركز- نجاحا كبيرا في علاج ‫فيروس كورونا.

اختطاف العلماء

ما لم تذكره “روز اليوسف” أن الدكتور “السنوسى”، الذى تبحث عنه أغلب المجلات الطبية والبحثية الدولية، معتقل مع آلاف الأطباء والعلماء فى سجون جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسى، وقد اختطف واختفى قسريا فى شهر يوليو 2018، ثم ظهر أمام النيابة فى شهر أغسطس 2018.

فيما ناشد مراقبون حكومات العالم والمنظمات البحثية والطبية التدخل للضغط على عصابة الانقلاب، للإفراج عن العالم المصري الدكتور “السنوسي”، وسائر الأطباء والعلماء المعتقلين في سجون الانقلاب؛ ليسهموا في رفع البلاء عن العالم.

تقول الناشطة الحقوقية دينا الحناوي: “كورونا لقن رؤساء العالم العربي درسا قاسيا: القوة ليست بالمال ولا المناصب ولا الجيوش، القوة بالعلم. تقفون الآن مكبلي الأيدي جبناء متخاذلين! بالعلم وفقط، بالعلم تحيا الشعوب وتتقدم الأمم. وعلى رأي القائل الجاهل: يعمل ايه التعليم في وطن ضايع! هيعمل وطن”.

ويقول الإعلامي أحمد منصور: “هذا هو الدكتور وليد مرسى السنوسي أستاذ علم الفيروسات فى المركز القومي للبحوث مخترع دواء “أوكسى لايف” الذى يعالج السرطان، لكنه أثبت حسب علماء المركز نجاحًا كبيرًا فى علاج المصابين بفيروس كورونا، هذا العالم معتقل فى سجن طرة منذ يوليو 2018، ومعه الآلاف من الأطباء والعلماء المصريين”.

وبينما تواصل منظمات حقوقية محلية ودولية توجيه انتقادات لعصابة الانقلاب، مطالبة بالإفراج عن المعتقلين أو توفير الحد الأدنى من ظروف الاحتجاز الإنسانية لهم، لا تكاد تتوقف الاعتقالات، وأحكام القضاء لا تزال تنهمر إعداما وحبسا، في وقت يعيش هؤلاء على أمل تنفس نسيم الحرية.

وتصاعد قلق المصريين تجاه انتشار فيروس كورونا، بعد إعلان الجيش وفاة اثنين من كبار ضباطه متأثرين بالفيروس، بينما تحدثت معلومات عن تفشي المرض بين الضباط والمهندسين العاملين في العاصمة الإدارية الجديدة.

وطالب مغردون سلطات الانقلاب بالشفافية في إعلان أعداد المصابين، خاصة مع تداول أسماء المتوفين في قوائم غير رسمية على مواقع التواصل خلال الأيام الماضية، ضمن قادة آخرين تعرضوا للإصابة.

وأعلنت القوات المسلحة عن وفاة اللواء أركان حرب شفيع عبد العليم داود، مدير إدارة المشروعات الكبرى بالقوات المسلحة، نتيجة إصابته بفيروس كورونا خلال اشتراكه في أعمال مكافحة انتشار الفيروس في البلاد.

وأصبح اللواء شفيع الضحية الثانية المعلنة للفيروس داخل صفوف الجيش، حيث سبق الإعلان أمس عن وفاة اللواء أركان حرب خالد شلتوت مدير إدارة المياه بالهيئة الهندسية.

وأعلنت وزارة الصحة والسكان في حكومة الانقلاب عن تسجيل 33 إصابة جديدة، ليرتفع عدد المصابين إلى 327 حالة، كما أعلنت عن أربع حالات وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات إلى 14.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة، خالد مجاهد، أن الفيروس ظهر في 24 محافظة، من بين 27 هي محافظات البلاد، وفي تناقض غريب وبينما يتم استمرار اعتقال العالم الدكتور “السنوسي” كشف المركز القومي للأبحاث، أكبر مراكز الأبحاث في مصر، نجاح الدواء الذي قام بتحضيره “السنوسي” قبيل اعتقاله بقليل للسيطرة على فيروس كورونا القاتل، من نوع coronavirus NL63.

“أوكسى لايف”

وأثبت البحث الذي أجراه “السنوسي”– قبيل اعتقاله- فاعلية العقار، وتم اعتماده ونشره دوليًا في الدوريات العلمية والمتخصصة في سويسرا، وهذا العقار يسمى “أوكسى لايف”، وهو عبارة عن حبيبات أكسجين مذابة.

ويقول أحد زملاء “السنوسي”: إن العلاج صمم في بداية الأمر لعلاج الخلايا السرطانية، وبعد أن أعطى نتائج مبهرة في السيطرة على الخلايا المتضررة، وسيطر على تحورها تم تجربته على فيروس سي وفيروس كورونا من نوع CORONAVIRUS NL63 .

وقد أثبتت التجارب، التي أجريت عام 2014، بإشراف الدكتور وليد مرسى السنوسي أستاذ الفيروسات، والأستاذة الدكتورة جميلة الطويل رئيس الوحدة الاستشارية لبحوث الفيروسات والاختبارات الحيوية .

وأجرى “السنوسي”- قبيل اعتقاله- البحث على عينات معزولة من الفيروس، وأن النتائج أثبتت قدرة العقار على السيطرة على الفيروس، وعلاجه بنسبة تصل إلى 60%، وهى نسبة كبيرة إذا ما تمت مقارنتها بنسبة انتشار الفيروس، والإصابات القاتلة التي سببها لمن أصيبوا به.

وأشار مخلوف إلى أن هذا يعطي أملا للمصابين بالفيروس، أو ممن يرغبون في تزويد المناعة ضد الإصابة بالفيروس، وبالتالي تحجيمه، خاصة أن العلاج هو عبارة عن حبيبات مذابة يمكن إعطاء جرعات منها للمرضى عن طريق المحلول.

والمفاجأة أن مستشفيات صينية بدأت في التواصل مع “السنوسي” قبل أن يعتقله السفيه السيسي، للحصول على العلاج وإنتاج توجد منه عينات منتجة بالفعل؛ حيث تقوم المستشفيات الصينية بتجربة العقار على الحالات المرضية لعلاجها، كما أن مراكز الأبحاث التابعة لهذه المستشفيات بدأت في تحليل مكونات العقار، حال أعطى نتائج مرجوة على السلالة الحالية من فيروس كورونا القاتل.

جدير بالذكر أن مصادر مطلعة أكدت أن فيروس كورونا انتشر وسط ضباط ومهندسي وعمال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، من العاملين في العاصمة الإدارية الجديدة.

واندلعت حالة من الغضب بين المدنيين والعسكريين الذين طالبوا بوقف العمل، لكن القيادة رفضت واكتفت بتحويل مقر الهيئة الهندسية هناك إلى مركز حجر صحي موجود فيه ما يقرب من 25 فردا.

وكان الضابط السابق بالهيئة الهندسية خالد فريد سلام، قد أعلن عن قرار بتوقف العمل في العاصمة الإدارية لمدة 15 يوميا، بسبب ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بين العاملين هناك.

ومع توارد الأنباء عن الإصابات بفيروس كورونا داخل الجيش، حذر نشطاء من خطورة التجمعات العسكرية المغلقة على زيادة انتشار الفيروس، مطالبين أيضا بالإفراج عن السجناء تجنبا لانتشار الفيروس بينهم.

وقبل يومين أفرجت سلطات الانقلاب عن 15 معتقلا سياسيا لا يوجد بينهم من ينتمي للتيار الإسلامي، وسط مطالبات حقوقية محلية ودولية بالإفراج عن جميع السجناء بمختلف انتماءاتهم.