يوتوبيا العسكر.. لماذا تنخرس ألسن ناشطي حقوق الإنسان حين تتعرض المحجبات للتنمر والعنصرية؟

- ‎فيتقارير

في الوطن العربي وخصوصا مصر الأغلبية الساحقة من مراكز حقوق الإنسان تابعة للعلمانيين وأشباههم، ذلك ان القمعية العربية الوظيفية العميلة لا ترخص إلا لهم، زد على ذلك أن المسؤلين عن حماية حقوق الإنسان في دولة منهارة مثل مصر لا يخدمون الإنسان، بل فى خدمة مصالحهم أولا وأخيرا، وعندما يتعلق الأمر بالدين "الإسلامي" فقط، تنخرس كل الألسن، لأن الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية ارتداء الحجاب!

ومع تزايد إقبال المصريين على الشواطئ وقرى الساحل الشمالي رغم تفشي وباء الكورونا، تتزايد أيضا المضايقات للمحجبات من بعض أصحاب هذه المنتجعات، وذلك رغم ظهور فريق كرة الشاطئ النسائي المصري بالحجاب فى أولمبياد 2016، إلى جانب  ظهور أول أمريكية محجبة بالأولمبياد نفسها، وهى اللاعبة ابتهاج محمد برياضة "الشيش".

وربما تغيرت نظرة العالم المغلوطة للمحجبات فى عالم الرياضة، خاصة أنها أكدت على رسائل أخرى قدمتها مجموعة من المحجبات قبلها ممن أثبتن أن المحجبات تمكنّ بالفعل من اقتحام هذا العالم، إلا أن نظرة التنمر والعنصرية عادت في مصر مع انقلاب 30 يونيو 2013.

فيسك فين؟
ومن تلك المضايقات قيام بعض الشواطئ باشتراط إرسال من يرغب في الحجز بيانات وحسابات كافة أفراد الأسرة على مواقع التواصل، بغرض معرفة ما إذا كان بينهم محجبات أم لا!
وفي حقيقة الأمر لا تجد المحجبة في مصر منفذا إعلامياً ولا حقوقياً يدافع عن حريتها، ذلك أن من يدير المراكز الحقوقية في مصر والتي نجت من الإغلاق أكثرها ليسوا ليبراليين حقيقيين، ولكنهم منقادون لعصابة عسكرية فاشية ويتنكرون فى رداء ليبرالى، وفاشيتهم تجعلهم ضد إنفاذ إرادة الشعب.

تقول الكاتب الصحفية مي عزام: "لا يوجد فندق في مصر أو قرية سياحية تمنع دخول النزيلات بالشورت الساخن واستخدام البيكيني على الشواطئ وحمام السباحة فى المقابل عدد من الفنادق والقرى السياحية تعلن عدم السماح للنزيلات المحجبات باستخدام الشواطىء وحمامات السباحة مرتديات المايوه الشرعي".

من جهتها تقول الإعلامية رضوى الشربيني: "جتلي معلومه دلوقتى إن الشواطئ بتمنع المحجبات من نزول البحر وحمامات السباحة، والحقيقة دى فكرة مقززة جدا وغير مقبولة أولا لأنه دينيا الحجاب فرض حتى لو كنا تاركينه، ثانيا زى ما بنحترم حريه الست أو البنت غير المحجبة.. المفروض نحترم حريه المحجبة ونشجعها عليه مش نكرهها فيه!".

ويقول الناشط هاني حجاج: "للأسف البعض ممن ينادون بحُرّيّة المرأة لا يريدون حُرّيّة المرأة بل يريدون حُرّيّة الوصول الى المرأة والبعض الآخر يُعانون من معايير نزاهة مقلوبة وإزدواجيّة فكريّة ومنطق معيوب والنتيجة أفكار مثل: "الحشيش لو حلال ادي احنا بنشربه ولو حرام ادي احنا بنحرقه".. حال مايل وواقع معيوب!!".

وتقول صاحبة حساب "بدون اسم": "لأن هؤلاء جميعا وأمثالهم  مشكلتهم مع الإسلام والتدين والعفة هم ضد أى شئ طالما أنه من منطلق إسلامي.. ثقي تماما لو أن الإسلام يأمر بالتبرج وما عداه يبيح الحجاب لكانوا أول من نادى بالحجاب وأول المدافعين عنه فالحرية عندهم حسب الأهواء".

وتعرض الملياردير المسيحي "نجيب ساويرس" لردة فعل ساخطة عام 2012 قادته إلى محكمة الجنايات حين نشر على حسابه على تويتر صورة كاريكاتورية لميكي ماوس باللحية، مع شخصية ميني وهي ترتدي النقاب، وهذا ما جعله يعتذر بعدما رفع بعض المحامين دعاوى ضده متهمين إياه بـ"ازدراء الأديان والإساءة إلى الدين الإسلامي".
ولم تمنع الحادثة السابقة رجل الأعمال الأغنى والأشهر في مصر من الحديث مرة أخرى عن قضية لطالما أثارت جدلاً كبيراً في صفوف المصريين، إذ خرج ليصرح لموقع "آرابيان بيزنس" (Arabian Business)  قائلاً: "إذا أراد الله أن تكون المرأة محجبة لخلقها بالحجاب"، وهذا ما تسبب بهجوم كبير عليه في تويتر.

مهرجان الخلاعة
يزعم ساويرس بالقول: "المرأة جميلة. إذا كان الله لا يريد النساء جميلات فلماذا خلقهن هكذا، لو أراد الله أن يكنّ محجبات، لخلقهن بالحجاب، الله جميل ويحب الجمال، الله يعلم ما يفعله. من نحن لنعلق على ذلك؟".

كلام ساويرس عن الحجاب صاحبته تصريحات أخرى، منها أن العالم العربي يعاني من الإسلاميين، إذ اعتبر أن هذا العالم "مصاب" بالأصوليين الإسلاميين، معتبراً أن مهرجان الجونة السينمائي لا يلبي حاجات المشاركين فيه، مؤكداً أن المهرجان سيظل على موقفه من الإيمان بحرية المبدع والفنان، وتحديداً الفنانات من حيث ارتداء ما يحلو لهن أثناء فعاليات المهرجان.

ووصف ساويرس نظرة بعض المصريين للنساء بالمتناقضة، قائلاً: "لسوء الحظ في مصر، هناك نزعة للنظر إلى النساء والقول إنهن يرتدين ملابس نصف عارية. العالم العربي كله يعاني من هذه الأعراض، وعندما يسافر العرب إلى الخارج وتذهب النساء إلى الشواطئ فهذا أمر جيد، لكن عندما يحصل ذلك في مجتمعنا، يصبح غير مقبول".

تقول الناشطة هدير علي: "والقومجية الليبراليين العلمانيين العرب بتوع الويسكي لا زالو مشغولين بالهجوم على التيارات الدينية والإسلام ككل والتشكيك في السيرة النبوية والدين الحنيف ويطالبون بحظر الحجاب وفصل الدين عن الدولة وتشريع قوانين تحلل بيع الخمور و تنمع تجريم الزنا..وتأييد العسكر ولعق جزمهم والتمسح بهم".

وبما أن السفاح عبد الفتاح السيسي يحارب كل مظاهر الإسلام في مصر، فقد أطلق إعلامه وذراعه الناعمة ممثلا في أهل الفن للنيل من فرضية الحجاب، وكانت الممثلة حلا شيحة قد تعرضت لهجوم شديد من قبل كثيرين بعدما أعلنت خلعها للحجاب وعودتها للتمثيل.

كما انتقد بعض المستخدمين كلام شيحة عن الحجاب قبل أيام حين قالت: "ليس الأساس في الدين، بدليل أنه لم يذكر في الآيات الأولى في القرآن، بل ذكر في منتصف القرآن، في سورة النور". وبعد هجوم الكثيرين عليها، خرجت شيحة لتقول إنها ليست ضد الحجاب وإنها لم تقل إن الحجاب ليس فريضة، مضيفة "أنا بتكلم عن الناس اللي بتحكم على تدين المرأة من خلال الحجاب، ده لا يصح".

الحجاب داخلي..!
في العام 2015، واجه الممثل الراحل فاروق الفيشاوي هجوماً شرساً حين قال في أحد البرامج التلفزيونية إنه يرفض الحجاب والنقاب تماماً، مشيراً إلى أن "ما بداخل الإنسان يظهر على وجهه، والحجاب حجاب داخلي".
وفي العام 2016، واجهت المخرجة إيناس الدغيدي حملة سخط وغضب كبيرة بعد أن انتقدت الحجاب في أحد البرامج التلفزيونية، إذ قالت إنها تُفضل الموت على ارتداء الحجاب بسبب عدم اقتناعها به، مؤكدة أن الحجاب ليس زياً إسلامياً، وأنه موجود قبل مجيء الدين الإسلامي بعهود طويلة.
وعلّقت الدغيدي وقتها بالقول: "ربنا ما يحكم عليّ بالحجاب، هل الحجاب هيخليني أكثر أدباً وصدقاً؟ لأ ده مش حقيقي، وياما ناس تخفت وراء الحجاب"، وبرغم تقدم عدة محامين ببلاغات ضد الدغيدي متهمين إياها بإهانة الحجاب، تمسكت برأيها فيه وكررته في برامج أخرى.

وفي العام 2015، دعا الصحفي شريف الشوباشي فتيات مصر إلى خلع الحجاب في تظاهرة عامة في ميدان التحرير، مطلقاً على دعوته شعار "تظاهرة خلع الحجاب"، وقال وقتذاك إن هذه التظاهرة لا تقل أهمية عما فعلته هدى شعراوي عام 1923.

وفي العام 2015 كذلك، هاجم الممثل الراحل فاروق الفيشاوي في أحد البرامج التلفزيونية الحجاب والنقاب، مشيراً إلى أن "ما بداخل الإنسان يظهر على وجهه، والحجاب حجاب داخلي"، وزعم: "السيدة صاحبة الأخلاق والمبادئ والتقاليد أهم بكثير من المرأة التي تضع على رأسها غطاء".