كتب سيد توكل:
كان أبوالطيب المتنبي مصيبا حين وصف مصر بقوله: (وكم ذا بمصر من المضحكات**ولكنه ضحك كالبكاء)، وليته طال عمره حتي بلغ عصرنا ليدرك أن العالم الذي يحتفل اليوم 25 مارس بيوم الأرض، خوفا على حياة البشر من تأثير الكهرباء والاحتباس الحراري، ترك مصر تغرق في ظلام الانقلاب يوم 30 يونيو 2013، ولم يكترث بالاحتباس الديمقراطي وظلام السجون، بل لم يكترث بكمية الكهرباء التي يصعق بها أجساد المعذبين وهم عرايا كما ولدتهم أمهاتهم في سلخانات الأمن الوطني!
مصر تنغمس في الظلام
تُطفئ الأنوار اليوم في كل أنحاء العالم من الساعة الثامنة والنصف وحتى الساعة التاسعة والنصف، بينما يقول المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي، عن ظلام الانقلاب: "إن مصر تنغمس حاليا في بعض من أحلك أيامها تحت إمرة ديكتاتورية عسكرية تحظى بدعم أمريكي مستمر"!
وبينما يزعم خبراء نفسيون بأن إطفاء الكهرباء والعودة إلى حياة أشبه بالبدائية تجلب السعادة النفسية للجميع، يتجاهل هؤلاء أن الانقلاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي أعاد مصر قرونًا إلى الخلف، حتى أن المصريين الآن خرجوا من حسابات البشر، اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، وترجعوا في كافة المؤشرات التي تصدرها الأمم المتحدة وآخرها مؤشر السعادة، وثبت أنهم أتعس شعوب الأرض على الإطلاق.
وزارة البيئة في حكومة الانقلاب وفي مفارقة ساخرة تأخذ على عاتقها الاستجابة مع حملة إطفاء الأنوار، حيث أطلقت حملة دعت من خلالها المصريين إلى المشاركة في يوم الأرض، عبر رسائل على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وتقول وزارة الانقلاب، إن «الدعوة لإطفاء الأنوار لا يقصد بها الظلام أو الحرمان من عمل أي شيء بل دعوة لمعرفة القيمة الحقيقة للنور للطاقة من خلال أننا نخفض استهلكنا للإضاءة يعنى نجمع في الساعة دى مع بعض نعمل حاجة مشتركة أو نتسلى، نرجع الترابط بينا وفي نفس الوقت نحافظ على البيئة».
الظلام منتشر بالفعل!
يقول الناشط السياسي أمير جبر: "لو أنت قاعد في مدرجات السيساويه وبتتفرج على أحمد موسى ولميس هتلاقى إن مصر بقت اد الدنيا بالفعل وإنها بقت فى مقدمة الدول.. وهتلاقى إن فيه قله مندسه بتشتكى من ارتفاع الأسعار.. القلة دول عددهم يتخطى أربعين مليون مصرى.. ودول اللى عايشين تحت خط الفقر المدقع".
وتابع: "وهتلاقى إن طريق مصر مصممة بأحدث النظم العالمية مع إن مصر الأولى عالميا فى حوادث الطرق.. وهتشوف إن الأمن والأمان منتشر فى مصر، مع إن احمد موسى فى نفس الحلقة اللى بيتغنى فيها بالأمن والأمان، بيتكلم عن الإرهابيين اللى بيقتلوا الجنود فى سينا، وبيطالب السيسى بفرض قوانين عرفية فى مصر كلها للسيطره على الوضع الأمنى".
مضيفاً: "لو انت قاعد فى مدرجات الدرجة التالتة هتشوف إن السيسى مدعوم عالميا يعنى العالم كله هيدعمه للنهايه لأنه متعهد بأمن إسرائيل يعنى استمرار الشوكه اللى فى حلق العرب واستمرارا فى تخلف مصر وإنها تفضل فى ديل الأمم لأن تنمية مصر وتطويرها خطر على إسرائيل".
موضحًا "وهتلاقى إن أجهزة الدولة كلها فى قبضة السيسى لأنه مشبرأ الناس اللى بتحميه على الآخر.. فمش هيطيروه عشان يبقى فيه مساواة بينهم وبين عامة الشعب".
وتابع "وهتلاقى إن السيسى فارض على الشعب القبضة الأمنية وبيقتل أى حد يتنفس وبيعتقله والتهمة جاهزة إنه إخوان، وهتلاقى إن ارتفاع الدولار وانخفاض الجنيه وارتفاع الأسعار والحالة القذرة اللى الشعب وصلها معملتش أى تأثير سلبى للسيسى على الأرض، و لتخين بيشتم السيسى فى سره أو على النت لأنه خايف يتنفخ، واللى بجيله إحباط اوى بينتحر ويخلص".
وأضاف "وهتلاقى إن السيسى مستمر فى الحكم وهيتجددله وإن نظام مبارك متغيرش أبدا، وإن السيسى والحكم العسكرى مش هيقعوا إلا لو الشعب كله قام بثورة مش فئه ولا طبقه معينه، وساعتها هتبقى نهاية الحكم العسكرى السيساوى".
النقطة الأخيرة أو الهدف الأساسي من الاحتفال بيوم الأرض وإطفاء الأنوار هو توحيد الشعوب وحماية كوكب الأرض، فهل يحتفل 90 مليون مصري لا يجدون من يحميهم من بطش العسكر؟ وهل يعنيهم التوحد مع عالم تنكر لشهدائهم ومعتقليهم وساعد الانقلاب حتى أنه سيرسل بابا الفاتيكان الأسبوع القادم إلى القاهرة لزيارة السيسي أمير الظلام؟