:كتب يونس حمزاوي
تواصلت كوارث حكومة الانقلاب بشأن الحذف من بطاقات التموين، والتي بدأت منذ شهر يناير الماضي، بحذف 4 ملايين مواطن زعمت وزارة التموين أنهم غير مستحقين للدعم؛ وأنهم متوفون أو مقيمون بالخارج منذ أكثر من 6 شهور.
من صور هذه الكوارث، ما نشرته صحيفة "الوطن" حول مأساة المواطن السكندري "شريف"، الذي لم يكن يعلم أن «الحذف» سيدفع به إلى قوائم المتوفين، لتصدمه الإجابة فور توجهه إلى مكتب التموين التابع له للسؤال عن سبب رفع اسمه من بطاقات الدعم: «قالولى حضرتك اتسجلت عندنا متوفى بتاريخ 1 يناير 2017».
وحسب مراقبين، فإن حكاية "شريف" من المرجح أن تتكرر مع مئات الآلاف من أمثاله، وربما تصل إلى ملايين، مع توجهات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي نحو رفع الدعم نهائيا، وتصريحات مسئولين بالحكومة حول حذف أكثر من 45 مليونا من مستحقي الدعم، معظمهم من الطبقة المتوسطة والفقيرة، والذين سحقتهم قرارات 3 نوفمبر الكارثية، بتعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود، وما تبع ذلك من سياسات ضاعفت من معاناة المواطنين.
ومن المفارقات المدهشة أن المواطن «شريف أحمد عبدالفتاح عبدالحميد»، البالغ من العمر 42 عاما، لم يشفع له وقوفه «لحم ودم» أمام الموظف، أخرج له بطاقة الرقم القومى التى تحمل اسمه الرباعى وتنتهى بـ«210609»، لكن رد موظف التموين ظل صادما وباردا ومثيرا للاشمئزاز ولم يتغير، «يا أستاذ حضرتك نازل قدامنا متوفى»!.
«شريف» من جانبه اطلع على الكشف، وأخذ صورة ضوئية منه، ثم توجه إلى مديرية التموين بالإسكندرية، ليخبروه هناك بأن «خطأ فى السيستم» هو المسئول عن هذه الواقعة.
يضيف المواطن: «قلت لهم خلاص حصل خير، نصلح الخطأ وآخد حصتى فى التموين، مع حصة فبراير».
ولكن المفاجأة الكبرى وقعت في فبراير، مضيفا «في فبراير لقيت بطاقتى توقفت تماما، ومش عارف أعمل إيه، وفات شهر كامل وما زالت الأزمة مستمرة».
المواطن الأربعيني حاول أن يجد حلا يختصر عليه «البهدلة» بين المكاتب والموظفين، فلجأ إلى موقع «دعم مصر» التابع لوزارة التخطيط، الخاص بتحديث واستكمال بيانات البطاقات التموينية، وحصل على صورة من الموقع بأحقيته فى الدعم، «لكن مفيش حاجة اتحلت».
أزمة «شريف» واحدة من أزمات عديدة متعلقة بالحذف الذى أصاب آخرين على قيد الحياة».
Facebook Comments