كيف تحول تزوير كلام “البلتاجي” طوق نجاة للعسكر؟

- ‎فيأخبار

 كتب: سيد توكل
"من خدع شعبا يسهل عليه التزوير"، هذا ما أكده مراقبون ردا على مزاعم روجها مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، اللواء أركان حرب محمد فرج الشحات، بوجود ارتباط وثيق بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم (داعش)، مستدلا بتصريح سابق للقيادي في الجماعة الدكتور محمد البلتاجي.

ومنذ انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي، يوم 3 يوليو 2013، تتهم سلطات الانقلاب قيادات جماعة الإخوان وأفرادها بـ"التحريض على العنف والإرهاب"، وذلك قبل أن تصدر الحكومة قرارا، في ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية".

وكان د. البلتاجي قد قال، يوم 24 نوفمبر 2016: "إن جماعة الإخوان ضد ما يحدث في سيناء، وتتألم لذلك، وليس لها علاقة به، وتكنّ كل الاحترام للجيش، وخلافها مع عبدالفتاح السيسي".

وأوضح- في جلسة عقدتها محكمة جنايات القاهرة، للنظر في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث البحر الأعظم"- أن مقطع الفيديو المتداول له عن سيناء "مُجتزأ من سياقه، وهو سياسي بالكامل، ولا يحمل أي تحريض أو شبهة جنائية، ويتطرق إلى مواقف سياسية".

وطلب البلتاجي من القاضي أن يسمع المقطع كاملا، ولوحظ أنه قال في بدايته: "نحن لسنا المتحكمين في الأرض".

وكان نشطاء قد تداولوا مقطعا للبلتاجي، عقب الفض الدموي لرابعة، قالوا إنه يبرز حقيقة تصريحاته، إذ أكد البلتاجي فيه أنه "لا علاقة لنا بأحداث سيناء، والجميع يعلم أن الإخوان المسلمين لم ولن يستخدموا العنف في يوم من الأيام، وأن حالة الغضب الموجودة في سيناء وغير سيناء الآن هي رد فعل لهذا الانقلاب العسكري، وبالتالي حين يتوقف الانقلاب العسكري ستتوقف كل مظاهر الغضب في المحافظات".

فبركة مخابرات

ونشر الفنان "عطوة كنانة" مقطع فيديو للدكتور "محمد البلتاجي" وهو يتحدث عن تصريحه حول الأحداث في سيناء، إبان الانقلاب العسكري، مؤكدًا فبركة هذا التصريح.

واتهم "البلتاجي" الجيش المصري بقتل الجنود في سيناء؛ بهدف التغطية على مجزرة معتقلي سجن "أبوزعبل" وما سبقها من مجازر بحق المعتصمين السلميين.

كما نفى اتهامات حيازة السلاح الموجهة إلى جماعة الإخوان المسلمين ورافضي الانقلاب العسكري، الذين كانوا معتصمين في ميدان رابعة العدوية، معتبرا إياها "افتراءات وفبركات".

وأضاف أن أكثر من 3000 شخص قتلوا، واعتقل آلاف آخرون في اقتحام اعتصام ميدان رابعة العدوية وما تلاه من أحداث بشعة قام بها الانقلاب العسكري.

مرحلة جديدة

وقال البلتاجي: إن قتل الجنود كان محاولة لبدء مرحلة جديدة أطلقوا عليها "الحرب على الإرهاب"، معتبرا إياها محاولة ساذجة للهروب من المسئولية السياسية وتحويل القضية إلى مسألة أمنية بعد أن فُضح الانقلاب أمام العالم.

واعتبر أن العالم أدرك الانقلاب على الرئيس والبرلمان والدستور وصناديق الاقتراع في ست عمليات انتخابية وعلى إرادة الشعب، ولم يعد النظام قادرا على التبرير.

واستشهد البلتاجي على سلمية التظاهر في رابعة العدوية، بأنه لم يتم المساس بأي من المقرات الأمنية والعسكرية المحيطة بالميدان ولو بحجر. وقال إن وفودا ومنظمات حقوقية جاءت ورأت كل شيء بتفاصيله.

تساؤلات

وأضاف البلتاجي أنه "لو كان هناك سلاح- كما يكذبون- من خلال فبركة مشاهد ليخدعوا بها البسطاء من الشعب، لكان الأولى أن يدافعوا به عن أنفسهم".

وقال إنه لو كان لدى الجماعة ميلشيات أو أسلحة لكانت استخدمتها في الدفاع عن المرشد الذي اعتقل من بيته، والقيادات الذين ألقي القبض عليهم، في إشارة إلى اعتقال مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع.

وتساءل: "إذا كانت جماعة الإخوان إرهابية، فكيف سمح لها السيسي وقد كان رئيسا للمخابرات الحربية بأن تترشح لرئاسة الجمهورية؟ وكيف سمح لنفسه أن يكون وزيرا ويؤدي اليمين أمام الرئيس ويخدم معه عاما كاملا؟".

وأشار إلى أن جميع المعتقلين الآن يواجَهون باتهامات واسعة ومطاطة، كالتحريض والانضمام لجماعة محظورة وتكدير السلم كما كان في عهد مبارك، معتبرا أنه لا يوجد قضاء حقيقي بل "سلطة انقلاب لا تملك حق الإفراج أو الحبس إلا بالاتصال وتلقي الأوامر المباشرة من سلطات الانقلاب العسكري".

جدير بالذكر أن "الشحات" هو الخليفة الثالث لرئيس الانقلاب عبدالفتاح لسيسي في رئاسة المخابرات الحربية، منذ ترك هذا المنصب في عام 2012، ليتولى وزارة الدفاع، قبل أن يخلفه صهره اللواء محمود حجازي، الذي استمر حتى عام 2014، ورقي إلى رتبة فريق، وأصبح رئيس الأركان، ثم تولى المنصب اللواء صلاح البدري حتى عام 2015، عندما تم نقل الشحات من قيادة الجيش الثاني إلى رئاسة المخابرات الحربية والاستطلاع.