ويكيليكس: الشركة التي تولت تأمين المطارات تجسست سابقًا على مِصْر

- ‎فيتقارير

* سبق لها تسريب معلومات عن التفتيش في مطارات مِصْر

كتب – كريم محمد

كشفت وثائق سرية نشرها موقع "ويكليكس" أن شركة التحكم في المخاطر "كنترول ريسكس Control Risks" التي وقع اختيار مِصْر عليها لتأمين المطارات المِصْرية عقب حادث اختراق مطار شرم الشيخ، ووضع قنبلة على الطائرة الروسية التي قتل فيها 224 فوق سيناء، هي شركة تتعامل مع المخابرات الأمريكية وتوفر مرتزقة للعراق.

وجاء في الوثيقة -التي حصلت عليها "الحرية والعدالة"- أن من شركات الاستخبارات الخاصة التي لها تعامل مع جهات استخبارية أمريكية: "كونترول ريسكس"، و"ديليجين"، و"كرول"، و"ايجيس".

رابط الوثيقة:
https://wikileaks.org/gifiles/docs/26/266770_re-stratfor-2011-control-risks-renewal-.html

وتكشف مراسلات شركة "ستراتفور" للاستخبارات التي تم كشف وثائقها، النطاق الواسع لنشاطات شركات الاستخبارات الخاصة، ومنها "كنترول ريكس"، وتلقي الضوء أيضًا على أساليب هذه الشركات في العمل، وقيامها بتوظيف أشخاص ذوي تاريخ وكفاءة كعملاء سابقين في أجهزة الاستخبارات.

وتظهر الوثائق التي حصل عليها موقع ويكيليكس أن زبائن "ستراتفور" يشملون وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وشركة كوكاكولا (لمراقبة الناشطين ضدها في مجال حماية الحيوانات التابعين لمنظمة "بيتا")، إضافة إلى شركات عالمية كبرى مثل لوكهيد مارتن، وداو كيميكال، و"ستراتفور" تقدم لزبائنها عبر شركات الاستخبارات الخاصة معلومات إستراتيجية حول التجارة العالمية والاقتصاد والأمن والشئون الجيوسياسية.

الاتفاقية سرية!!
وأعلنت الحكومة المِصْرية الثلاثاء 22 ديسمبر الجاري أن شركة "كونترول ريسكس" البريطانية ستتولى تقييم الإجراءات الأمنية في مطاري شرم الشيخ والقاهرة، وقد "يشمل التقييم مطارات أخرى في مراحل لاحقة"، ولم تعلن مِصْر أي تفاصيل عن العقد.

وقالت المتحدثة الإعلامية لشركة «كنترول ريسكس»، جورجينا باركس، إن بنود الاتفاق المبرم بين الشركة والحكومة لتأمين المطارات «سرية»، وإن الميزانية المقررة للشركة تخضع لنظام التعهدات السرية، ولا يجوز الإفصاح عنها.

ورفضت «باركس»، في رسالة إلى صحيفة "المصري اليوم"، عبر البريد الإلكتروني: الإجابة عن سؤال حول الخبرات السابقة للشركة في مجال تأمين المطارات، وقالت إن الحكومة المصرية طلبت منها بدء العمل فوراً لمراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية، وأنها ستقدم "توصيات مفصلة لضمان سد الثغرات الأمنية في المطارات".

وقال أندرياس كارلتون سميث -المدير الإقليمي لشركة كونترول ريسكس-: إن الشركة البريطانية ستعمل على مراجعة إجراءات الأمن في مطاري شرم الشيخ والقاهرة كمرحلة أولى قد تستغرق نحو 3 أشهر، قبل أن تصدر تقييمها وتوصياتها على أن يمتد العمل إلى بقية المطارات المِصْرية في مرحلة لاحقة.

ونشرت وسائل إعلام بريطانية شهادات لسائحين عائدين من مِصْر مدعومة بمقاطع فيديو توضح قيام رجال أمن في مطارات مِصْرية بممارسة ألعاب على الهاتف المحمول في أثناء نوبات العمل، كما نشرت صحف بريطانية شهادات تفيد بقيام بعض السائحين بدفع رشى لرجال الأمن في مطارات مِصْرية مقابل المرور بسهولة من نقاط التفتيش.

وتصر الحكومة المِصْرية على عدم وجود أدلة مؤكدة تفيد بتفجير الطائرة رغم تأكيد روسا إسقاطها بقنبلة، وأثارت عدة جهات دولية ووسائل إعلام مخاوف من ترهل الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية ونصحت عدة دول مواطنيها بعدم زيارة شرم الشيخ خوفا من تردي الأوضاع الأمنية.

خمسة ملايين وثيقة
ومنذ يوم الاثنين 27 فبراير 2012، بدأ موقع ويكيليكس نشر أكثر من خمسة ملايين من رسائل البريد الإلكتروني من تكساس مقر شركة "العالمية الاستخبارات" ستراتفور، تاريخها بين يوليو 2004 وأواخر ديسمبر 2011، تضمن نشر شبهات كثيرة.

وتمثل هذه الشركات الاستخبارية الخاصة –مثل كونترول ريسكس- قطاعًا ضخمًا من حيث قيمة الأموال التي تنفق فيه، حسب كتاب "جواسيس للاجرة" لـ"تيم شوروك"، الذي أكد أن الحكومة الأمريكية تمنح لوحدها هذه الشركات عقودًا بقيمة 45 مليار دولار سنويًّا.

وتشهد شركات الاستخبارات الخاصة منذ بضع سنوات نموًّا استثنائيًّا، فيما ترى وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي اي ايه) أن هذه الشركات باتت حيوية بالنسبة لمجال الاستخبارات ككل؛ حيث باتت هذه الوكالات الخاصة تساعد أيضا في التفاوض مع أجل الإفراج عن أسرى في نيجيريا، وتجمع المعلومات عن المعارض السورية المسلحة في سوريا لصالح الحكومات الأجنبية.

ومن أنشطة شركة "كنترول ريكس" أيضا الاتصال بمصادر استخباراتية باكستانية للحصول على معلومات حول تحركات الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الأيام الأخيرة من حياته.

سبق لهم تسريب معلومات عن التفتيش في مطارات مِصْر
وفي 30 ديسمبر 2014، أظهرت إحدى الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس عن تعليمات وكالة الاستخبارات الأمريكية لعملائها عام 2011 حول كيفية اختراق أصعب الفحوصات الأمنية في بعض مطارات العالم، تفاصيل عن التفتيش بمطارات مصر.

حيث أكدت أنه في مِصْر، "تميل السلطات الرسمية للتفتيش الإضافي على الركاب ذوي الدرجات العلمية المتقدمة، أكثر من فعل ذلك معه هم المهتمين بالقضايا الإنسانية أو العاملين بحقوق الإنسان أو حتى المِصْريين من حاملي الجنسية الأمريكية".

وبسبب كشف ويكليكس العلاقة بين شركة كنترول ريسكس التي تولت حماية مطارات مِصْر وكشفها كيفية تهرب عملاء الجهاز من الكشف في المطارات، يثير تكليف مِصْر للشركة البريطانية رغم تعاملها مع الاستخبارات الأمريكية تساؤلات في مِصْر حول صحة قرار اختيار "كنترول ريسكس" للتفتيش على المطارات المِصْرية.

وتبعًا للموقع الإلكتروني، تأسست الشركة في عام 1975 ومقرها الرئيسي لندن، ولديها نحو 36 مكتبا في مختلف أنحاء العالم.

وتعمل الشركة في تقييم المخاطر وتقدم نحو 14 خدمة تختلف ما بين استشارات أمنية وتحليل للمخاطر السياسية وخدمات خاصة بالسفر وإدارة الأزمات من خلال تحليلات لخبراء وبحوث معمقة.