كتبت- رانيا قناوي:
كشف الكاتب الصحفي محمود سلطان مدير تحرير صحيفة "المصريون" أن الحملة التي تشنها وسائل إعلام السيسي بإيعاز من الشئون المعنوية على السعودية لزيارة مستشار الملك سلمان لسد النهضة الاثيوبي، سببها بيان مجلس التعاون الخليجي؛ الذي وبّخ سلطات الانقلاب؛ لاتهامها قطر بالضلوع في جريمة كنيسة العباسية.
وتساءل سلطان خلال مقاله اليوم الاثنين بالصحيفة، "إذا كانت مصر تعتبر موقفها المتناقض تمامًا مع الموقف السعودي من بشار الأسد، من قبيل رفض الوصاية، والحفاظ على استقلالية القرار المصري.. فلمَ تستكثر على السعودية أن تكون مستقلةً عن القرار المصري بشأن العلاقات مع إثيوبيا؟!"، موضحا أن الرياض ليست مسئولة عن ضياع حقوق مصر المائية.. واستسهال القاهرة التوقيع على اتفاقية "إعلان المبادئ" الذي يعتبره مراقبون وثيقة رسمية بتنازل مصر طواعية عن حقها.. واعترافها بسلطة إثيوبيا على مياه النيل.
كما تساءل "لماذا السعودية تحديدًا؟!.. ولماذا نتجاهل ـ هنا ـ التعاون الوثيق بين إثيوبيا والإمارات.. والأخيرة من أبرز القوى الخليجية الداعمة لنظام حكم عبد الفتاح السيسي؟!" كاشفا أنه في يوم 1 يونيو 2013، وجه المتحدث الرسمي للحكومة الإثيوبية "بريخيت سمؤون"، شكر "العميق" لكل من الإمارات وإسرائيل لدعمهما بناء سد النهضة.. وهو كلام نقلته حرفيًا جريدة "العلم" الإثيوبية عن "سمؤون"! وانتقد وزير الري الأسبق، د. محمود أبو زيد، الاستثمارات الإماراتية الضخمة في إثيوبيا، والداعمة لاستكمال بناء سد النهضة.
كما انه في ديسمبر من عام 2015، اعترف وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان بن سعيد المنصوري، بأن استثمارات بلاده في إثيوبيا تبلغ ثلاثة مليارات درهم (816.6 مليون دولار).. وأشار إلى أن الإمارات تولي أهمية لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إثيوبيا، وقال "إن السوق الإثيوبية تتمتع بموارد طبيعية غنية، وتوفر فرصًا واعدة للاستثمار في عدد من المجالات والقطاعات".
وتساءل سلطان: "فلمَ هذا التدليس: تدلع الإمارات ونغفر لها "كبائرها".. ونجلد الرياض.. رغم أن البلدين تحركا وفق منطق المصالح.. فيما يعتقد الحكام المصريون الجدد، أن الدول تحدد سياساتها وأجنداتها على طريقة "الجمعيات الخيرية".
Facebook Comments