رسائل بوتين من اغتيال “علوش”.. حماية “داعش والأسد” وقتل الثورة السورية

- ‎فيتقارير

* "جيش الاسلام" يرد بقصف دمشق وينسحب من "جنيف 3" بعد قتل الروس لها


كتب – كريم محمد:

رد "جيش الإسلام" أحد فصائل المقاومة السورية علي العدوان الروسي على قواته وقتل قائده "زهران علوش" و6 من قيادات الجيش، بإعلانه العاصمة دمشق "منطقة عسكرية"، وإطلاق عشرات الصواريخ على محطة الكهرباء وأهدافا عسكرية للنظام ما أدي لانقطاع الكهرباء عن نصف أحياء العاصمة.

 

وقرر "جيش الإسلام" الانسحاب من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، ورفض أي مفاوضات مع نظام الأسد؛ بعد اغتيال طائرات العدو الروسي لمؤسسه زهران علوش، وتعهد برد عنيف داخل دمشق بعد إعلانها منطقة عسكرية.

 

وأعلن الجيش تعيين "أبو همام البويضاني" قائدا للجيش خلفًا لزهران علوش (44 عامًا)، الذي قتل امس في غارة للطيران الروسي.

 

وقال "أحمد رمضان" رئيس "حركة العمل الوطني من أجل سورية"، والمتحدث الإعلامي باسم "الائتلاف السوري" المعارض، أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصفية قائد جيش الإسلام الشيخ زهران علوش معناه بوضح "اغتيال جنيف3 وإطلاق رصاصة الرحمة على جهود الأمم المتحدة لاستئناف التسوية السياسية في سورية".

 

وعدًد "رمضان" في بيان أصدره ما أسماه "رسائل بوتين من عملية الاغتيال الغادرة؟، مؤكدا ثلاثة أهداف هي:

 

الأولى: تصفية القوى العسكرية التي أيدت الحل السياسي؛ وحضرت مؤتمر الرياض، و"هي خدمة كبيرة لرافضي التسوية تكشف نوايا الغزو الروسي الفعلية"، بحسب قو "رمضان".

 

الثانية: تمكين تنظيم الدولة (داعش)، باستئصال القوى التي تتصدى فعلياً له، بالتزامن مع رعاية روسية لتفاهم يجري الحديث عنه بين نظام الأسد وتنظيم الدولة في منطقة اليرموك والحجر الأسود.

 

الثالثة: ترحيل مفاوضات جنيف3 حتى إشعار آخر، أو إنهاؤها، ودفع الوضع في سورية إلى مزيد من التصعيد.

 

وقال المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض أن "جيش الإسلام وقع على تفاهم الرياض بين قوى الثورة والمعارضة السورية، وبالتالي فهو ملتزم بالحلِّ السياسي، ويعتبر الفصيل الأكثر أهمية في التصدي لتنظيم الدولة، وأخرجه من مناطق عدة في ريف دمشق، في الوقت الذي أنشأ فيه نظام الأسد قنوات تفاهم وتنسيق مع التنظيم الذي يزعم بوتين أنه غزا سورية لأجل محاربته".

 

وأضاف: "قلتُ أكثر من مرة؛ لن يذهب بوتين (أو تابعه بشار) إلى المفاوضات إلا عندما يكسر شوكة الثورة، ولكي يفعل ذلك، عليه تصفية رجالاتها، وتمزيق وحدتها، والبطش بحاضنها الشعبي، وهو ما يفعله الآن في عمليات الاغتيال والقصف الوحشي للمشافي والمدارس والمساجد والبنى التحتية".

 

الائتلاف: خدمة لداعش واستئصال لقوى الثورة المعتدلة

 

وأصدر الائتلاف السوري المعارض بيانا مساء الجمعة ينعى زهران علوش؛ قائد جيش الإسلام؛ ومن قتلوا اليوم معه في ريف دمشق"، مؤكدا "إن تلك الجريمة تؤكد أهداف الغزو الروسي لبلادنا، ومنها مساندة الإرهاب والنظام المستبد، واستئصال قوى الثورة المعتدلة، وتأتي بعد أيام من مؤتمر قوى الثورة والمعارضة في الرياض، والذي أكد الالتزام بالحلِّ السياسي، ووقعته القوى العسكرية المشاركة، ومنها جيش الإسلام".

 

وقال الائتلاف في بيان على نسخة منه "إن ما تقوم بها روسيا الغازية اليوم؛ يمثل خدمة واضحة للإرهاب وتنظيم "داعش"، بضرب وإضعاف فصائل الجيش الحرِّ التي تصدَّت للإرهاب وقوَّضت أركانه، ومحاولةٌ جليَّة لإجهاض جهود الأمم المتحدة للعودة إلى مسار التسوية السياسية، ويؤكد أنها تتجه لتصعيد خطير، وتنفيذ عمليات اغتيال واسعة، مما يناقض موافقتها الملتبسة على قرار مجلس الأمن رقم 2254".

 

ودعا الائتلاف الوطني المجتمع الدولي ومجلس الأمن "لإدانة تلك الجريمة، بما تمثله من خرق للقرار 2254 وتقويض لمصداقية الدول الموقعة عليه".

 

غليون: الحلٍّ سياسي خدعة كلامية

 

ووصف د. برهان غليون، الأكاديمي والمفكر السوري، اغتيال زهران علوش الذي وقع على وثيقة مشاركة المعارضة في مفاوضات التسوية السياسية التي جرت بالتنسيق مع المجموعة الدولية وتكللت بإصدار قرار مجلس الأمن رقم 2254 بأنها: "رسالة موجهة للمعارضة السورية بأكملها، تعني أن الحديث عن حلٍّ سياسي هو مجرد خدعة كلامية؛ وأن قرار الروس وحليفهم الأسد هو التصفية المستمرة لرجالاتها وقادتها".

 

وأضاف: "يعتبر مثل هذا الغدر الدنيء اغتيالاً لعملية المفاوضات ذاتها، وإهانة لمجموعة الدول العشرين التي رعتها وتقويضًا لصدقيتها".