الإمارات تدخل على خط إفريقيا وتشيد أول قاعدة عسكرية لها في إريتريا

- ‎فيعربي ودولي

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

قال موقع ستراتفور العسكري الأمريكي إن الإمارات عززت بنيتها التحتية العسكرية في إريتريا، حيث يعمل الجيش الإماراتي انطلاقا من ميناء عصب الإريتري على استكمال منشأة عسكرية شمال غرب المدينة، والتي تظهر بوضوح في صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها ستراتفور.

 

وأوضح الموقع العسكري إن إنشاء الإمارات لقواعد عسكرية خارج حدودها تم على مدار الأشهر الـ15 الماضية، وكشف عن طموح أبوظبي وحلفائها الخليجيين في تعزيز تواجدهم العسكري في المنطقة.

 

رغم أن قوام الشعب الإماراتي حتى إحصائية 2014 نحو 800 ألف مواطن ومواطنة إلا أن الإمارات تستعين بمرتزقة عسكريين من كولومبيا ومن جنوب شرق آسيا كما تستأجر شركات امنية على غرار "بلاك ووتر" التي ارتكبت الفظائع في العراق، ووظفتها الإمارات لحماية قائد الإنقلاب في مصر.

 

وفي الوقت الذي تتواصل فيه عملية بناء القاعدة، فإن السفن الحربية الإماراتية مثل (HSV2 Swift) التي أصيبت بأضرار جراء هجوم في 1 أكتوبر الماضي قبالة سواحل اليمن تستمر في استخدام ميناء عصب. ومنذ بداية تطوير القاعدة في سبتمبر 2015 فإن العمل يتواصل على قدم وساق في هذه المنطقة.

 

مطار مهجور

 

تحوق المنشأة الجديدة، المقامة على أنقاض مدرج مطار إريتري مهجور، مهابط للطائرات ومساكن للأفراد. كما يجري بناء منشأة لرسو السفن البحرية بجانب المدرج على الساحل، حيث تتمركز سفن الحفر وغيرها من القطع البحرية. ويشير حجم العمل أن وجود الجيش الإماراتي في إريتريا ليس قاصرا على مجرد مهمة لوجيستية قصيرة الأمد لدعم عملياتها حول البحر الأحمر.

 

بدلا من ذلك، تمثل القاعدة جزءا من استراتيجية بعيدة المدى لأبوظبي والتي تشمل أيضا المعدات العسكرية المتمركزة في قاعدة عسكرية في شرق ليبيا، بالقرب من مصر. لا يقتصر دور هذه القواعد على تمكين دولة الإمارات من العمل بشكل فعال على الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية وفي شرق إفريقيا، ولكنها أيضا تلعب دورا في جهود مجلس التعاون الخليجي لعقد التحالفات الدبلوماسية.

 

وقد سعت كل من الإمارات والسعودية في تعزيز اتصالاتهما مع كل من مصر والسودان وإريتريا على مدى السنوات القليلة الماضية، وتقديم الامتيازات المالية لهم على أمل الاستفادة من مواردهم في إطار تحالف عسكري. القوات السودانية، على سبيل المثال، شاركت ضمن عمليات الرياض في اليمن. الحصول على إذن لإقامة قواعد في تلك البلدان، مثل القاعدة السعودية في جيبوتي، يظهر الفائدة المباشرة من تلك العلاقات. تعزز تلك القواعد نفسها من الاتصالات طويلة المدى مع الدول المضيفة في الوقت الذي تسمح للقوى الخليجية بدعم القدرات العسكرية لتلك الدول.

 

بالإضافة إلى العتاد الجوي الذي ركزته الإمارات في قاعدة عصب، هناك أيضا وحدة برية كبيرة التي تضم على الأقل كتيبة مدرعة مجهزة بدبابات لوكلير القتالية فرنسية الصنع. ومع ذلك فإن الأصول الجوية هي الأسرع في الانتشار، حيث تعطي طائرات ميراج 2000 فرنسية المنشأ المتمركزة في القاعدة لأبوظبي ليس فقط القدرة على إجراء عملياتها في اليمن بكل سهولة، ولكن أيضا القدرة على إبراز قوتها في أماكن أخرى حول البحر الأحمر وخليج عدن.

 

ومن المحتمل أن تواصل دولة الإمارات العمل على تعزيز علاقاتها العسكرية مع جميع بلدان المنطقة، وسوف تنمو قدرتها على إبراز قوتها في هذه المنطقة. هذه القاعدة تمثل تحولاً كبيرًا في السياسة العسكرية الإماراتية لتنضم أبوظبي إلى نادي الدول التي تمتلك قواعد عسكرية خارج حدودها.