الأسد يهنئ السوريين بـ”عرفات” بالقنابل المحرمة وقصف إدلب وحلب

- ‎فيعربي ودولي

رغم الحديث عن اتفاق وخطة أمريكية روسية لبدء هدنة في سوريا، لا تزال المقاتلات الأسدية والروسية تقصف المدنيين في حلب وغالبية مناطق سيطرة قوى الثورة.

 

المقاتلات الروسية والأسدية المحملة بالأسلحة المحرمة لم تعرف حرمة شهر أو عيد؛ حيث كثفت هجماتها الجوية تزامنًا مع وقوف الحجيج على جبل عرفات لتأدية مناسك الحج، وسطرت لنفسها جريمة جديدة تضاف لسجل جرائمها الدموي.

 

فلا يزال الأسد يواصل قصفه الهمجي العشوائي بدم بارد ويتمتع بمنظر الدماء والأشلاء والدمار، دون تفكير بحجم الألم والمعاناة التي تخلفها أدواته القاتلة، آخرها استهدافه لحلب وحماة، وإدلب وريف القنيطرة؛ حيث سقط العشرات، قبيل عيد الأضحى، أبى الأسد أن يحي هؤلاء المدنيين عيديهم وهم يؤدون شعائرهم الدينية.

 

وارتفع عدد قتلى الغارات التي شنتها الطائرات الروسية والسورية على إدلب وحلب وريف دمشق إلى أكثر من مئة قتيل وعشرات الجرحى، وذلك بعد ساعات من إعلان اتفاق روسي أميركي بشأن هدنة في البلاد.

 

بينما قتل 46 شخصًا وأصيب العشرات، إثر قصف الطائرات الروسية بقنابل محمولة بمظلات على أحياء سكنية في بلدة كفر داعل بريف حلب الغربي.

 

وفي إدلب، سقط أكثر من عشرين قتيلاً جراء غارات الأسد والروس الجوية على سوق الخضار، بينما تتعرض مدينة سراقب -بريف إدلب- لقصف عنيف ومستمر منذ أكثر من شهر، استهدف الأحياء السكنية والمستشفيات وكل مرافق المدينة.

 

وقد وثق فريق الدفاع المدني السوري أكثر من مئتي غارة شنتها طائرات روسية وسورية، استخدمت فيها قنابل الفوسفور والقنابل العنقودية المحرمة دوليًّا؛ ما أجبر أكثر من ألفي عائلة على النزوح من المدينة.

 

وفي دوما بريف دمشق، فإن 10 مدنيين قتلوا، منهم 4 أطفال وأصيب آخرون بجروح وصفت أغلبها بالخطيرة، جراء قصف جوي مكثف لطائرات النظام استهدف الأحياء السكنية في المدينة، وأسفر أيضًا عن دمار في الأبنية والممتلكات.

 

وفي حلب، قتلت عائلة كاملة مؤلفة من 5 أشخاص وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الطائرات الروسية أحياء سكنية في بلدة كفر داعل بريف حلب الغربي؛ ما أسفر أيضًا عن دمار كبير في المنازل.

 

في حين، قتل 4 أشخاص، وأصيب آخرون بجروح؛ جراء قصف لطائرات النظام استهدفت منازل المدنيين في حي الميسر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، وحي بستان القصر، بينما تعرضت أحياء المرجة والصالحين والكلاسة لقصف من طائرات روسية أسفرت عن إصابة في صفوف المدنيين ودمار كبير في الأبنية.

 

الناشط الإعلامي السوري أحمد المسالمة قال: إن القصف والقتل هو عنوان الأسد والروس قبيل عيد الأضحى، فنحن نتوقع استمرار القصف والقتل من روسيا والنظام على المدنيين؛ لأن الأسد وبوتين يعشقان القتل.

 

وأوضح الناشط الإعلامي لـ"مصر العربية" أنه لا يردع الجزار أشهر حرم ولا أيام فضيلة ولا أي مناسبة دينية، فهو قاتل عاشق لهذه المهنة التي يحترفها ويعلمه بوتين من الشيطنة ما لم يتعلمه بشر قبله، فقصفهم للمدنيين لم يتوقف يومًا ومجازرهم تزداد بشاعة مع مرور الوقت.

 

وتابع: في سوريا سيخلق جيل على الركام ويعيش عليها الآن، جيل من تحت الأنقاض، فالدمار كبير جدًّا، بنى تحتية مدمرة وركام بكل شارع، ومخيمات لجوء تفوح منها رائحة الحرية المنشودة ينشدها شعب طالب بها، فقابله جزار مجرم استقدم إليها كل عشاق الدم ومن يمتهن القتل لكسب العيش، فسوريتنا ستعود وسيبقى اسم سوريا خفاقا بدون الأسد.

 

وأشار المسالمة إلى أن الأسد وبوتين يجن جنونهم عندما نمارس شعائرنا الدينية، ومع اقتراب العيد وسماعهم بأننا نشتري الأضاحي لذبحها بالعيد وتوزيعها على بعضنا كما سنَّ رسولنا الكريم لا يستطيعون تخيل المشهد ولا تتمكن عقولهم الجزارة استيعاب لُحمتنا الاجتماعية وتأديتنا شعائرنا، فيقصفون ويقتلون ولا شيء يردعهم إلا صمودنا.

 

وأنهى الناشط الإعلامي كلامه، "لم يكن الروس والأسد يومًا يبحثون عن هدنة، فلم يكونوا يومًا مع وقف إطلاق النار، بل كانوا يخرقوها دائمًا.

 

ومع يوم وقفة عرفات وهو خير يوم أشرقت فيه الشمس، فالشعب السوري الحر ذاكر مكبر صائم، وسنمارس شعائرنا الدينية، وسنضحي وسنقيم عاداتنا وتقاليدنا بالعيد من صلاة وخطبة العيد والزيارات والعيديات بالإضافة إلى أراجيح الأطفال ولباسهم الجديد".

 

في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن طائرات يعتقد أنها إما سورية أو روسية قصفت أيضًا بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي بما في ذلك عندان وحريتان، بالإضافة إلى طرق إمداد مهمة لمقاتلي المعارضة.

 

وأكد المرصد تقارير سكان ونشطاء في شرق حلب، قالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة لجيش النظام السوري أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية للمدنيين في بضع مناطق.

 

كما هاجمت قوات النظام مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سوريا حيز التنفيذ يوم الإثنين، وقال مقاتلو معارضة إنهم يخططون لهجوم مضاد.

 

بالإضافة إلى إصابة نحو 30 آخرين بجراح، ولا يزال عدد الشهداء مرشحًا للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، وكانت مناطق سيطرة الفصائل في الحي ذاته، تعرضت ظهر اليوم لقصف جوي أسفر عن استشهاد 7 مواطنين بينهم أطفال تقطعت أطراف معظمهم، وإصابة آخرين بجراح.

 

يذكر أن وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرجي لافروف، توصلا إلى اتفاق لوقف النار في سوريا بدءًا من الإثنين، مع تحذير واضح من واشنطن للمعارضة بأن التعامل مع تنظيم "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقًا) قد تكون له عواقب وخيمة.