ائتلاف المصريين بالخارج يدعو لدعم الموجة الثورية الجديدة وفضح الانقلاب

- ‎فيأخبار

أحمد أبو زيد

دعا الائتلاف العالمى للمصريين فى الخارج جماهير المصريين فى الخارج إلى إحياء فعاليات يوم الخامس والعشرين من يناير 2014 بالتظاهر وتنظيم الفعاليات المختلفة فى كافة أرجاء العالم مستحضرين شعار "25 يناير ثورة لن تموت"، وذلك حتى سقوط الانقلاب الغاشم واستعادة المسار الديمقراطى وتحرير المختطفين والقصاص للشهداء واستكمال كافة أهداف الثورة المجيدة، مؤكدا أن أبناء مصر فى الخارج يضيفون وقودا جديدا لشعلة الحــرية ويستعيدون زخـم ثورتنا الرائعة ليسمع العــالم صـوت العزة والكــرامة ويفـهم معـــنى الوطـــنية.

وقال البيان الذى صدر عشية الموجة الثورية الجديدة التى دعا إليها التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بمشاركة من الجاليات المصرية فى كل من باريس وبرلين وواشنطن وملبورن وطوكيو: "لقد شهد الخامس والعشرين من يناير 2011 إشراق شمس الحرية من جديد فى نفوس شعبنا العظيم بعد أن حجبتها يد القهر والطغيان عقوداً طويلة، حرمت خلالها الوطن من حقه فى الكرامة الإنسانية، ففى مثل هذا اليوم انتفض المارد المصرى الغاضب يعلن للبشرية انتهاء زمن استلاب الأوطان واستعباد الإنسان، ومصادرة حق الشعوب فى الحياة بحرية وكرامة، و ردد العالم معنا نشيد الحرية بينما وقفت شعوبه ترقب فى انبهار ثورتنا السلمية التى تستعيد مجداً تليداً، ومكانة مستحقة لشعب الحضارة الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، وصارت الثورة الباسمة الباسلة مصدر إلهام لأحرار العالم ترسم أسمى معانى الحرية والمساواة والعدالة، لتضع نفسها فى مصاف الثورات التى غيرت تاريخ الإنسانية".

واستعرض البيان عددا من إنجازات ثورة 25 يناير بالداخل والخارج ، ومنها: إزاحة نظام الفساد والتبعية والطبقية، وإتيان الشعب بمن ارتضاه رئيساً عبر آليات الاختيار الحر، ليؤسس ديمقراطية حقيقية يستعيد فيها سيادته ويحرر قراره الوطني، إلا أن قوة الزلزال المصرى وتأثيره على موازين القوى الإقليمية والدولية التى تخشى عودة قلب العروبة النابض للحياة مجدداً، جعلت قوى التآمر فى الداخل والخارج تتكالب لوأد الحرية الوليدة ومنعها من تحقيق كامل أهدافها، واستمرت تلك المحاولات الآثمة فى الخفاء على مدار عمر الثورة، حتى انكشفت كامل الصورة بطعنتهم الغادرة الأخيرة فى انقلاب 3 يوليو الدموى الغاشم الذى اختطف الرئيس الشرعى المنتخب ونسف مكتسبات الثورة وصادر اختيار الشعب الحر، فظن المتآمرون أنهم قضوا على أمل الحرية للأبد، واستعادوا النظام البائد ودولته البوليسية المجرمة، التى تجلت أفظع ممارساتها فى مذابح بشعة لم يشهد التاريخ المعاصر لها مثيلاً، واعتقالات عشوائية بالآلاف للوطنيين والشرفاء ورموز الثورة ورفقاء الميدان من الأحرار والحرائر والأطفال، وظن الواهمون أن تلك الصدمات كفيلة بأن تصرف الشعب الثائر عن هدفه وتخضعه لسلطة انقلابية، حتى زادوا عارهم أخيراً بوثيقة الدم اللقيطة التى سميت دستوراً والشعب منها براء".

وأضاف البيان: "أن الشعب الصامد جعل من دماء الشهداء الطاهرة التى غطت ميادين مصر وشوارعها – على مدار شهور الانقلاب الدموى – قوة هائلة أحيت أمل الحرية فى نفوس شباب يأس منهم اليأس، وزخماً يدفع قاطرة الثورة نحو مسارها الصحيح لاستكمال أهدافها، وطوفاناً من البشر لا يأبه لخوف ولا ترهبه آلة بطش غاشمة فى سعيه لاسترداد وطنه، بعد كبوة سرعان ما سيغرقها بركان الغضب الشعبى المتصاعد والمتسع ليشمل كل قطاعات المجتمع بعد أن انكشفت المخططات وسقطت الأقنعة الزائفة باسم الوطنية والمتاجرة بمعاناة المهمشين".

وأكد الائتلاف العالمى للمصريين فى الخارج  فى بيانه أن أبناء مصر فى الخارج لم يخذلوا الوطن يوماً، بل كانوا وما زالوا فى أرجاء العالم خير سفراء لوطنهم الأم، لم تمنعهم آلاف الأميال من التفاعل والتواصل ومعايشة الثورة لحظة بلحظة، ومشاركة مشاعر الألم والقلق على مستقبل الوطن والفرح لانتصاره وتقدمه، فجعلوا من ساحات مدن العالم نسخاً مصغرة من ميادين الثورة وأيقونات صمودها، بداية من التحرير ومحمد محمود ورابعة والنهضة والأربعين والقائد إبراهيم وغيرها، وكانت خطواتهم الثابتة والمؤثرة هادية دوماً لأهلنا فى الداخل، وآخرها معركة شرعنة وثيقة الدم التى انتصر فيها مصريو الخارج بامتياز مثبتين وطنيتهم ووعيهم الرائع، وتردد صداها ارتباكاً فى معسكر الانقلاب الذى تجرع مرارتها، وأثرت بشكل كبير على مقاطعة شعبية كبيرة فى الداخل.

وقالت الائتلاف: "إن الذكرى الثالثة لثورة الحرية والكرامة تأتى من جديد، تحفّها أرواح آلاف الشهداء البررة الذى ضحوا فى سبيل عزة الوطن، وأنّات آلاف المعتقلين الذى حرموا حريتهم فى ظروف لا إنسانية ليتحرر الشعب من جلاديه، وآلام عشرات الآلاف من المصابين والمعاقين الذين تصدوا بسلميتهم لآلة بطش غادرة فدفعوا الثمن غالياً لتعيش الأجيال الجديدة فى كرامة"

وطالب الائتلاف الشعب المصرى الحر أن يكونوا دوماً على مستوى ما تنتظره مصر منه، وأياً كانت الانتماءات والتوجهات أو اختلاف المواقف السياسية، وقال في بيانه: "لا انتماء اليوم إلا للوطن، ولا صوت يعلو فوق نصرة الحق والعمل معاً لاسترداد ثورة الحرية، فالظلم لا يميّز بين مصرى وآخر، ومعاناة أهلنا تطال الجميع".

ووجه الائتلاف رسالة عاجلة للمؤسسات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الأوروبى، للتحذير من مغبة ارتكاب مليشيات الانقلاب لمذابح جديدة هددوا بها صراحة ضد الحراك الشعبى السلمى يوم 25 يناير 2014، ولمطالبة تلك المؤسسات بتطبيق المعايير الدولية فى التعامل مع الانقلاب العسكرى الدموى، وضرورة احترام إرادة الشعب المصرى وشرعيته المنتخبة ديمقراطياً، مع اتخاذ التدابير اللازمة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الممنهج للمتظاهرين السلميين الرافضين لاستيلاء العسكر على السلطة، مؤكدا أن المصريين فى الخارج لن يترددوا فى فضح أية جرائم أو تجاوزات فى حق الشعب، ولن يسمحوا أن تكون الدماء والأعراض مستباحة ولا أمن الوطن ألعوبة فى يد عصابة من المغامرين، وتعهد بمواصلة جهوده على كافة الصُّعد، وبكل الوسائل السلمية والقانونية حتى استعادة الحرية السليبة وتحرير إرادة الشعب فى اختيار من يحكمه.

وأكد الائتلاف أن الأحــرار من أبناء مصر بالخارج  هم سفراء مصر الثورة وشعبها الأبى الحر الذى يأبى الخنوع والذل مهما واجه من تحديات.