“الصحافة” تغرق في بحر تعويم الجنيه والانقلاب يستعد لغلق “منصات” وتسريح صحفيين

- ‎فيأخبار

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

في ظل تلك الأجواء، رفعت "الأهرام" سعر الطباعة 80%، بعدما استحوذت كلفة الورق بمفردها على نحو 60 إلى 65% من كلفة إنتاج الصحيفة، مع توقع وصول سعر الجريدة إلى 4 جنيهات، وتناولت العديد من صحف الانقلاب الرسمية والخاصة ومنها "الشروق" تقارير موسعة تتناول "أزمة الصحافة" معتبرة أنها تهدد بغلق الصحف وتشريد الصحفيين، فيما قالت "المصري اليوم" في تقريرها "توجهات حكومية نحو هيكلة الإعلام وغلق قنوات رسمية".

 

ومما لا شك فيه، أن جميع القرارات الاقتصادية منذ الانقلاب على الشرعية، ولكن قرار التعويم الذي صدر في 3 نوفمبر، زاد الوضع سوءًا لجموع الصحفيين، ففي الوقت الذي يعاني فيه الصحفيون من البطالة بعد إغلاق بعض الصحف، و"تدني رواتب الصحفيين للحد الأدني من رواتب أمناء الشرطة" على حد وصف الذراع الانقلابي أحمد موسى، علاوة على المديونيات الضخمة للمؤسسات الرسمية "الصحف القومية" و"ماسبيرو" لنحو 34 مليار جنيه، بحسب نائب رئيس المجلس الأعلى للصحافة د. عماد حسن مكاوي.

 

قرار الأهرام

 

وأرسل المدير العام لمطابع الأهرام خطابًا موجهًا إلى جميع الصحف التي تطبع إصداراتها في المؤسسة طالبهم فيه بتحمل قدر من التكاليف الإضافية للطباعة بنسبة 80%، من قيمة التعاقد بسبب زيادة سعر الدولار، وانسحاق سعر العملة المحلية، وذلك كي تتمكن المطابع من الاستمرار في الطباعة على أن يكون ذلك بدء من إصدار 15 ديسمبر المقبل، وفي هذا التحقيق نتعرف سويًا على الخطوات التي ستأخذها هذه المؤسسات للخروج من الأزمة والاستمرار في الاصدار. 

 

ورغم أن الأسعار التي تفرضها الأهرام ستنعكس على بيع الجرائد الخاصة والحزبية، إلا أن المجلس الأعلى للصحافة لن يقدم أو يؤخر شيئًا حيال أسعارها، "وليس له علاقة بذلك ولكنه مسئول فقط عن أسعار الصحف القومية"، بحسب صلاح عيسى رئيس المجلس.

 

ولكن محمد شردي، رئيس مجلس إدارة جريدة الوفد الأسبق، والذراع الانقلابي المعروف، قال إن "الاهرام لن تستطيع تحمل جميع الزيادات التي فرضت على أسعار الطباعة وبالتالي لا بد أن تعمل جميع الصحف الخاصة على تقنين الاوضاع وتفهم الأمر، موضحًا أنه في حال عدم تدخل الدولة لحل هذه الأزمة بالصحف المصرية ستختفي العديد من الإصدارات لعدم قدرتها على تحمل هذه الزيادة لمدة طويلة".

 

أغلى من لبنان

 

ورأى العضو المنتدب السابق لجريدة المصري اليوم، شريف ودود، أنه "بعد القرار الأخير قد تلجأ الصحف إلى رفع أسعار النسخ المطبوعة إلى سعر 4 جنيهات مثلًا، والسعر الحالي (جنيهان لمعظمها تقريبًا) مرتفع أصلًا، مقارنة بدول أخرى. لنقس مثلًا على سعر رغيف الخبز. السعر الحالي للجريدة يساوي ثمانية أرغفة من الخبز غير المدعم، و40 رغيفًا من الخبز المدعم، بالسعر المتوقع سيساوي 80 رغيفًا مدعمًا، بينما في لبنان مثلًا يساوي سعر الصحيفة تقريبًا أربعة أرغفة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الصحف المطبوعة لا تزال تواجه تراجعًا".

 

مرتبات الصحفيين

 

ومن أكبر الصحف في مستوى الرواتب منذ 2005 كانت "المصري اليوم"، ثم مع ظهور "الشروق" ظهرت شريحة جديدة للرواتب، ولا يعتمد صحفيو هذه المؤسسات علاوة على صحفيي المؤسسات القومية، على مصدر واحد للدخل، بل يتجهون إلى العمل في المحطات الخاصة والرسمية، وأوجدت الشؤون المعنوية لبعضهم وظيفة جديدة وهي: المتحدث الإعلامي للوزارات، ورغم أن الغالبية العظمى من الصحفيين سواء النقابيون أو المحترفون، يعانون تدنيًا ساحقًا في الرواتب، دعت الأذرع الإعلامية للانقلاب"السيسي" لإلغاء مرتبات الصحفيين الشهرية –وتسميها النقابة بدل تكنولوجيا وتقدر بنحو 1400 جنيه- من النقابة لتأديبهم، وأذرع أخرى تدعي أن "مرتبات الصحفيين هي السبب الأول في الأزمات المالية للصحف".

 

المنصات الإلكترونية

 

ومع تقلص شريحة قارئي الصحف في السوق المصرية بين 20 إلى 30 ألف قارئ اعتاد على شراء الصحف، فإن الصحافة المطبوعة في تحدي الاستمرار، والصحفيين في تحدي مهنة البحث الرواتب اللائقة، لا سيما أن البديل الإلكتروني صار مهددًا حقيقيًا لعرش الكلمة والصورة والفيديو.