د. يحيى إسماعيل: المسلمون يطالبون بمعاملتهم كالمسيحيين في استقلال كنائسهم

- ‎فيتقارير

فجر عاطف صحصاح

قال د. يحيى إسماعيل -أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وأمين عام جبهة علماء الأزهر- تعقيبا على قرار حكومة الانقلاب بضم جميع مساجد وزوايا مصر: هذا التصرف من رحمة الله تعالى بنا حيث لا يوفق الانقلابيين إلى عمل الخير؛ فلم نسمع عن قرار صائب صدر من هذه الوزارة فجميعها قرارات دوافعها إرضاء من دون الله رب العالمين وتنفيذ أوامر على خلاف ما شرع الله تعالى.

 

وأضاف في تصريحات لـ”الحرية والعدالة” أننا سمعنا أيضا مقترحا من الشيخ أحمد كريمة -أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، المؤيد للانقلاب- طالب فيه بإنشاء وزارة الشؤون الدينية للمسلمين والمسيحيين، بدلًا من وزارة الأوقاف، ومن وجهة نظري -والكلام ليحيى إسماعيل- فنحن الآن نطالب بالفعل أن تكون لنا حقوق دينية مثل ما هي للمسيحيين. فرغم أن أوقاف الكنيسة لم تمس إلا أنه ومنذ عهد عبد الناصر تم إلغاء الوقف الأهلي ثم الوقف الخيري وضُم هذا كله لوزارة الزراعة رغم أن القاعدة الشرعية أن شرط الواقف كنص الشارع، ومن تجاوز هذا اعتدى على معلم من معالم الدين عظيم. ولذا ففي حين تتسول مساجد الأوقاف من ميزانية الدولة الموافقات لإصلاح مصباح أو دورة مياه، وتتحكم الوزارة في الأئمة والوعاظ، إلا أن الكنيسة تتمتع باستقلالها وأموالها بحرية تامة ولا سلطان لأحد على وعاظها من أي جهة كانت. ولذا بتنا منذ عهد عبد الناصر نطالب بأن تتساوى الأقلية مع الأكثرية!

 

وحول أزمة الأئمة والدعاة التي يظن الكثيرون أنها قد تعيق تطبيق القرار، يرى –إسماعيل- أن هذه القضية لا تشغل بال وزارة الانقلاب، فلديهم استعداد لتجييش المخبرين وإعطائهم تصاريح خطابة بلا اشتراط لتخصص أو كفاءة أو علم شرعي. خاصة إذا كانت كل القضية في إطار الخطبة الموحدة هي مجرد قراءة خطبة على منبر.

يتابع -إسماعيل- أن التخوف من غلق المساجد هو حقيقي، خاصة أن المساجد بالفعل الآن تغلق عقب كل صلاة وحتى قبل انتهاء المصلين من ختام الصلاة، فإذا كان الله تعالى يقول: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" {سورة الجن/18}. فالآن يصر الانقلاب أن تكون المساجد للدولة، فغلق المساجد مخالف لشرع الله، فيجب أن تبقى بيوت الله مفتحة لكل راغب، وقد سبق وأن استجاب في ذلك الدكتور طلعت عفيفي –وزير الأوقاف الشرعي في العام من حكم الرئيس مرسي- ولكن حدث الانقلاب وتراجع كل ذلك، في حين أن الشيخ الغزالي كان يصف المسجد بأنه رئة الحي، تغضب فيه المرأة إذا تعثر عليها الذهاب لبيت أهلها، ويبيت فيه عابر السبيل، فبيت الله ملاذ لكل محتاج.

وفي السياق نفسه يستنكر –إسماعيل- ويؤكد أن فكرة الضم تعني وجود ميزانيات وأموال، فلماذا إذن تريد حكومة الانقلاب من الناس أن تتقشف أو لماذا يتم فرض ضرائب على العاملين بالخارج