مصر السيسي مقرا للانقلابيين والقتلة.. علي صالح سرا بالقاهرة

- ‎فيأخبار

كتب جميل نظمي:

بعد زيارة علي المملوك مدير مخابرات القاتل بشار الأسد للقاهرة في نوفمبر الماضي للتشاور حول تفعيل التعاون العسكري المصري مع نظام بشار، الذي يقتل شعبه ويشرده ليل نهار، والذي أسفر عن مجازر في حلب وفي كل أنحاء سوريا.

وبالمخالفة للإجماع العربي، تقدمت مصر بطلب لسوريا لإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا، بالتنسيق مع داعمي بشار من الروس والصينيين، وهو ما فسره خبراء بأنه مجرد غطاء للقوات المصرية والأسلحة المصرية الموجودة بسوريا بالفعل.

والتي تحدثت عنها صحف السفير والأخبار اللبنانية، مؤخرا، كاشفين عن وجود نحو 18 طيارا مصريا يعملون بالمطارات السورية يقودون الطلعات الجوية المتلاحقة على رؤوس الشعب السوري.

وعقب استضافة المملوك، جاءت زيارة نائب رئيس البنك المركزي الإيراني، أمس الأول لمصر، كمكافأة على الإخلاص المصري بقيادة السيسي للمشروع الشيعي في المنطقة العربية، مقدما وعودا بتدفقات مالية يحتاجها السيسي لتثبيت حكمه المنهار، بسبب فشله ورفض المصريين انقلابه.

وفي آخر تطورات المشهد السياسي الذي يحول القاهرة إلى عاصمة معزولة عربيا، بسبب الخيانة للأمة العربية في مسارها للتخلص من المستبدين والطغاة ووقف التمدد الشيعي الطائفي بالمنطقة، استقبلت القاهرة سرا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بالمخالفة أيضا للإجماع العربي.

وكشفت مصادر رسمية مصرية النقاب عن أن الرئيس اليمني المخلوع ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، علي عبدالله صالح، زار القاهرة أخيرًا، في زيارة استمرت أكثر من يوم، مضيفة "تم التكتّم على الزيارة وفرض تعتيم عليها، خصوصاً أنها تأتي في توقيت تتوتر فيه العلاقة مع السعودية".

وأشارت المصادر في تصريحات صحفية، اليوم، إلى أنه "تم خلال الزيارة التباحث بالأزمة اليمنية الراهنة".. وهو أمر يعتبره المراقبون والأعراف الدبلوماسية تلاعبا من مصر، من وراء التخالف العربي، الذي خاض غمار المباخثات الطويلة مع الحوثيين وصالح، دون توصل لاتفاق، وفي الوقت الذي تتواصل الحرب العسكرية بين الطرفين، وفق إجماع عربي على ضرورة احترام الإجماع العربي، ووقف التمدد الإيراني في المنطقة.

ولعل ما يؤكد خيانة السيسي للسعودية ودول الخليج العربي، أن زيارة صالح جاءت سرا للقاهرة، وفي وقت يفرض فيه الإقامة الجبرية على قادة الانقلاب في اليمن.. حيث تأتي زيارة صالح السرية للقاهرة، في وقت يفرض فيه مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه منذ عام 2014، تضمنت حظرًا عالميًا على سفره وتجميد أصوله لتهديده السلام وعرقلة العملية السياسية في اليمن.

وفي سياق إماطة اللثام عن خيانة السيسي، جاءت تصريحات لقائد اللواء 62 حرس جمهوري، العميد مراد العوبلي، المقرب من صالح، والتي أكد فيها أن الرئيس المخلوع سافر خارج اليمن، وعاد خلال الفترة القليلة الماضية، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وقال العوبلي، في تدوينة مقتضبة على حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك"، إن "علي عبدالله صالح سافر إلى خارج اليمن ورجع بحمد الله خلال الفترة القليلة الماضية"، مضيفًا "لا أريد أن يسألني أحد كيف ومتى وإلى أين؟".

‎وكان حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه صالح، كشف، في بيان، عن أن مجلس الأمن رفض طلبًا لصالح للسماح له بالسفر منذ نحو أسبوعين إلى كوبا، لتقديم التعزية بوفاة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.

وأكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن السعودية ترى أن أمن اليمن من أمن السعودية. وقال، في الخطاب الافتتاحي للسنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي، "لن نقبل بأي تدخل في شئونه الداخلية، أو ما يؤثر على الشرعية فيه، أو يجعله مقرًا أو ممرًا لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها".

المراقبون يرون أن استقبال القاهرة لصالح سرًا، خطوة من شأنها زيادة الانزعاج السعودي من القيادة المصرية على خلفية قضايا عديدة، منها الموقف المصري من سورية ومن إيران.