كتب رانيا قناوي:

كشفت "رويترز" عن أن "كيمياء العنصرية" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقائد الانقلاب العسكري توافقت بعد وصول الأول للسلطة حول دعم القمع ضد المعارضة المصرية، والحرب على التيارات الإسلامية، موضحة أن اتصالات هاتفية ودية ودعوة إلى البيت وتركيز على التصدي الإسلاميين إلى جانب ما وصفها دونالد ترامب بـ"الكيمياء"، حددت أسس عهد جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، قد تنبئ بمزيد من الدعم العسكري والسياسي للقاهرة.

وأضافت "رويترز" في تقريرها اليوم الخميس، أن الإعجاب المتبادل يعود إلى لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، حيث وجد ترامب، المرشح الرئاسي في ذلك الحين، أرضية مشتركة مع النهج الصارم للسيسي بشأن الإسلاميين، فقد وصف ترامب السيسي الذي تتهمه جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بالاستبداد والقمع، بأنه "رجل رائع".

ما رد عليه السيسي -أول حاكم دولة يهنئ ترامب على انتصاره الانتخابي- الشهر الماضي بعدها أصدر الرئيس الأمريكي، بعد أيام من تنصيبه، أمراً تنفيذياً يمنع مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، ولم تكن مصر على قائمة تلك الدول وامتنعت عن انتقاد الحظر علناً نيابة عن الدول الإسلامية، التي دائماً ما تتطلع إلى قيادتها. هذا الصمت أفصح بالكثير عن تغير نبرة العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقالت "رويترز" إن ترامب يرى السيسي زعيماً صُلباً جاء للسلطة بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي ويقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سيناء وعلى حدود بلاده مع ليبيا، وفي المقابل، يرى السيسي ترامب زعيماً أمريكياً غير مهتم -على خلاف سلفه باراك أوباما- بتوبيخ حليف قديم بشأن حقوق الإنسان.

وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه: "لهجة خطاب إدارة ترامب أكثر ميلاً بدرجة كبيرة في دعمها إلى السيسي منها خلال إدارة أوباما"، ويقول مسؤولون مصريون وأمريكيون إن إدارة أوباما ستسعى، على الأرجح، لإلغاء أو تخفيف الشروط التي وضعها أوباما لصرف مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 1.3 مليار دولار سنوياً.

وبعد أسابيع من تولي ترامب الرئاسة، بحث البيت الأبيض بالفعل إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية"، وهو ما سيلقى بالتأكيد ترحيباً من السيسي الذي ندد به أوباما بسبب حملته الصارمة على أقدم جماعة إسلامية في مصر.

وقال ضابط مخابرات مصري: "ما يهم مصر الآن، هو المساعدة الاقتصادية والعسكرية، وهذا ما سوف تحاول مصر الاستفادة منه في ضوء التقارب بين السيسي وترامب"، و"في المقابل، تسعى أميركا للاستفادة من مصر كحليف بالشرق الأوسط وفي الحرب على الإسلاميين".

وقال تيم ريزر مساعد الشؤون السياسية الخارجية للسيناتور باتريك ليهي، النائب الديمقراطي لرئيس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، إن الإدارة "يمكن أن تطلب من الكونغرس التوقف عن فرض شروط على التمويل وقد يطلبون زيادات في أنواع معينة من المساعدات"، مضيفا  "لكن تصريحات الرئيس ترامب الإيجابية تمنح الرئيس السيسي نوعاً من الدعم والتشجيع لمواصلة ما يفعله.. وهو من بعض النواحي أكثر قيمة من الدولارات".

وكان قد ابتهج أنصار السيسي بفوز ترامب، حيث اعتبروا هيلاري كلينتون امتداداً لأوباما، ونظر المسئولون المصريون إلى الدعوة المبكرة لزيارة البيت الأبيض على أنها علامة على أن صوتهم سيُسمع من جديد.

Facebook Comments