رغم سيلفي السيسي.. الفقر والبطالة المستقبل الحقيقي للشباب

- ‎فيأخبار

                     
كتبت- رانيا قناوي:
 
يعلن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن المؤتمر تلو المؤتمر ويلتقط الصورة وراء الصورة، ويظهر من حوله شباب الحظوة المخابراتية، لإعلان دعم الشباب، حتى إذا ما زال أثر الفيلم الأول، تبدأ أجهزة السيسي في الترويج لفيلم جديد يأخد فيه السيسي نفس اللقطة، ولا عزاء للشباب اليائس الذي رسم مستقبله ما بين الانتحار أو الهجرة.
 
وبالرغم من الأفلام التي أنتجتها أجهزة مخابرات السيسي وإعلامه، إلا أن الشباب في أحدث الاستطلاعات التي نقلت رأيه، رأى بنسبة 87.6% منه أن الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار والفساد هو المستقبل الحقيقي الذي يطاردهم.
 
البطالة والفقر مستقبل الشباب
 
ولعل تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ينقل عن 6.5% من الشباب أن مواجهة الفساد المالي والإداري أهم ما يواجه هذه البلاد ، في الوقت الذي اعتبرت الأمم المتحدة أن رؤية الشباب للفقر كأهم تحد سببها أن طموحات الشباب المصري والعربي تصطدم دائما بالفقر والركود الاقتصادي والإقصاء الذي يتعرضون له، هذا بالإضافة إلى فشل الحكام في تلبية رغباتهم بسبب عنف الدولة وهشاشتها في نفس الوقت.
 
وبحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ معدل البطالة بين الشباب المصري في الربع الأخير من 2015 نحو 27.6%، وبلغ المعدل بين الذكور 22.1%، وبين الإناث 42.4%.
 
وقال التقرير إن تمكين الشباب عبر توفير خدمات جيدة فيما يخص التعليم والصحة والعمل والإسكان وتمويل مشاريعهم، يكسر دوامة الإقصاء ويغير علاقات القوة داخل المجتمع، وإلا سيزيد السخط.
 
ويرى معدو التقرير أن العشوائيات هي سبب رئيسي لزيادة سخط الشباب على الحكم، حيث يسكن 41.5% من الشباب المصريين في الحضر، جزء كبير منهم في عشوائيات، وهؤلاء يتعرضون لإقصاء اجتماعي، وعنف وفقر متفشٍ، وهو ما يؤجج التوتر والاستقطاب الاجتماعيين.
 
ويهتم تقرير التنمية الإنسانية لعام 2016 بالشباب العربي لأن المنطقة العربية هي الأكثر شبابا بين كل مناطق العالم، "ولكن حكومات هذه المنطقة تقوم بأشكال متعددة من التمييز ضد هذا الشباب، ما يجعله الأسوأ حالا بين كل مناطق العالم، وفقا لعديد من المؤشرات"، بحسب التقرير.
 
وتقول هيلين كلارك، مديرة برنامجِ الأمم المتحدة الإنمائي، إن الدول العربية شابة، فما يقارب من ثلث سكان المنطقة شباب في أعمار 15 – 29 سنة، وهناك ثلث آخر يقل عمره عن 15 عامًا، وسيبقى هذا الزخم السكاني إلى العقدين القادمين على أقل تقدير، ويوفر فرصة تاريخية يتحتم على البلدان العربية اغتنامها.
 
ويقول التقرير إن شباب المنطقة يشتركون في معاناتهم من واقع التنمية الإنسانية، وإنهم يشعرون بدرجاتٍ مختلفة بقلق عميق حيال مستقبلهم، ويسيطر عليهم إحساس دفين بالتمييز والإقصاء، ولا يُحصّل جزء كبير منهم تعليماً جيدًا أو عملاً مقبولاً أو رعايةً صحيةً مناسبةً، ولا يمتلكون تمثيلاً كافيًا في الحياة العامة ولا كلمةً مسموعةً في تكوين السياسات التي تؤثر في حياتهم.
 
وتراجع ترتيب مصر  52 مركزا خلال 3 سنوات في مؤشر تنمية الشباب لعام 2016، لتأتي في المركز 138 من بين 183 دولة شملها المؤشر، مقارنة بالمركز 86 في عام 2013، وفقا للمؤشر الذي تصدره مؤسسة الكومنولث.
 
وتؤكد معلومات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الشباب فى مصر فى الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما يبلغ نحو 20 مليون نسمة بنسبة 23.7% من إجمالى السكان، منهم 51.8% من الشباب فقراء.
 
كما أن معدل البطالة بين الشباب فى الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما بلغ 29%، موضحا أن معدل البطالة للشباب الذكور الحاصلين على مؤهل جامعى فأعلى بلغ 36.4%، بينما انخفض إلى 14.7% للحاصلين على مؤهل أقل من المتوسط والأميين، فى حين بلغ معدل البطالة للإناث الحاصلات على مؤهل جامعى فأعلى والمؤهل فوق المتوسط نحو 57.2%، بينما انخفض إلى 25.4% للحاصلات على مؤهل أقل من المتوسط، و13.7% للأميات.
 
ونوهت بيانات نشرة المواليد والوفيات لعام 2012 بأن معدل الوفيات للشباب فى الفئة العمرية من 15 إلى 29 عامًا بلغ حالة وفاة واحدة لكل ألف شاب، فيما ترتفع النسبة مع ارتفاع العمر لـ 35 عامًا بنسبة 10 خالات وفاة لكل ألف شاب.
 
يأتي لك في الوقت الذي أعلن السيسي، أن عام 2016 سيكون عام الشباب المصري، ففي التاسع من يناير، وخلال احتفالية أُقيمت في دار الأوبرا المصرية بمناسبة يوم الشباب المصري، أعلن السيسي أن 2016 سوف يكون هو عام الشباب المصري، مع حزمة من القرارات والإجراءات المتعلقة بدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة، ودعم مراكز الشباب، وتطوير مناهج التعليم.
 
بينما من بين هؤلاء الشباب، عشرات الآلاف خلف القضبان في قضايا سياسية، وغالبيتهم الساحقة من خريجي الجامعات وأصحاب مؤهلات جامعية عليا وما بعد الجامعية.