كتب سيد توكل:
في غياب تام لأشاوس الجيش والشرطة قام تنظيم "داعش" الإرهابي بنصب الأكمنة في وسط العريش، وقام بتفتيش السيارات والمواطنين وتحذير اهالى العريش من التعامل مع الجيش والشرطة، وإلا سيتم التعامل معهم، وسط تشكيك بعض المراقبين في وجود التنظيم بالعريش، مؤكدين أن الملثمين هم مسلحون تابعون للمخابرات الحربية المصرية، باتفاق مع عصابات محمد دحلان ودعم من عناصر الاستخبارات الصهيونية في سيناء.
وكان التنظيم قد استوقف حافلة نقل ركاب محمله بعدد من المُدرسات بالعريش وهددوهم بالالتزام بالنقاب وعدم الخروج بالملابس المتبرجة وإلا سيتم تطبيق الشرع عليهم، وكثرت العمليات الغامضة التي ينفذها تنظيم داعش فى شمال سيناء ضد جنود وضباط الجيش والشرطة، وسط صمت مريب من نظام الانقلاب يصل إلى حد التواطوء.
ونشرت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، صورة لما قالت انه الكمين الذي إقامته منذ أيام بميدان الفالح وسط العريش.
زي سوريا والعيراء!
لم تمر ساعات على نشر صور رئيس الانقلاب يركب الحنطور في أسوان ويتحنطر، حتى صدم العالم بالنزوح الجماعي للمسيحيين المصريين من مدينة العريش بسبب تهديد تنظيم (داعش) المخابراتي، بعدها قام التنظيم باستعراض قوته في شوارع وميادين المدينة أمس.
وعكس ما يروجه إعلام الانقلاب عن الأمن والأمان ومصر التي لن تكون "زي سوريا والعيراء"، أكد شهود عيان بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" أن عناصر التنظيم اقتحموا متاجر وحطموا كاميرات مراقبة وسط المدينة، ووزعوا منشورات تتوعد الأهالي مسلمين ومسيحيين.
يأتي ذلك فيما قالت الكنيسة المصرية، إن عدد الأسر المسيحية النازحة من محافظة شمال سيناء، وصل حتى اليوم السبت إلى 80 أسرة، فيما تحدث شهود عيان عن قيام تنظيم "داعش" بتحطيم كاميرات مراقبة وتوزيع منشورات تحذيرية.
الجيش فين؟
وأشارت مصادر صحفية إلى أن عناصر التنظيم، اقتحموا متاجر وحطموا كاميرات مراقبة وسط المدينة، ووزعوا منشورات تتوعد المسيحيين بالرحيل أو الموت، يأتي ذلك فيما تواصل على مدار اليومين الماضيين، نزوح أسر مسيحية من شمال سيناء، وذلك عقب مقتل 6 مسيحيين على يد مسلحين مجهولين في 5 حوادث خلال الأسابيع الأخيرة وكان آخرها الخميس الماضي، بالتزامن مع بث تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش" الإرهابي، الأحد الماضي، تضمن تهديداً باستهداف المسيحيين داخل مصر.
وقال أحد سكان مدينة العريش "إن عدداً من التنظيم اقتحموا مستودعاً للإسمنت بوسط العريش، كانوا مترجلين، ويتصرفون بهدوء، حطموا الكاميرات واتجهوا إلى وسط المدينة".
الكنائس تدفع الثمن!
وحول استمرار النزوح من سيناء، قال نبيل نجيب، مدير الإعلام والعلاقات العامة بالكنيسة الإنجيلية في مصر، إن هناك تنسيقاً بين الكنائس وحكومة الانقلاب لمواجهة الأزمة، معتبراً أن الهدف هو "ضرب الدولة وليس المسيحيين فقط"، حد قوله.
وفيما تدفع الكنائس المصرية ثمن تأييد ودعم الانقلاب العسكري في 30 يونيو 2013، قالت سلطات الانقلاب في أول تعليق لها، إن اجتماعاً رسمياً عقد لمناقشة "آخر التطورات الخاصة باستهداف المواطنين الأبرياء في منطقة شمال سيناء من قبل التنظيمات الإرهابية".
وأوضحت سلطات الانقلاب أن "عدداً من أسر المسيحيين توجهت إلى محافظة الإسماعيلية حيث تم استقبالهم وتسكينهم".
واكتفت حكومة الانقلاب بالقول أنها "تتابع تطورات الأحداث في مدينة العريش"، وكان دورها الوقوف في صفوف المتفرجين بينما الوطن يضيع يوما بعد يوم، ويتحول إلى نبوءة سوريا والعراق وربما أسوأ من ذلك.
واضطرت عدد من الأسر إلى مغادرة منازلهم والتوجه إلى عدد من المحافظات الأخرى فى ضوء الأعمال الإرهابية التي يقوم بها التنظيم، بينما يتعامل الانقلاب مع الموقف ببرود شديد ولسان حاله يؤكد أن ثمة مصلحة من وجود هذا الإرهاب لمنح السيسي شرعية الانقلاب العسكري.
وليس هناك إحصاء رسمي عن أعداد المسيحيين في شمال سيناء، غير أن تصريحات كنيسة رسمية تدّعي أن تعداد مسيحيي مصر بنحو 15 مليوناً من بين سكان البلاد البالغ عددهم 92 مليون نسمة، بينما كان تصريح خرج من رئيس جهاز التعبئة والإحصاء سابقا بعام 2012 بأن عدد المسيحيين بجميع طوائفه لا يتعدى الـ5 ملايين.