كتب سيد توكل:
في بالونة اختبار مقصودة زعم وزير صهيوني دون حقيبة أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيبحثان خطة، خلال لقائهما الأربعاء في واشنطن، لإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وليس في الضفة الغربية، وهو ما قالت صحيفة تايمز أوف اسرائيل إنها إشارة لإحياء فكرة رفضت لفترة طويلة من قبل المجتمع الدولي.
فيما يواجه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، معارضة شديدة شعبية وسياسية من مؤيديه قبل خصومه، حيال هذا الأمر، لا سيما بعدما خسر توه قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وربحها الشعب المصري عن طريق القضاء الإداري.
لا أحد يقبل بالخيانة
من جانبه يؤكد محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المصري المتخصص في الشأن القومى العربي ورئيس حركة "ثوار ضد الصهيونية"، أنه لا يوجد فلسطيني واحد سواء كان فردًا أو فصيلًا يمكن أن يقبل هذا المشروع، ولو كان الفلسطينيون ينوون ترك وطنهم والهجرة والانتقال إلى وطن بديل، فلماذا يقاتلون الاحتلال كل هذه العقود والسنوات؟ ولماذا يقدمون كل هؤلاء الشهداء؟ ولماذا ترفض المقاومة الاعتراف بشرعية دولة إسرائيل؟
ومن جانبه يقول المستشار عماد أبوهاشم -عضو المكتب التنفيذي لحركة قضاة من أجل مصر- إن خطاب السيسى الذى طالب بإذاعته فى إسرائيل، الذى يتحدث فيه عن سعيه لتحقيق السلام الشامل بين العرب واليهود يحمل تلميحاتٍ سخيفةً بالتنازل عن سيناء كوطنٍ بديلٍ للفلسطينيين، وهو ما يعنى أن تدفع مصر وحدها فاتورة التسوية النهائية للقضية الفلسطينية فتنعم إسرائيل -دون منازعٍ أو شريكٍ- بكامل الأرض الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة دون أن تخسر شيئًا تقدمه للعرب.
وتابع: "بالطبع أنا وأنتم لا نمانع أن تدفع مصر حتى آخر نقطةٍ فى دماء أبنائها ثمن التشرف بتحرير فلسطين واستعادة القدس، بل إن هذا ما نحرص عليه ونتوق إليه، إن الدماء هى أسمى ما يمكننا أن نجود به لبلاد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لأننا نملك بذلها دفاعًا عن أرضنا و مقدساتنا، أما الأرض المصرية فليس بوسعنا أن نتنازل عنها لأن ملكيتها ليست خالصةً لنا وحدنا بل تشاركنا فيها الأجيال القادمة إلى أن تقوم الساعة".
بئست المساومة
وأضاف "التنازل عن سيناء كوطنٍ بديلٍ للفلسطينيين يعنى -ضمنًا- أن يتنازل العرب والفلسطينيون عن كامل أرض فلسطين لليهود، وأن يتركوا المسجد الأقصى مقابل أمتارٍ فى سيناء يأوون إليها، فبئست المساومة وبئس من يروج لها، إنهم يريدوننا أن نقايض أرضنا بأرضٍ أخرى مملوكةٍ لنا أيضًا، يريدوننا أن نَغْرَمَ أرضنا و مقدساتنا و كل شيء تَبَقَّى لنا ليغنم أعداؤنا -وحدهم- كل شيء".
وأوضح "أن الفلسطينيين -أيضًا- لا يملكون حق التنازل عن أرضهم أو مقايضة الأعداء عليها؛ لأن هذا الحق ليس خالصًا لهم، بل يشاركهم فيه كل من يشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"، سواء من أدرك عصرنا هذا أم من سيولد على كلمة التوحيد من الأجيال القادمة، إضافة إلى أن قبول تلك المساومة يعنى تمييع قضية "الجهاد" لاسترداد الأرض والمقدسات، وتحويل غايتها إلى مجرد البحث عن سبيلٍ لحياةٍ لا تخلتف كثيرًا عن حياة البهائم والأنعام".
مشددا "لقد اجتبى الله أهل فلسطين بشرف سدانة المسجد الأقصى، فهم أمناء مستخلفون عليه، والأمين مجرد حارس لأمانته يردها كما استلمها إلى صاحبها أو يعهد بها إلى من يحافظ عليها من بعده لا ينقص منها شيئًا ولا يفرط فيها مثفال ذرة، من أجل هذا سالت دماء زكية صدق أصحابها ما عاهدوا الله عليه، فقضوا نحبهم فى سبيل الله.. ما فرطوا وما خانوا، ومن ينتظر من المسلمين فى فلسطين وفى شتى بقاع الأرض ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه لن يفرطوا ولن يخونوا أماناتهم أبدًا، بل هم على درب من سبقهم ممن رضى الله عنهم وأرضاهم".
خطة التوطين
ماذا تنوي إسرائيل أن تفعل بغزة في نهاية المطاف؟ هذا هو السؤال الذي حير المحللين والمراقبين لبعض الوقت، ولكن مؤخرًا، ظهرت مؤشرات على ما تنوي إسرائيل والولايات المتحدة فعله في أهل غزة المكتظة بشدة، والمحاصرة منذ 8 سنوات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مع بنية تحتية مدمرة بسبب حروب الكيان الصهيوني تشبه إناء ضغط عملاق بانتظار أن ينفجر.
من الصعب أن نتصور أن دولة الاحتلال لن تواجه اضطرابًا هائلاً على أبواب فلسطين المحتلة، فما السيناريو الذي يقترحه الإسرائيليون؟ هل سيتفرجون على الفلسطينيين بينما يهدمون أسوار سجنهم الكبير؟ أم سيقمعون انتفاضته بوحشية؟ أم لدى السيسي خطط لحل المشكلة بالنيابة عن الاحتلال؟