“ف. تايمز”: لم يبقَ للمصريين إلا الخبز المدعم

- ‎فيتقارير

 كتب يونس حمزاوي
سلّطت صحيفة "فاننشيال تايمز" البريطانية الضوء على معاناة المصريين في عهد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى أنه لم يبق للمصريين بعد تحرير سعر صرف الجنيه ورفع أسعار الوقود وارتفاع التضخم بصورة غير مسبوق، وصلت إلى 41% في مارس الماضي، سوى الخبز المدعم، الذي وصفته بالحصن الأخير للمصريين من الجوع.

جاء هذا في سياق تقرير نشرته الصحيفة، اليوم السبت، على موقعها الإلكتروني، والذي تناولت فيه ارتفاع معدلات اعتماد الأسر المصرية على الإمدادات الحكومية، في أعقاب توقيع القاهرة على اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، والتي ستحصل بموجبها على قرض بقيمة 12 مليار دولار على 3 سنوات.

وفي سياق تفسير الصحيفة لتزايد معدلات اعتماد المصريين على الخبز المدعم، اعتبرت تلك الظاهرة انعكاسا لحجم الضغوط التي تقع على الفقراء جراء المعاناة التي يواجهها الفقراء؛ على خلفية قرارات التحول الاقتصادي القاسية، التي شرعت الحكومة في تنفيذها لتأمين الحصول على قرض صندوق النقد.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن برنامج الخبز المدعم يمثل حماية للمصريين من الجوع، وصمام أمان من الوقوع في الاضطرابات الاجتماعية.

وينقل التقرير عن علي مصيلحي، وزير التموين بحكومة الانقلاب، أن استهلاك الخبز لم يزد عند كل المصريين، مضيفا "كان معدل الاستهلاك ثلاثة أرغفة للشخص في اليوم والآن زاد عن ذلك، ونرى ذلك بوضوح في القرى أكثر من المدن".

ويعزو الوزير الزيادة في الاستهلاك في الريف إلى أن الناس يستخدمون الخبز المدعم لإطعام الماشية؛ نظرا لارتفاع سعر العلف.

وأكدت الصحيفة أن قرار الحكومة تحرير سعر صرف الجنيه يعد أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار الغذاء، لافتة إلى أن سعر الرغيف المدعم يصل إلى 5 قروش، بينما يتضاعف 15 مرة في السوق الحرة.

ويشير التقرير إلى أن الحكومة وصندوق النقد يستبعدان تماما الاقتراب من الخبز المدعم؛ خوفا من يؤثر المساس به على الاستقرار السياسي للبلاد"؛ مدللا على ذلك بأحداث انتفاضة الخبز التي وصفتها بالشغب في المدن المصرية في العام 1977، حينما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات خفض دعم الخبز، في محاولة لتأمين الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.