إعلام السيسي ينقلب على “السادات” ويفضح ثرواته وعلاقاته بإسرائيل

- ‎فيأخبار

 رانيا قناوي
بدأت صحف الانقلاب في عقاب نائب برلمان العسكر محمد أنور السادات، بعد خروجه عن دوره المتفق عليه، والخوض في سيارات رئيس برلمانه علي عبدالعال، التي تم شراؤها من أموال الغلابة بمبلغ 18 مليون جنيه، والحديث عن معاشات العسكريين وتقاضيهم أكثر من راتب من جهتين حكوميتين في وقت واحد، الأمر الذي أدى لتحويله إلى لجنة القيم، والتوصية بفصله من البرلمان.

وخاضت صحيفة "اليوم السابع"- التي تعمل ضمن أجندة مخابرات السيسي- في ملف أنور السادات وكشفت عن ثرواته، حيث زعمت أنه حصل عليها بطرق غير مشروعة هو وعائلته، بما يشير إلى تنافس الأجهزة الأمنية ومندوبيها في مختلف مؤسسات الدولة.

وأشارت الصحيفة إلى ما وصفته بـ"مافيا محمد عصمت السادات"، ورحلة أنور السادات فى عالم السياسة و"البيزنس"، موضحة أن أسرة السادات متهمة بالفساد في 120 مليون جنيه، وتربح أنور السادات- التي لقبته الصحيفة بـ"الثعلب الضال"- من دماء عمه وشهداء معركة تحرير سيناء.

كما نوهت إلى أن أسرة "السادات" تمتلك عشرات الأفدنة فى شرم الشيخ بقيمة تتجاوز 3 مليارات جنيه، مشيرة إلى علاقات مشبوهة تجمع "الثعلب الضال" بوزير إسكان مبارك، فضلا عن شراء "السادات" منزل عمه بـ4 ملايين جنيه، مستغلا أزمة نجل الرئيس المالية.

وكشفت الصحيفة عن أن السادات على علاقة بالصهاينة، حيث يزور السفير الإسرائيلى "ميت أبو الكوم" مرات عديدة فى ضيافة "مافيا عصمت"، كما أن "السادات" ينافس على صفقة إسرائيل بعلاقات صهره "مسئول البترول السابق".

وقالت الصحيفة، إن أسرة السادات تؤسس شركة وهمية وتحصل على 25 فدانا فى التجمع الخامس، كما أن "عفت وطلعت وأنور" يحصلون على 56 مليون جنيه من "الريدى" مقابل أرض غير موجودة.

وقالت الصحيفة، إن علاقات وتعاملات أبناء السادات مع الإسرائيليين توطدت، وزادت عمقًا وتأثيرًا فى سنوات التسعينيات وما بعد الألفية، وتجلّى ذلك واضحًا فى حجم تجارة "عفت" وتعاملاته، التى تشمل فى جانب منها شركات وأفرادا من الإسرائيليين، أو من تجمعهم روابط وعلاقات اقتصادية واسعة مع "تل أبيب".

وكشفت عن أنه، فى أكتوبر 1995، حصل محمد أنور عصمت السادات على قطعة أرض فى ربوة خليج نعمة، باسم شركة "سقارة للتنمية والتسويق" المملوكة له وزوجته جيهان أمين فؤاد، خصصها له ممدوح الزهيرى، محافظ جنوب سيناء الأسبق، بمساحة تتجاوز 25 ألف متر مربع، وفى 2003 و2006 جرى إدخال تعديلين على التعاقد لإضافة مساحات أخرى من الأرض للمساحة المذكورة، لإقامة مشروعات سياحية، عبارة عن عشرات الفيلات "نماذج مختلفة"، و620 وحدة فندقية.

فى فبراير 1997، حصلت شركة سقارة للتنمية السياحية، المملوكة للسادات وزوجته على قطعة الأرض رقم 24، وهى الأرض التى أقام عليها فندق "الليدو"، 200 غرفة بمستوى 4 نجوم، ولهذا الفندق حكاية سنتناولها فى حلقة خاصة، ولكن الملفت أن مخالفاته لم تتوقف على تجاوزات التخصيص، وإنما وصلت إلى حد إقامة الفندق داخل حرم البحر، وإنشاء مرسى للمراكب واليخوت أمامه، فى مخالفة صريحة للقانون والضوابط الإنشائية فى شرم الشيخ.

وفى نوفمبر 2005 حصل السادات، باسم شركة سقارة أيضًا، على القطعة رقم 130 لإقامة مساكن للعاملين، وباسم شركة "إفريقيا للاستثمار العقارى" حصل على القطعة رقم 2 فى ربوة نعمة، خلف فندق "روزتا"، بإجمالى مساحة 21 ألف متر مربع، وتاريخ التعاقد أكتوبر 2005، وعُدّلت شروط التعاقد فى يونيو 2006، وخُصصت الأرض لإنشاء مشروعات إسكان سياحى فاخر، عبارة عن فيلات وشقق بنسبة 20%، ومبنى استقبال ونادٍ صحى، و23 مبنى وحدات سكنية بإجمالى 100 وحدة.

فى أغسطس 1995، حصل محمد أنور عصمت السادات على قطعة الأرض رقم 8 بخدمات نعمة، بمساحة 9 آلاف متر مربع، وتم تعديل التعاقد فى يونيو 1996 لزيادة المساحة، بغرض إنشاء مشروع سياحى، عبارة عن مطعم "فريش إنترناشيونال"، و50 محلا تجاريا، وفى أغسطس 1995 حصل باسم مؤسسة الوادى على القطعة 7 بخدمات نعمة، بمساحة قدرها 4400 متر مربع، وأقام عليها سوقًا تجارية، باعها فى وقت لاحق بـ20 مليون جنيه، وحصل باسم زوجته جيهان أمين فؤاد على القطعة 13 فى الطور بجنوب سيناء، بتاريخ يناير 1996، أضيفت لها مساحة أخرى عبر تعديل دخل على التعاقد فى ديسمبر 1997، وقبل التعديل بخمسة شهور حصل على القطعة رقم 18 فى الطور، بمساحة 600 متر مربع، ثمّ باعها للسيدة نيرمين حسين منصور، وفى فبراير 1996 حصلت مؤسسة الوادى للتجارة، وهو أحد الشركاء فيها، على القطعة رقم 36، بمساحة 3000 متر مربع، وأقام عليها محل "هارد روك"، وهو من أشهر صالات الديسكو فى شرم الشيخ، إضافة إلى مجمع مطاعم، ليبلغ إجمالى ممتلكات محمد أنور السادات والأسرة فى شرم الشيخ حاليًا ما يتجاوز 3 مليارات جنيه، هذا بالطبع غير باقى الممتلكات والشركات والفيلات والقصور والمصانع والعمارات والمحال والسلاسل فى القاهرة والمنوفية وغيرهما، وهو ما يكشف عن نشاط استثنائى ولا يعلو على الشبهات لـ"السادات" فوق رمال سيناء، وبضم ملف الأراضى إلى صراع صفقة تصدير الغاز، التى تمثل سيناء حجر زاوية ونقطة ارتكاز أساسية فى تنفيذها، إضافة لاستغلال أزمة جمال السادات وشراء منزل الرئيس بثمن بخس، يمكننا التساؤل عن مدى استفادة "الثعلب الضال" من اسم عمّه ولحمه ودمه وإنجازه، أو بدقة ووضوح، هل تربح "السادات" من دماء عمه وشهداء معركة التحرير؟.

يمتلك أنور السادات برجًا فى شارع سمير مختار بأرض الجولف بمصر الجديدة، تتجاوز قيمته 20 مليون جنيه، ويمتلك سلسلة محال "سى. بى. إس" فى مصر الجديدة، وقصرا فخمًا على مساحة تتجاوز 60 ألف متر مربع فى "ميت أبو الكوم" بالمنوفية، تتجاوز قيمته 100 مليون جنيه، و"فيلا" دورين بمسطح 822 مترًا مسجلة بالشهر العقارى بشمال القاهرة تحت رقم 82/2396، ومجموعة فيلات وشقق فى مناطق ساحلية متعددة، إضافة إلى شركات سقارة والوادى وأفريكانا وغيرها من الشركات التى تعمل فى مجال التطوير العقارى والتجارة والاستشارات المالية والتوكيلات الملاحية وغيرها الكثير من المجالات.

إدارة أموال "طلعت" ودعم صفقات "عفت"

بعد سنوات رحل طلعت السادات، ومنذ رحيله فى نوفمبر 2011، تولى "أنور" إدارة أغلب ثروته والإشراف على حصصه وأسهمه فى الشركات والمشروعات التى تجمع "عصابة الثعالب"، وعلى الحصة الكبيرة من ثروة "طلعت" المسجلة باسم زوجته، غادة عزيز مختار، التى ضمت أرضا وشركات وعقارات وفيللا فى التجمع الخامس والساحل الشمالى وفايد والإسكندرية ومصر الجديدة، بينما ظل جزء من الثروة حائرًا، خاصة مع الشواهد التى أكدت استخدامه لابنى خالته وشقيقى زوجته، عمرو وشريف، فى إدارة جزء من ثروته، وهو ما تم بدعم ومساندة "الثعلب الضال"، الذى ساعدهما فى رحلة الثراء الطارئة، ووفر لهما فرصا وعلاقات وتعاقدات، ساعدت على وصول ثروتهما إلى أكثر من 500 مليون جنيه وفق تقديرات المقربين والمطلعين، وتضم إلى جانب العقارات والمنقولات والشركات، واحدًا من أكبر مصانع الأعلاف فى مصر والشرق الأوسط.

مظلة المساعدة والدعم التى أرخاها أنور السادات على الأسرة والمحيطين بها، كان من الطبيعى أن تشمل الشقيق الثانى، عفت السادات، أو عبدالحكيم عصمت السادات، الذى تضخمت ثروته بدرجة كبيرة ومتشعبة، لتضم عشرات العقارات ومئات الأفدنة، وشركات ومصانع عديدة، فمن قصر ضخم فى كينج مريوط، إلى فيلا فخمة فى "هايسندا"، و4 فيلل بالساحل الشمالى، وفيلا بالتجمع الخامس، وبرج فى الإسكندرية، وقصر فى كازبلانكا بالإسكندرية، و10 شقق وفيلا فى مصر الجديدة، وأكثر من 100 سيارة ملاكى ونقل، إضافة إلى شركته الضخمة، و"أكوا" للمياه والعصائر والمشروبات، وشركة سيوة للاستصلاح الزراعى، ومجموعة شركات السادات للعقارات والسياحة والتنمية، وتوكيل "كوسيكو" الملاحى، وتوكيل "داواوتوموتيف" الذى يضم شريكا يهوديا، وشركة "سادات مارين" للتخليص الجمركى، وشركة "ألفا غاز" لتصنيع أسطوانات البوتاجاز، وشركة "ألوتيك" لإنتاج الألومونيوم، إضافة إلى شركاته مع نجل منير ثابت، شقيق سوزان مبارك، وتردد أحاديث عن مشاركتهما فى صفقات سلاح دولية.

كما اتهمت الصحيفة أنور السادات بتجارة المخدرات والاتصال بالإسرائيليين، وثبتت بحقه اتهامات الفساد واستغلال النفوذ، ولكنه لم يستطع جمع أكثر من 124 مليون جنيه، إذا اعتمدنا الرقم الذى صادرته محكمة القيم رقمًا وحيدًا وشاملاً لإجمالى ثروة مافيا عصمت السادات فى فبراير 1983، وقت الحكم والمصادرة، ولكن الثروة تجاوزت اليوم 10 مليارات جنيه وفق المعلومات والتقديرات حسنة النية، وكثيرون لا يعرفون عنها شيئا، وأكثر منهم لا يعرفون لها مصدرا واضحا، وما زال "الثعلب الضال" يراوغ ويرفع شعارات السياسة والمعارضة والوقوف فى وجه الأشرار، ليخفى بـ"قناع السياسى" وجه "الثعلب"، وبـ"ماكياج المبادئ" أوراق البنكنوت التى لا أول لها ولا آخر.