رامي ربيع
تسود حالة من التوتر في العلاقة بين عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، ورجال الأعمال منذ تنصيبه على رأس سلطة الانقلاب قبل أكثر من عامين، ومرت العلاقة بين الطرفين بلحظات من الانفراج ولحظات أخرى من التوتر، وبعد تصريحات وردية من النظام لرجال الأعمال، لم تدم الفرحة طويلا، فبعد ثلاثة أشهر فقط بدأت حلقة جديدة من الصراع بين السيسي ورجال الأعمال.

"لا تأسفن على غدر الزمان لطالما.. رقصت على جثث الأسود كلاب"، تغريدة كتبها رجل الأعمال نجيب ساويرس، عقب إزاحته من رئاسة حزب المصريين الأحرار الذي كان قد أسسه وأنفق عليه عشرات بل مئات الملايين، ودخلت عائلة ساويرس ومجموعة من رجال الأعمال مرحلة جديدة من الشد والجذب.

"حتدفع يعني حتدفع"، بدأت أولى مراحل الصراع بين أجنحة الانقلاب مبكرا، وبعد اغتصاب السيسي للسلطة استرد الجميع قوتهم، وكانوا جاهزين لمعاركهم الداخلية بعدما اختفى الهدف المشترك، لكنهم فوجئوا بأن دورهم لن يتوقف عند حد الدعاية الانتخابية والمباركات، فالسيسي طالبهم بدفع 100 مليار جنيه.

في فجر الثامن من نوفمبر عام 2015، فوجئ مجتمع الأعمال بخبر اقتحام قوات الأمن فيلا رجل الأعمال صلاح دياب، ثم القبض عليه هو ونجله وتعمد إهانتهما في كل وسائل الإعلام؛ لإيصال رسائل لأشخاص بعينهم، كما يتعرض رجال أعمال موالون للانقلاب لملاحقات قضائية أو مطالبات ضريبية خلال الفترة الأخيرة، كما يواجه رجل الأعمال أحمد بهجت حكما نهائيا بالحجز على جميع أملاكه وبيعها لتغطية مديونياته إلى البنوك المصرية، فيما تطالب مصلحة الضرائب رجل الأعمال نجيب ساويرس بدفع 7 مليارات جنيه للدولة.

ما يحدث بين السيسي ورجال الأعمال امتداد لانقلابه على الإعلاميين الذين دعموه، فالضربة الآن توجه لرجال الأعمال أصحاب القنوات الفضائية والصحف، الذين يعتبرون أنفسهم شركاء أساسيين للسيسي في انقلابه على ثورة يناير والمسار الديمقراطي الذي أنتجته.

الأيام المقبلة ستظهر مدى استسلام رجال الأعمال أمام السيسي وتجيب عن سؤال: هل يمكنهم القيام بدور للإطاحة بالسيسي كما فعلوا مع الرئيس محمد مرسي أم ينتصر السيسي على رأس المال؟.

Facebook Comments