أحمدي البنهاوي
أعلن "عشماوي"، قبل يومين، عن رغبته في شنق عادل حبارة، 41 عاما، والعشرات من أعضاء اللجان الإلكترونية للمخابرات والأمن الوطني الذين "حلموا" بيوم تنفيذ الحكم، وصفقوا اليوم جميعا لقتل إنسان لطالما برأ نفسه أمام 4 محاكم في 4 سنوات، وتعمدوا ألا يسمعوه، لا يخشون أن يكبوا إلى مآله، فارتكنوا جميعا إلى "اعترافات" أدلى بها حبارة تحت تعذيب السجان في أكثر من 5 سجون مرّ بها على الأقل، منها أعظم السجون إسرافا في القتل والتعذيب في "العزولي" بالإسماعيلية، ليسطر ما أراده "حاتم" الأصم الأبكم الأعمى، وفي "العقرب" ليجاور قادة الإخوان والأحزاب المتحالفة معهم رفضا للانقلاب العسكري، ويعامل معاملة ربما أقسى، ويلتقي "حاتم" آخر بعقل خنزير وجسد بغل، وأخيرا إلى "الاستئناف" حتى يتمنى "المحكوم" إعمال قانون "الأخلاق" قبل "قانون لائحة السجون" مستقبلا مصيره، وهو ما لم يسمح به "حاتم" ثالث، فمنعوا أمه وزوجته وأولاده قبل 3 شهور من إعدامه من مجرد مقابلته، قتلوا الحاجة أم محمد– شقيقته الكبرى- قبل أن يقتلوه "ابنك هتشوفيه جثة يبقى اشبعي بيه"، وبين جدران سجن تكون نهاية ردهاته "عشماوي".
سخر كثيرون من قول د. محمد مرسي، عند توجيهه للشرطة في 2012، إنه يهمه سلامة الخاطفين والمخطوفين، رغم أن كثيرا من الحقوقيين والمحامين يؤكدون أن القانون والدستور قال ذلك، فمن حق الخاطفين محاكمة عادلة، ليتبين إن كانوا الخاطفين فعليا، والتي توضح إن كان قد تجنى عليهم "حاتم"، لأنهم "ملهمش خير في حاتم"، وحكم عليهم أن "ملهمش خير في مصر"، فضلا عن تأكيد الحقوقيين أن ذلك العدل يوقف الظلم واﻻضطهاد الذي يولد اﻻرهاب والتكفير.
عادل محمود إبراهيم الشهير بـ"عادل حبارة"
ونعى "حبارة"، الذي عاش في أسرة مستورة، كل حر، وكتبت عائشة خيرت الشاطر "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًاۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ".
وهنأته بأن له "البشرى والفوز"، ولقاتله الْخِزْي "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ".. مذيلة رسالتها "#اللهم_انتقامك".
وفي رسالة أخرى سابقة نشرها ضابط المخابرات محمد الوكيل على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، كتبت نجلة المهندس الشاطر "#عادل_حباره هو محمود رمضان تاني، هو زي شباب عرب شركس، هو روح هتتقتل ظلم.. أتصدق على حكم إعدامه، ومنتظر التنفيذ في أي لحظة، ادعوا له ربنا ينجيه بحوله وقوته". مضيفة "جاوز الظالمون المدي.. يا رب عجل بآياتك".
وأرسلت عائشة برسالة للتواصي بصلاة ركعتين للدعاء له، غير أن أغلب النشطاء بعدما أعدم حبارة طالبوا بأن تكون الركعتان طلبا للمغفرة له من الله.
لمحات إنسانية
ونشر الحقوقي هيثم غنيم، عن عادل حبارة، قصة وصفها بأن فيها "حاجات جميلة ووقفات"، فأوضح أن عادل أحب زوجته– مبتورة اليد في حادث قطار- بعد إنقاذه حياتها.
وأضاف "مفيش مرة هتسمع عادل حبارة بيتكلم عن زوجته، إلا وهتلاقيه بيتكلم باحترام وحب شديد وخجول".
و"حبارة" بحسب شهادة من عايشوه "راجل بمفهوم أهل الزنزانة، جدع وبسيط مبيكذبش ومش بيحور، لو عمل حاجة بيقول أنا عملت واخبط راسك في الحيط".
واستعاد غنيم فيلم "هي فوضى"، وقصة أمين الشرطة حاتم، قائلا: "الفيلم ميجيش حاجة بجوار قصة عادل اللي ابتدت قبل الثورة، عادل كان وما زال شابا بسيطا جدا، بدأ يلتزم في الصلاة، وكان بيحضر دروس لمحمد حسان، وفي مرة وهو راجع لمنزله وقفه أحد أمناء أمن الدولة اسمه "علي أمين" في بلده، وطلب منه بطاقته علشان يعمله ملف متابعة في أمن الدولة، ورغم استعطاف عادل حبارة له، إلا أن الأمين رفض، فاتنرفز عادل حبارة عليه، وبعدها عادل سافر ليبيا للعمل علشان مش عاوز مشاكل".
وتابع "النتيجة إن أمن الدولة راح بيت زوجته وهددوها وإنها لازم تروح تسلم نفسها لضابط أمن دولة اسمه "عاصم"، وهو ما حدث".
وأكمل "رجع عادل وسلم نفسه لأمن الدولة للضابط "عاصم"، وحكاله إنه ملوش في حاجة، وإن علي أمين، أمن الدولة هو اللي مستقصده.. وبعد التحقق من رواية عادل تم الإفراج عنه، مقابل إنه يرجع يزورهم تاني بعد أسبوع ويبلغهم بأي معلومات عن أي حد ضد النظام.
وأوضح أن "عادل مرحش، فراح علي أمين "أمين أمن الدولة" حاطط اسمه بعد أشهر في حملة لأمن الدولة للقبض عليه، عادل مكنش في البيت لكن رغم كده، الأمن دخل على زوجته وانتهك حرمة البيت".
وأضاف "عادل- يمتهن النقاشة وحاصل على بلوم صنايع- اضطر للهرب إلى القاهرة، ومحاولة العيش هناك، لكن في مرة اضطر يرجع للبلد في أبو كبير في الشرقية، فصاحب جمعية اسمها المستقبل اسمه "السيد"، شغال مخبر لأمن الدولة، وهما عاملين ليه الجمعية علشان يجمع تبرعات تتصرف على المرشدين والمخبرين بتوع أمن الدولة، السيد ده راح مبلغ علي أمين اللى في أمن الدولة، فجه يقبض على عادل حبارة، فعادل حاول يهرب واشتبك معاه بمطوة لغاية لما ضربوه جامد".
ربيع المخبر
وبعد مطاردات لحبارة من مأمور مركز أبو كبير وضابط الأمن الوطني محمد عبد الرحيم وأمين شرطة بالقرية القريبة من المركز، يدعى ربيع المخبر، قُتل الأخير لتلتصق التهمة بحبارة، ويفر بعدها للعريش ويقبض عليه وزوجته وبناته، في سبتمبر 2013، وأثناء قيام القاضى محمد شرين بالحكم علة حبارة بالإعدام فى قضية مقتل الجنود بسيناء باستجواب أحد الشهود، رئيس المباحث بتاع العريش ليه قبض على حبارة؟.. رد عليه رئيس المباحث بناء على الأمر الصادر من نيابة أمن الدولة 18 أغسطيس فى مقتل ربيع المخبر.. صرخ حبارة فى القاعة، وقال لشيرين: "دليل البراءة أهه.. راجل اللى قبض عليه بيقولك بسبب مقتل ربيع المخبر ومش قتل الجنود".
فيديو شهير لحبارة : أنا مش هينفع أكذب- قصته قبل الثورة
فيديو: عادل يتكلم بعد إصدار حكم الإعدام عليه
<br>