أكاديمي عربي: الأزمة الاقتصادية المصرية ستتفاقم.. وليس لها حل قريب

- ‎فيتقارير

قال الأكاديمي والمفكر الفلسطيني بشير نافع، إن "مصر في وضع سيء بسبب المشاكل الاقتصادية والأزمة ستتفاقم في الفترة المقبلة ولن تستطيع دول الخليج تقديم معونات لمصر كما كان سابقاً، والمعضلة المصرية ليس لها حل على المدى القريب، كما أن الحديث عن رؤية بديلة وقوة قادرة على قيادة المنطقة لم تبرز بعد".. ورأى أنه "ربما كان الرهان السياسي الوحيد الناجح لعبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، هو علاقته بترامب".

ونشر المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، اليوم الأحد، ما أسفرت عنه محاضرة للدكتور بشير نافع، بحضور د.عمرو دراج رئيس المركز ولفيف من الباحثين ونواب مجلس الشعب السابقين في تركيا، في حلقة نقاشية حول تطورات الأوضاع التركية السياسية والإقليمية والدولية، بمقر المعهد المصري، في مدينة اسطنبول التركية، الخميس 19 يناير 2017.

وخلص بشير نافع إلى أن "السعودية" و"مصر" تبدوان أكثر اطمئنانًا لترامب، حيث إن ترامب ليس لديه أي اهتمامات عن الديمقراطية والحريات، كما أن علاقة السعودية بأمريكا في الفترة الماضية ربما كانت الأسوأ في تاريخ العلاقات بين البلدين، بجانب أن السعودية تتحمل تكاليف باهظة في اليمن بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط مما تسبب في تأزم الوضع المالي والإقتصادي.

ترامب وأمريكا
وقال "نافع"، إن المرحلة التي نمر بها الآن هي مرحلة انتقالية دولية ستشهد تغيرا في اتجاهات السياسية الخارجية الأمريكية، فالإدارة الأمريكية الجديدة غير واضحة، وترامب ليس له سجل سياسي يمكن من خلاله فهم سياسته، وسوف يحاول ترامب استعادة الثقل الاقتصادي والعسكري لأمريكا وربما الدخول في حرب باردة في الاقتصاد الدولي مع كلا من الصين وألمانيا، كما أن علاقة أمريكا مع حلف الناتو ربما تشهد تغيراً كبيراً، حيث أن هناك قلقاً أمريكياً من استمرار تحمل أعباء عسكرية أكبر من قدراتها، ورغبة في تخفيف الأعباء العسكرية عن كاهل أمريكا.

تركيا والاضطرار
ورأى المفكر الفلسطيني، أن تركيا حاولت إشراك السعودية في الملف السوري بشكل فعال ولكنها فشلت، كما أدرك الأتراك اختلال ميزان القوى مع التدخل الروسي في سوريا وتبني أمريكا سياسة معادية للسياسة التركية وامتناعها عن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، وقد أدى تراجع السعودية في الأزمة السورية والتدخل الروسي والسياسة الأمريكية الداعمة للأكراد، إلى إضعاف وتأزيم الموقف التركي في الأزمة السورية.

كذلك أدركت روسيا غياب الدور الأمريكي في الأزمة السورية، وأن سوريا أصبحت منطقة فراغ يمكن استغلالها لحسم قضايا إستراتيجية أخرى تمثل أهمية لروسيا، وأدركت تركيا أن هناك مساحة من الخلاف بين روسيا وإيران، وأنه بالإمكان رسم مستقبل سوريا بشراكة روسية، وحتى هذه اللحظة هذه الشراكة تسير ولكن لا أحد يستطيع الجزم باستمرارها، كما حاولت تركيا تحسين الظرف الجيوستراتيجي لها عن طريق الانعطاف نحو روسيا، إلا أن الخيار الروسي قد لا يستمر طويلا في ظل إشارات إيجابية للسياسة ترامب وفريقه نحو تركيا.

السعودية وإيران
وعن الموقف السعودي المتأزم مع الجنوب، أشار "نافع" إلى أن إيران شغلت السعودية بالوضع في اليمن وهو ما استهلك السعودية بشكل كبير، كما أن الوضع الإيراني على الأرض في سوريا قوي حيث استطاعوا الإبقاء على نظام الأسد، وكذلك الوضع الإيراني في العراق جيد بشكل عام، وبالرغم من وجود خلاف بين إيران وروسيا بشان تسوية الأزمة السورية، إلا أن إيران لن تسمح بالوصول بالعلاقة مع روسيا إلى مرحلة الإفتراق أو الإصطدام، خاصة وأن هناك تهديد واضح من ترامب وفريقه لإيران.