لماذا يتواطأ السيسي على سطو “إسرائيل” على أكبر غاز مصري؟

- ‎فيتقارير

 كتب: يونس حمزاوي
في سرية تامة استضافت العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الإثنين الماضي 23 يناير 2017، اجتماعا ضم مدراء وزارات الطاقة في أربع دول، هي قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا.

كان الهدف من الاجتماع مناقشة خطة لبناء خط أنابيب تحت الماء لنقل الغاز من حقل "ليڤياثان" للغاز الطبيعي، الواقع تحت سلطة الاحتلال، إلى مدينة "برينديزي" الإيطالية وبطول 2000 كم.

الاجتماع الذي فُرض عليه سياج من السرية الشديدة كان بمثابة لقاء تحضيري يجمع، الشهر المقبل، وزراء الطاقة بالدول الأربع، ويعقد في تل أبيب.

ماذا تعرف عن حقل «ليڤياثان»؟

ليڤياثان هو حقل غاز طبيعي يقع في شرق البحر المتوسط وداخل المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، وبالقرب من سواحل غزة، وجرى اكتشافه في عام 2010، وتقدر احتياطياته بـ622 مليار متر مكعب من الغاز.

ومن أبرز الشركاء في الحقل، شركات «نوبل إنرجي» الأمريكية، وأفنر أويل، وديليك دريلينج للتنقيب.

الحقل يقع في المياه المصرية

بحسب دراسة أعدها الباحث المصري والمحاضر في معهد ماساتشوستس للتقنية، نائل الشافعي، أكدت أن الحقل يبعد 190 كم شمال مدينة دمياط، الواقعة شمال مصر وعلى البحر المتوسط، و235 كم من حيفا، و180 كم من ميناء ليماسول القبرصي، وبذلك يعتبر الشافعي أن الحقل يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر.

إذا، «ليڤياثان» حقل مصري خالص، سطت عليه دولة الاحتلال كما سطت على العديد من حقول الغاز الواقعة شرق البحر المتوسط.

فلماذا إذا يتواطأ قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بصمته وتجاهله للأمر، على استيلاء دولة الاحتلال على ثروات مصر التي تقدر بمئات المليارات من الدولارت؟!.

وبحسب الخبير الاقتصادي مصطفى عبدالسلام، في مقاله بعنوان «إسرائيل تبيع غازنا المنهوب ونحن نتفرج»، فإن إسرائيل تتحرك سريعا لتصدير الغاز الذي تسرقه من منطقة شرق البحر المتوسط والمياه الإقليمية لفلسطين المحتلة ومصر نحو أوروبا، عبر مد خط أنابيب تحت الماء.

مصر من مُصدّر إلى مستورد للغاز

ويأتي تواطؤ قائد الانقلاب بعد أن باتت مصر مستوردا للغاز، بعد أن كانت مصدرة له أيام المخلوع مبارك.

والشعب المصري كله يعلم يقينا الدور المشبوه الذي قام به الجنرال حسين سالم، رجل جهاز المخابرات الفاسد، والذي أضاع على مصر وشعبها عشرات المليارات من الدولارات، في صفقات توريد الغاز المصري في عهد المخلوع حسني مبارك عام 2005، بثمن بخس للجانب الصهيوني.

وعلى خطى حسين سالم الذي تصالح معه السيسي، يمضى قائد الانقلاب في إهدار ثروات البلاد تحت لافتات براقة، تتشدق بعبارات رنانة وشعارات جوفاء عن أن "مصر أد الدنيا" و"تحيا مصر"، حتى لو مات شعبها جوعا، ونهبت ثرواتها لأعدائها.