أذون الخراب المستعجل.. 105 مليارات بشهر واحد “صندوق النقد”: يدمر الدولة

- ‎فيتقارير

كتب رانيا قناوي:

توالت التقارير المحذرة من ارتفاع الديون الداخلية والخارجية في مصر، بسبب إجراءات نظام الانقلاب، وحذر أحدث تقرير أصدره "صندوق النقد الدولي" اليوم الثلاثاء، من دبي حول آفاق الاقتصاد الاقليمي، من مغبة مستوى الدين العام المرتفع للغاية في مصر، وهو ما يعني ان الحكومة بحاجة للتوقف عن المضي قدما في طرح أذون خزانة جديدة بفائدتها المرتفعة بجانب التوقف عن طرح سندات دولارية في اسواق الدين العالمية.

وقال الصندوق -خلال بيانه اليوم- إنه من المرجح أن تزداد تكلفة خدمة الدين المرتفعة للغاية في مصر بما يتماشى مع الارتفاع المتوقع في أسعار الفائدة العالمية، وتتسبب مستويات الدين المرتفعة في إبعاد المستثمرين وزيادة المخاطر التي تهدد الاستقرار المالي.

وأكد أن ارتفاع تكاليف خدمة الدين سيؤدي إلى زيادة الضغوط المفروضة على أوضاع المالية العامة، مما يحد من الإنفاق العام على البنية التحتية والتعليم مثلا لدعم النمو.

أذون خزانة بـ105 مليارات في إبريل
وطرحت حكومة الخراب المستعجل عن طريق وزارة المالية، أذون وسندات خزانة بقيمة إجمالية 105.5 مليار جنيه خلال إبريل الماضي فقط.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه سلطات الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي في الاستدانة من الخارج والداخل، حيث ارتفعت الديون الخارجية لأكثر من 60 مليار دولار، فيما ارتفعت الديون الداخلية لأكثر من تريليوني جنيه.

وطرحت حكومة الانقلاب أذون خزانة آجال 91، 182، 273، 364 يوما بقيم 25.250 و25.250 و24.250 و24.250 مليار جنيه على التوالي.

وتم أيضا خلال ذات الشهر طرح سندات أجل 3 سنوات (استحقاق سبتمبر 2019) بملياري جنيه، وأجل 5 سنوات (استحقاق إبريل 2022) بقيمة 1.5 مليار جنيه، كما أنه طرح سندات أجل 7 سنوات (استحقاق أغسطس 2023) بقيمة 1.5 مليار جنيه، وأجل 10 سنوات (استحقاق يوليو 2026) بقيمة 1.5 مليار جنيه.

كارثة مقبلة
وحذر الدكتور حازم حسني الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، من السياسات الاقتصادية التي تتم في مصر ، مؤكدًا أن "مطابع البنك المركزي شغالة" في طبع الأموال، لسد الفجوة.

وقال حسني خلال تصريحات سابقة، "هناك أخطار تواجهنا ولا أفهم كيف لا ينظر لهما النظام بعين الاعتبار؛ الأول أن الاستمرار في طبع الأموال بهذه الطريقة سيؤدي إلى انهيار كامل للاقتصاد".

وأضاف حسني أن "هناك دولا في وقت من الأوقات كانت تحتاج فيها لـ(شوال) لشراء رغيف من العيش الفينو.. اطبع في أموال كما تريد لكن عند لحظة معينة سوف يحدث انهيار ".

وأكد: أن هناك قروضا وإيداعات دولارية، ومع ذلك النظام يتصرف فيها، وهذه الأموال واجبة السداد، مشيرا إلى الخديوي إسماعيل حينما وقع يومًا في هذا الفخ عندما وفروا له القروض التي يريدها ثم وجد نفسه على الحافة.

ونوه إلى أن نظام الانقلاب اليوم، لا بد أن يسدد بالدولار، متسائلا: "إذا كانت الدول العربية يمكن أن تعطيه تسهيلات ويمكن أن تشتري بعض الأصول في مصر لكن إلى متى يمكن لهذه السياسات الخاطئة أن تستمر؟". كما تساءل: "كيف سيتعامل النظام لو في يوم من الأيام – لا قدر الله- أصبح رغيف العيش يحتاج (شوال) من المال لشرائه؟ علينا أن نفكر قبل فوات الأوان في هذا الأمر.. بافتراض أن الأوان لم يفُت".